قبل أن تنتصر لنفسك من أخيك تذكر

منذ 8 ساعات

اختلاف الطباع بيننا واختلاف طريقة التفكير هي من دلائل بديع خلق الله، فكل منا ليس نسخة من الآخر.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اختلاف الطباع بيننا واختلاف طريقة التفكير هي من دلائل بديع خلق الله، فكل منا ليس نسخة من الآخر.

هذا الاختلاف يحتاج إلى صدر رحب وخلق رفيع لتخطي أي خلاف قد يطرأ نتيجة لاختلاف الطباع أو طريقة التفكير وهذا ما حدث بالفعل لأفضل الخلق بعد الأنبياء سيدنا أبي بكر رضي الله عنه ليعلمه النبي صلى الله عليه وسلم درساً كبيراً ويعلم معه الأمة.

عن سعيد بن الْمُسَيِّب رضي الله عنه قال: «(بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه، وقع رجل بأبي بكر فآذاه (ذمه وسبَّه)، فصمَتَ عنه أبو بكر، ثم آذاه الثانية، فصمتَ عنه أبو بكر، ثم آذاه الثّالثة، فانتصر منه أبو بكر (ردَّ عليه)، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر أبو بكر، فقال أبو بكر: أوَجدْتَ عليَّ (أغضِبْتَ عليَّ) يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:نزل ملَكٌ من السماء يكذبه بما قال لك، فلما انتصرتَ وقع الشيطان (حضر حين ذهب المَلَك)، فلم أكن لأجلس إذْ وقع الشّيطان) » [رواه أبو داود وحسنه الألباني] .

وفي رواية أخرى: «(أن رجلا شتم أبا بكر والنبى صلى الله عليه وسلم جالس يعجب ويتبسم (من شتم الرجل وقلة حيائه)، فلما أكثر ردّ (أبو بكر) عليه بعض قوله، فغضب النبى صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله، كان يشتمنى وأنت جالس، فلما رَدَدْتُ عليه بعض قوله غَضِبْتَ وَقُمْتَ!! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان معك مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْك، فلما رددْتَ عليه وقع الشيطان (أى حضر)، فلمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مع الشّيطان. ثم قال: يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضي (أى يعفو) عنها لله عز وجل إلا أعزَّ الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطيّة (أى باب صدقة يعطيها لغيره) يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة (أى يسأل الناس المال) يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلّة) » [​​​​​​​رواه أحمد والبيهقي وحسنه الألباني] .

هذا الدرس الأول.

أما الدرس الثاني : قد ينتج عن اختلاف الطباع والتفكير جدال .... دع الجدال مع إخوانك وإن كنت على حق.

«أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لمن تركَ المِراءَ وإنْ كان مُحقًّا»

الراويأبو أمامة الباهلي | المحدثالألباني | المصدرمناسك الحج والعمرة | الصفحة أو الرقم : 8 | خلاصة حكم المحدثحسن

يخبرنا  النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنه  زَعِيمٌ، أي: ضامِنٌ وكفيلٌ، "بِبَيتٍ"، أي: قَصرٍ، "في رَبَضِ الجنَّةِ"، أي: نواحِيها وأطرافِها، "لِمَنْ تَركَ المِراءَ"، أي: الجِدالَ، "وإن كانَ مُحِقًّا"، أي: فِيما يقولُ؛ وهذا لِمَا فيهِ من الحِفاظِ على النفوسِ وما يَتسبَّبُ فيهِ المراءُ من خِلافٍ وشَقِّ للصفوفِ.

​​​​​​​والله الموفق والمستعان

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 47
  • عبد الرحمن محمد

      منذ
    (فضل من رابط يوما) • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها) [رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد]. وقال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان) [رواه مسلم عن سلمان]. وقال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل) [حسن: رواه الترمذي والنسائي عن عثمان بن عفان]. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (رباط يوم في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين: مسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) [سنن سعيد بن منصور]. والذي ييسر فهم هذا الأجر العظيم في الرباط هو معرفة المرء أن العُبّاد -بما فيهم العلماء- لا يستطيعون القيام بعباداتهم لولا المرابطون على الثغور، ولو أن المرابطين تركوا مواقعهم ولم يحموها، لصارت كل مدن المسلمين وقراهم مهددة بالغزو والنهب من قبل الكافرين، لذلك قال العلماء إن المرابط له أجر كل مسلم خلفه يعبد الله، حيث أن رباطه يمكنهم من الخشوع في عباداتهم، كما أن المسلم الذي يعتني بأهل المجاهد في غيابه له أجر غزوه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا) [رواه البخاري ومسلم عن زيد بن خالد]. ■ (السلف وأربعون يوما من الرباط) جاء رجل من الأنصار إلى عمر بن الخطاب فقال: "أين كنت؟" قال: "في الرباط" قال: "كم رابطت؟" قال: "ثلاثين" قال: "فهلّا أتممت أربعين" [مصنف عبد الرزاق]. وإن ابناً لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- رابط ثلاثين ليلة ثم رجع فقال له ابن عمر: "أعزم عليك لترجعن فلترابطن عشرا حتى تتم الأربعين" [مصنف ابن أبي شيبة]. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "تمام الرباط أربعون يوما" [مصنف ابن أبي شيبة]. بسبب هذه الآثار وغيرها، عندما سئل الإمام أحمد "هل للرباط وقت؟"، أجاب "أربعون يوما"، قال إسحاق بن راهويه: "[هو] كما قال" [مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه]، وهذه الآثار تدل على أن الأفضل للمرء إذا رابط أن يرابط أربعين يوما أو أكثر قبل أن يعود ليستريح، وهذا هو الرباط على منهج السلف. ■ (فضل من مات مرابطا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر) [صحيح: رواه أبو داود والترمذي عن فضالة بن عبيد]. وقد ذكرنا الحديث المرفوع الذي رواه مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: (وإن مات فيه [أي في الرباط] جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان) [رواه مسلم عن سلمان]. هذا الميتة العظيمة وهذا الأجر المضمون لكل مرابط توفي في رباطه حتى ولو كان سبب موته مرضًا أو كبرَ سن أو حادثًا عاديًّا، وما أزكاها عندما تكون شهادة سببها القصف الجوي من قبل الصليبيين وحلفائهم المرتدين! إن نمو عمل الميت ذُكر في حديث آخر، (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) [رواه مسلم عن أبي هريرة]، وإن أجر الصدقة والعلم والولد باق ما دامت الصدقة جارية وما دام ينتفع بعلمه وما دام ولده يدعو له، كما هو مفهوم هذا الحديث ومنطوق غيره، بينما نمو أجر من مات مرابطا هو مستقل عن أي شرط آخر، وهذا ليس إلا للمرابط! وهذا الأجر غير مذكور لشهيد المعركة، بل للمرابط الذي ربما مات في رباطه بكبر سنه أو مات في نومه مستريحا! وما أشرفها من ميتة! وهذا أكبر محرض يدعو المرء ليطلب من الله أشرف ميتة، الشهادة في سبيل الله في الرباط. ■ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 19 السنة السابعة - الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ مقال: فضائل الرباط في سبيل الله

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً