شرح أذكار الأذان

منذ 2024-11-11

«يَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ الـمُؤَذِّنُ إلاَّ فِي (حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ وَحَيَّ عَلَى الفَلاَحِ) فَيَقُولُ: (لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ)»

 

– أذْكَارُ الأَذَانِ

«يَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ الـمُؤَذِّنُ إلاَّ فِي (حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ وَحَيَّ عَلَى الفَلاَحِ) فَيَقُولُ: (لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ)»

فالحديث المتفق عليه الذي أشار إليه المصنف؛ هو قوله:  «(إذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ؛ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الـمُؤَذِّنُ)»

وهو من حديث أبي سعيد الخدري .

وأما الحديث الذي ذُكر فيه الحيعلة والتفصيل؛ فهو من رواية مسلم وهو قوله: ( «إذا قال: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال: أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة)» .

من حديث عمر بن الخطاب

قوله: (إذا سمعتم النداء) أي: الأذان.

قوله: (ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله) أي: ثم قال المؤذن.

قوله: (قال: أشهد أن لا إله إلا الله) أي: قال أحدكم.. إلى آخره.

قوله: (حي على الصلاة) أي: هلموا إليها.

قوله: (حي على الفلاح) أي: أسرعوا إلى الفوز والنجاح والنجاة.

قوله: (من قلبه) أي: خالصاً مخلصاً من قلبه، ودل هذا على أن الأعمال يشترط لها الإخلاص، ولا عمل بدون الإخلاص؛ لأن الأصل في القول والفعل الإخلاص، قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ

فالحديث الأول عام مخصوص بحديث عمر.

والمراد منه أن نقول مثل ما قاله غير الحيعلتين؛ فإنه يقول بعد قوله: حي على الصلاة وحي على الفلاح: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما قول المؤذن: الصلاة خير من النوم فلم يرد شيء في القول بمثل ما يقول أو غير ذلك، فتبقى على العموم، أو على عدم ذكر شيء عند سماعها، وهو الأرجح؛ لأنها مما زيد على ألفاظ الأذان في أذان الفجر فقط؛ فيحتاج القول بمثل ما يقول المؤذن عند سماعها إلى دليل، ولا دليل على ذلك.

[قال المصحح: والصواب أن المستمع للأذان إذا سمع المؤذن يقول: الصلاة خير من النوم في أذان الفجر يقول مثل ما يقول المؤذن: (الصلاة خير من النوم)؛ لأن النبي قال: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن)

واعلم أن إجابة المؤذن اختلف فيها؛ هل هي واجبة بالحديثين المتقدمين، أم هي سنة لحديث عائشة’: أن رسول الله  كان إذا سمع المؤذن يتشهد، قال: (وَأنَا وأنَا)؟! والأظهر القول بسنِّيَّتها، والله أعلم.

 – يقولُ: « (وأنَا أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيْكَ لهُ، وأنَّ مُحمَّداً عبدُهُ ورَسُولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا، وبمُحَمَدٍ رَسُولاً، وبالإسْلامِ دِيناً) (يَقُولَ ذَلِكَ عَقِبَ تَشَهُّدِ المـُؤَذِّنِ)» .

- صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص.

قوله: (رضيت بالله ربًّا) أي: ملكاً ومالكاً ومتصرفاً ومدبراً... [وإلهاً حقاً]

قوله: (وبمحمدٍ رسولاً) أي: رسولاً من عند الله – تعالى -؛ فأتابعه بكل ما جاء به؛ أأتمر بأمره وأنتهي عما نهى.

قوله: (وبالإسلام ديناً) أي: بأحكامه وشرائعه.

قوله: (يقول ذلك عقب تشهد المؤذن) أي: بعد قوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

ليس هذا اللفظ لفظ رواية ابن خزيمة – رحمه الله – إنما لفظه هو، قوله: (من سمع المؤذن يتشهد)

 – (يُصَلِّي عَلَى النَّبِي بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ إجَابَةِ المُؤَذِّنِ)

هذا من حديث عبدالله بن عمرو أنه سمع النبي يقول:  «(إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت له الشفاعة)» .

قوله: (ثم صلوا عليَّ) أي: بعد الفراغ من إجابة المؤذن صلوا علي؛ وإنما أمر بالصلاة عليه عقب الإجابة؛ لأن الإجابة دعاء وثناء، ولا يقبل الدعاء إلا بالصلاة عليه، لقوله: (كل دعاء محجوب حتى يُصَلِّي على النبي )

قوله: (فإنه) أي: فإن الشأن أن (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً)، كما جاء عنه أنه قال:  «(من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشراً، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات)» .

قوله:(ثم سلوا الله لي الوسيلة) والوسيلة ما يتقرب به إلى الغير؛ يقال: وَسَلَ فلان إلى ربه وسيلة، وتوسل إليه بوسيلة، إذا تقرب إليه بعمل، والمراد بها في الحديث منزلة في الجنة، حيث فسرها بقوله: (فإنها منزلة في الجنة)

قوله: (لا تنبغي) أي: هذه الوسيلة (إلا لعبد) واحد، (من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو).

قوله: (حلت له) أي: وجبت له (الشفاعة)؛ أي: شفاعتي.

 – يَقُولُ:  «(اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُـحَمَّداً الوَسِيْلَةَ والفَضِيْلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَاماً مَـحْمُوداً الَّذِي وَعَدْتَهُ».

- صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.

قوله: (رب هذه الدعوة التامة) والمراد دعوة التوحيد؛ وقيل لدعوة التوحيد تامة لأن الشرك نقص، أو التامة التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل، بل هي باقية إلى يوم النشور، أو لأنها هي التي تستحق صفة التمام وما سواها فمعرض للنقص.

قوله: (الصلاة القائمة) أي: الدائمة.

قوله: (الوسيلة) هي منزلة في الجنة.

قوله: (الفضيلة) أي: المرتبة الزائدة على سائر الخلق.

قوله: (وابعثه مقاماً محموداً) أي: ابعثه يوم القيامة فأقمه مقاماً يحمد القائم فيه.

قوله: (الذي وعدته) قال الطيبي رحمه الله: (المراد بذلك قوله: تعالى {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} وأطلق عليه الوعد؛ لأن عسى من الله تعالى واقع).

وجاء في نهاية الحديث؛ قوله في جزاء من قالها: (حلت له شفاعتي) أي: استحقت ووجبت أو نزلت عليه.

قال المهلب رحمه الله: (في الحديث الحض على الدعاء في أوقات الصلوات؛ لأنه حال رجاء الإجابة).

– (يَدْعُو لِنَفْسِهِ بَيْنَ الأَذَانِ والإقَامَةِ؛ فَإنَّ الدُّعَاءَ حِيْنَئذٍ لا يُرَدُّ)

وهذا جاء في قوله : «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» .

- صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري .

ولفظ الدعاء بإطلاقه شامل لكل دعاء، ولكن لابد من تقييده بما في الأحاديث الأخرى من أنه ما لم يكن دعاء بإثم أو قطيعة رحم أو اعتداء.

  • 2
  • 0
  • 119
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    إنّا لمطامعكم بالمرصاد • تمتلئ الساحة اليوم بمشاريع توسُّعية ومطامع سياسية وعسكرية لطواغيت الشرق والغرب، في استكمال لدورة "عهد الاستخراب" الذي غزا بلاد المسلمين قديما وما تزال فصوله مستمرة، وكل ذلك لا يخرج عن إطار الحرب على الإسلام التي لم تتوقف منذ بدء البعثة النبوية. وعند النظر إلى حقيقة هذه المشاريع والأطماع التي تغزو المنطقة؛ نجد أنها امتدادات وتتمّات للمشاريع والمخططات الكبرى التي حاكتها قوى الكفر الصليبية واليهودية والشيوعية التي غزت بلاد المسلمين طويلا، أو هي انعكاسات لثارات دينية تاريخية كالفارسية المجوسية التي حطمها المسلمون قديما. ولئن كانت الحكومات المرتدة تحتفل اليوم بذكرى "الاستقلال" المزعوم و "التحرر" الموهوم؛ فإن الحقيقة تقول إن هذه الدول لم تستقل عن الغزاة ولم تتحرر من سطوتهم، وإنما أخذ الغزو شكلا آخر أكثر خطرا ومكرا، بدليل أن قادة الغزاة الذين دخلوا البلاد بالأمس عنوة بقوة السلاح، يدخلون اليوم نفس البلاد بالترحيب والاستقبال الرسمي من الحكومات "المستقلة" و "المتحررة"! على الخارطة، فبلاد الشام تتناوشها أطماع الغزاة مجددا، من سوريا التي حكمها البعث بإرث شيوعي، ثم غزاها الرافضة بتوطئة نصيرية ودعم وأحقاد فارسية، شاركتها مطامع روسية تنافسية، إلى الأردن الذي قام نظامه على السياسات البريطانية والأمريكية الضامنة لسلامة واستقرار أمن اليهود، مرورا بلبنان الذي يخضع عسكريا لأذرع إيران الفارسية ويتبع سياسيا للوصاية الفرنسية، وصولا إلى فلسطين التي سلمتها بريطانيا إلى اليهود الذين يحظون بدعم أمريكا الصليبية والتي تغرس قواعدها العسكرية في شرق الفرات والعراق وغيرها، وتفرض وصايتها على الجزيرة العربية بتواطؤ وتبعية حكامها الخونة المرتدين. وعموما، لا يخرج المشهد في سائر بلاد المسلمين عن التوصيف السابق؛ غزو ومخططات قديمة بمطامع متجددة، وحكومات محلية مرتدة تنفذ سياسات الغزاة بكل دقة. وفي أحدث مثال على تجدُّد خطط الغزو والمشاريع القديمة، جرأت حرب غزة اليهود الكافرين على تكرار الإعلان والتصريح في محافل رسمية بما أسموه "مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات" والذي يعلنون بكل وضوح أنه لا يقتصر على أرض فلسطين فحسب! بل يمتد إلى أجزاء من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر وحتى الجزيرة العربية. وليس خفيا أيضا خط الغزو الرافضي الإيراني الجديب، الذي يستهدف ما يسمى منطقة "الهلال الخصيب"، وهو مخطط إيران الفارسية الإستراتيجي الذي تسعى بكل قوتها لتحقيقه، عبر تمكين ميليشياتها وأذرعها هنا وهناك تحت شعارات "المقاومة" و "القدس" التي تمر بمدن وعواصم المسلمين كما صرحوا مرارا بذلك تماما كما يفعل اليهود. والحكومة التركية بماضيها العلماني الصرف وحاضرها العلماني المتستر خلف غربال الإخوان المرتدين بقيادة "أتاتورغان"، هي الأخرى تمدّ يد المطامع تحت أكمام الإغاثة، وتروّج لمشروعها القومي العلماني عبر الاستثمار في جراحات المسلمين ومآسيهم، وقد عمدت إلى تحقيق مطامعها التوسُّعية بطريقة عسكرية مباشرة عن طريق قواعدها في شمال العراق، أو عن طريق بيادقها وفصائلها الذين وصل بهم الأمر أن فاقوا حكومتهم المركزية، ففرضوا في مناطقهم لغتها ورفعوا أعلامها واستعملوا عملتها!، وهو ما نعاينه في "الشمال المحرر" الذي يروجون فيه لـ "كيان سني" ينفذ أجندة "الغزاة" على مذهب أتاتورك. وعلى ذات الخط تسعى الأحزاب الكردية ومن يتبعها من الميليشيات على اختلاف تشكيلاتها، للحصول على موطئ قدم بين الأطراف المتصارعة، فتارة يستجدون أوروبا وأمريكا، وتارة يشرقون لروسيا والصين، ويتوددون ليهود بين هذا وذاك، علهم يجدون من يعينهم على تحقيق حلمهم "كردستان" الذي أرقهم منذ عقود، فيستعملهم القاصي والداني في مشاريعه، وهم يجهدون معهم ويصدقون وعودهم، كما كانوا وما زالوا عونا للرافضة في العراق، فيتعنتون معهم سياسيا ويعينونهم عسكريا في الحرب على المسلمين، وكذا حالهم في الشام لما دعمتهم أمريكا في الحرب على المجاهدين، ثم تركتهم يواجهون مصيرهم المحتوم. وأما إفريقية فقد سارت لها الدول والميليشيات تهافتا من كل حدب، فبعد سنوات من التسلط الأوروبي والأمريكي، جاء الدور على الروس وحلفائهم الصينيين لينقبوا في أرض إفريقية بحثا عن مطامعهم وتقاسما للتركة. ▫️ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 464 الخميس 7 ربيع الآخر 1446 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً