لا تفعل الحرام بحجة أن الجميع يفعله

منذ 2024-12-29

قال تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} [مريم]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.

لا تفعل الحرام بحجة أن الجميع يفعله، وتذكر أنك ستحاسب وحيداً.

قال تعالى:

{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} [مريم]

قال العلامة السعدي في تفسيره:

{{ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا }}  أي: لا أولاد، ولا مال، ولا أنصار، ليس معه إلا عمله، فيجازيه الله ويوفيه حسابه، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، كما قال تعالى:  { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }.

وقال تعالى :

{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (94)} الأنعام

قال ابن كثير في تفسيره:

وقوله :  {( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة )}  أي : يقال لهم يوم معادهم هذا ، كما قال  {( وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة )}  [ الكهف : 48 ] ، أي : كما بدأناكم أعدناكم ، وقد كنتم تنكرون ذلك وتستبعدونه ، فهذا يوم البعث .
وقوله : { ( وتركتم ما خولناكم ) } أي : من النعم والأموال التي اقتنيتموها في الدار الدنيا ( وراء ظهوركم ) وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس "
وقال الحسن البصري : يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج فيقول الله - عز وجل - له أين ما جمعت؟ فيقول يا رب ، جمعته وتركته أوفر ما كان ، فيقول : فأين ما قدمت لنفسك؟ فلا يراه قدم شيئا ، وتلا هذه الآية : ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ) رواه ابن أبي حاتم .
وقوله :  {( وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء )}  تقريع لهم وتوبيخ على ما كانوا اتخذوا في الدار الدنيا من الأنداد والأصنام والأوثان ، ظانين أن تلك تنفعهم في معاشهم ومعادهم إن كان ثم معاد ، فإذا كان يوم القيامة تقطعت الأسباب ، وانزاح الضلال ، وضل عنهم ما كانوا يفترون ، ويناديهم الرب ، عز وجل ، على رءوس الخلائق :  {( أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون )}  [ الأنعام : 22 ] وقيل لهم  {( أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون )}  [ الشعراء : 92 ، 93 ] ; ولهذا قال هاهنا :  {( وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء )}  أي : في العبادة ، لهم فيكم قسط في استحقاق العبادة لهم .
ثم قال تعالى :  {( لقد تقطع بينكم )}  قرئ بالرفع ، أي شملكم ، وقرئ بالنصب ، أي : لقد انقطع ما بينكم من الوصلات والأسباب والوسائل  {( وضل عنكم ) } أي : وذهب عنكم  {( ما كنتم تزعمون ) } من رجاء الأصنام ، كما قال :  {( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار} [ البقرة : 166 ، 167 ] ، وقال تعالى :  {( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون )}  [ المؤمنون : 101 ] ، وقال  {( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) } [ العنكبوت : 25 ] ، وقال { ( وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم )}  الآية [ القصص : 64 ] ، وقال تعالى :  {( ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا )}  إلى قوله :  {( وضل عنهم ما كانوا يفترون )}  [ الأنعام : 22 - 24 ] ، والآيات في هذا كثيرة جدا .

أبو الهيثم

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 3
  • 0
  • 153
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    لماذا تغيظهم عمليات الدولة الإسلامية؟ • كلما قام جنود الخلافة بعملية نوعية خرجت أبواق النفاق في وسائل الإعلام بقلوب ملئت حقدا لتنتقدها، ناسجين حبال كذب من خيالاتهم الضيقة الفاسدة المتعلقة بنظرية المؤامرة فيزعمون تارة أن هذه العملية أو تلك تخدم مصالح اليهود أو النصارى مع أنهم هم أكثر من يخدم اليهود والنصارى ويواليهم بصدهم عن الجهاد ومحاربتهم المجاهدين. وفي حقيقة الأمر ما يغتاظون إلا لأن العمليات خارج المحيط الذي اعتادوا عليه والخطوط الحمراء التي رسمت لهم من الصليبيين الذين يخشونهم أشد من خشية الله، وأما الدولة الإسلامية فإنها لا تعترف بالخطوط الحمراء للنظام العالمي بل هي تكفر به بقوانينه ونظمه، فلا خطوط حمراء إلا ما حرمه الشرع، فمن أجاز الشرع قتاله قاتلوه ولو حرمته كل القوانين والمواثيق الدولية، ومن حرم الشرع قتاله كفوا عنه ولو أجازت قتاله كل القوانين والمواثيق الدولية فساحة المعركة والعدو المستهدف تحدده الدولة الإسلامية لا النظام الدولي. هذا أشد ما يزعجهم من العمليات وخاصة عمليات الذئاب المنفردة في ديار الصليبيين أو ضد رعاياهم، فهم حتى وإن قاتلوا أو تخاصموا مع الصليبيين أو اليهود، فإنهم لا يخرجون عن الدائرة المغلقة، ولهذا ترى الكثيرين يؤيدون قتال حماس في غزة ضد اليهود، وفي المقابل لو قام أحد جنود الدولة الإسلامية بعملية في فلسطين لاستنكروها وصنفوها على أنها مؤامرة، وذلك لأن حماس موالية للنظام الدولي وتعترف بهم وتتذلل لهم ليقبلوا بها، فكل عملياتهم في داخل الخطوط الحمراء التي حددها لهم النظام الدولي. وعلى هذا فقس أي انتقاد يتفوه به هؤلاء المنافقون، كما تكلموا عن العملية الأخيرة داخل الكنيسة في تركيا، وغيرها من العمليات التي لن تتوقف إن شاء الله رضي من رضي وسخط من سخط.
  • خير زاد

      منذ
    السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله جزاكم الله خيرا لو سمحت انا ايمان الخولي وببعت مواضيع لكن لا تصل الي الموقع هل فى مشكلة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً