التقليد الأعمى ضار

منذ 2024-12-10

إن من العيوب المنتشرة بين المسلمين، والأخطاء التي يجب تركها هو التقليد الأعمى، فبعض المسلمين - أصلحهم الله - كالببغاء يُردد عن الغرب أو الشرق كل كلمة أو فعل من غير أن يفهم ما يقول أو يفعل، أو ليقال عنه متمدن، أو متطور، وهذا خطأ كبير.

إن من العيوب المنتشرة بين المسلمين، والأخطاء التي يجب تركها هو التقليد الأعمى، فبعض المسلمين - أصلحهم الله - كالببغاء يُردد عن الغرب أو الشرق كل كلمة أو فعل من غير أن يفهم ما يقول أو يفعل، أو ليقال عنه متمدن، أو متطور، وهذا خطأ كبير.

 

1- احذر يا أخي المسلم أن تقلد غيرك تقليدًا أعمى حتى تسأل عنه، وتعرضه على الإسلام، فقد يكون محرمًا كلبس خاتم الخطبة الذي تقدمه الزوجة للزوج زعمًا منها أن هذا الخاتم يمنعه من الاختلاط بالفتيات، ونسيت أن الزوج بإمكانه أن يخلعه عندما يريد الاختلاط، وهذه العادة مأخوذة عن النصارى، ولا سيما إذا كان الخاتم من الذهب المحرم على الرجال، وقد نَهَى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عن التشبه بالكفرة فقال: «مَن تشبه بقوم فهو منهم»؛ (صحيح رواه أبو داود).

 

2- ومن التقليد المذموم، الذي جلب للمسلمين الذلة والصغار الحكم بقوانين الغرب المخالفة للإسلام، وترك الحكم بشريعة الله عز وجل التي أعزت المسلمين في عصر النبوة والصحابة ومَن بعدهم.

 

3- احذر لبس الذهب فهو محرم على الرجال حلال للنساء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال: «يعمَد أحدكم إلى جمَرة مِن نار، فيجعلها في يده» ! فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفِع به، قال: لا والله لا آخذه أبدًا وقد طرَحه رسول الله)؛ (رواه مسلم).

 

من فوائد الحديث:

1- كل من رأى منكرًا كلبس الذهب فعليه تغييره بيده إن استطاع، كما بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: «مَن رأى منكم منكرًا فليُغَيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»؛ (رواه مسلم).

 

2- تشبيه الرسول صلى الله عليه وسلم الذهب بالجمرة من النار يدل على أنه من الكبائر.

 

3- يجوز الانتفاع بالخاتم وبيعه، لقول الصحابة في نص الحديث: (خذ خاتمك انتفع به).

 

4- استجابة الصحابي لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم أخذه بعد طرح الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على إيمان قوي، وتضحية بالمال.

 

الخلاصة: على الشباب المسلم أن يلبسوا خاتم الفضة، فهو أجمل من الذهب في شكله الجميل الفضي اللامع، وسعره أرخص من الذهب بكثير، وقد أحله الإسلام للرجال والنساء، وقد نصحت أحد إخواني اللابسين لخاتم الذهب، وذكرت له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فما كان منه إلا أن استجاب، وخلعه من يده وأعطاني إياه، فبعته، واشتريت له خاتمًا من فضه، ورددت له بقية المال، ففرح كثيرًا، وتبعه بقية المعلمين في ذلك، وحق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَن سَنَّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عَمِل بها مِن غير أن ينْقصَ مِن أجورهم شيء»؛ (رواه مسلم).

 

5- علينا أن نقلد الغرب في الاختراعات الحديثة كالطائرات، والدبابات والغواصات وغيرها من الأسلحة المتطورة، حتى لا نحتاج إليهم، وندافع بها عن ديننا وأرضنا لا أن نقلدهم في التبرج والرقص والميوعة، وغيرها من الأمور الضارة: وصدق قول الشاعر حين قال:

قلَّدوا الغربي، لكن بالفجور   **   وعن اللب استعاروا بالقشور 

 

6- نهانا الإسلام أن يقلد بعضنا بعضًا في الأمور السيئة حيث قال ابن مسعود: "لا يكن أحدكم إمَّعة، يقول: إن أحسنَ الناسُ أحسَنت، وإن أساءَ الناس أسأت، ولكن وَطَنوا أنفسكم على أن تحسنوا إذا أحسن الناس، وألا تظلموا إذا أساء الناس".

 

ومن المؤسف أننا إذا نصحنا بعض الناس ألا يغشوا ولا يكذبوا، وألا تسفر نساؤهم تراهم يتعللون قائلين: الناس كلهم يكذبون، ويغشون، وتسفر نساؤهم، كأنهم يريدون الاقتداء بهم، فاحذر يا أخي المسلم السير مع التيارات الفاسدة، والتقاليد الضارة.

 

لا تتشبه بلباس الأجانب كلباس البنطال الضيق الذي يجسم العورة، ولا سيما في شعار الرأس، فلا تقلد الإفرنج، وتلبس البرنيطة، فهي شعار الكفرة واليهود والنصارى، وفي الحديث: «مَن تشَّبه بقوم فهو مِنهم»؛ (صحيح رواه أبو داود).

 

وعليك بالتشبه بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والصالحين من الرجال، ولا تنظر إلى غير المتمَسكين بالإسلام.

محمد جميل زينو

عالم كبير..مدرس في مكة المكرمة.

  • 2
  • 0
  • 122
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    (الرباط وأفضل الجهاد) • عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكا ورحمة، ثم يتكادمون عليها تكادم الحمير، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل رباطكم عسقلان) [رواه الطبراني بإسناد حسن]. يتكادمون: أي يعض بعضهم بعضا. هناك روايات مشابهة تبين أن الرباط يكون أفضل الجهاد بعد انتهاء عصر الملوك الرحماء من الخلفاء، أثناء عصر الملوك المسلمين الظلمة، وكان ذلك قبل عصر الطواغيت المرتدين، والذي انتهى -إن شاء الله- بتجديد الخلافة، والله أعلم. قال الإمام أحمد رحمه الله: "ليس يعدل الجهاد عندي والرباط شيء، والرباط دفع عن المسلمين، وعن حريمهم، وقوة لأهل الثغر ولأهل الغزو، فالرباط أصل الجهاد وفرعه، والجهاد أفضل منه للعناء والتعب والمشقة... أفضل الرباط أشدهم كَلَباً" [المغني]. وعليه، إذا لم يكن هناك حاجة لمزيد من المرابطين (وهو أمر لا يقرره سوى الإمام)، ولم يفضل المرء المعركة على الرباط بسبب قلة صبره أو غروره بعمله، وكان المرء مرابطا في أغلب وقته وسيعود إلى الرباط بعد المعركة، فإن القتال أفضل لما فيه من مخاطر ومشقة، وإلا على المرء أن يعرف أن التفكير في ترك الرباط لا ينبغي للمجاهد الصادق، ويصل هذا الترك إلى كبيرة من الكبائر إن تضمن الإعراض عن الرباط الضروري أو عصيان أوامر الأمراء، بل يصبح خطر التفكير هذا أشد عندما نرى الصليبيين والمرتدين لا يكلّون من التخطيط ومحاولة الهجوم على أراضي الدولة الإسلامية ومناطقها. (هداية الله وبركته للمرابطين) قال سفيان بن عيينة رحمه الله: "إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور فإن الله يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]" [تفسير ابن أبي حاتم: تفسير القرطبي]. وعزا شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- هذه الحكمة إلى الأوزاعي وابن المبارك والإمام أحمد وغيرهم أيضا [مجموع الفتاوى؛ مدارج السالكين]. وبعد ذكر هذا الأثر عن ابن المبارك والإمام أحمد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وبالجملة إن السكن بالثغور والرباط والاعتناء به أمر عظيم، وكانت الثغور معمورة بخيار المسلمين علما وعملا، وأعظم البلاد إقامة بشعائر الإسلام وحقائق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان كل من أحب التبتل للعبادة والانقطاع إلى الله وكمال الزهد والعبادة والمعرفة يدلّونه على الثغور" [جامع المسائل]. وبوّب المنذري -رحمه الله- في كتابه "الترغيب والترهيب" فصلا بـ "ترغيب الغازي والمرابط في الإكثار من العمل الصالح من الصوم والصلاة والذكر ونحو ذلك"، وذكر فيه الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا)، ثم ذكر المنذري أحاديث كثيرة دالة على أن أجر العبادة في الجهاد مضاعف، ثم قال: "والظاهر أن المرابط أيضا هو في سبيل الله، فيضاعف عمله الصالح كما يضاعف عمل المجاهد" [الترغيب والترهيب]، وإن الفرصة للقيام بالأعمال الصالحة في الرباط هي أكبر من الفرصة لذلك في المعركة، فإن المرابط يستطيع أن يصلي ويصوم ويقرأ ويعلم غيره إلى غير ذلك بسهولة، بينما المقاتل مشغول بشدة المعركة، والتي أحيانا تضطره إلى الإفطار في رمضان وتأخير الصلاة الواجبة (جمع تأخير). وهذه الآية وهي قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]، تبين أن طلب العلم أثناء الرباط مبارك بهداية الله لعبده، والمرابط يستطيع أن يحفظ القرآن ويدرس تفسيره ويحفظ الحديث ويدرس معناه ويدرس التوحيد والإيمان والتفسير والزهد والفقه والسيرة، وعندما يدعو الله أن يمكنه من العمل بعلمه الذي تعلمه، سيجد دعاءه مستجابا، وأن الله تعالى منحه الهداية الموعودة، وأن رباطه -إن شاء الله- سيثبت علمه في قلبه ويبقي أثره على لسانه وجوارحه، وهناك أحاديث تبين أيضا أن الرباط يضاعف بركات العبادات الأخرى التي يقوم بها المرابط في الثغور. ■ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 19 السنة السابعة - الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ مقال: فضائل الرباط في سبيل الله

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً