تفسير: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)

منذ 7 ساعات

♦ الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}. (الأحزاب (58).

♦ الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.

♦ السورة ورقم الآية: الأحزاب (58).

♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا} يرمونهم بغير ما عملوا.

♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا} ، من غير أن عملوا مَا أَوْجَبَ أَذَاهُمْ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يَقَعُونَ فِيهِمْ وَيَرْمُونَهُمْ بِغَيْرِ جُرْمٍ،{فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً}.

وَقَالَ مُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ: فِي عَلِيِّ بن أبي طالب كَانُوا يُؤْذُونَهُ وَيَشْتُمُونَهُ. وَقِيلَ: نَزَلَتْ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَالْكَلْبِيُّ: نَزَلَتْ فِي الزُّنَاةِ الَّذِينَ كانوا يمشون في طريق الْمَدِينَةِ يَتَّبِعُونَ النِّسَاءَ إِذَا بَرَزْنَ بِاللَّيْلِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِنَّ، فَيَغْمِزُونَ الْمَرْأَةَ فَإِنْ سَكَتَتِ اتَّبَعُوهَا وَإِنْ زَجَرَتْهُمُ انْتَهَوْا عَنْهَا، وَلَمْ يَكُونُوا يَطْلُبُونَ إِلَّا الْإِمَاءَ، وَلَكِنْ كَانُوا لَا يَعْرِفُونَ الْحُرَّةَ مِنَ الْأَمَةِ لِأَنَّ في الْكُلِّ كَانَ وَاحِدًا، يَخْرُجْنَ فِي درع وخمار، الحرة والأمة كذلك فَشَكَوْنَ ذَلِكَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ الْآيَةَ.

  • 1
  • 0
  • 52
  • عبد السلام خالد

      منذ
    إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا • عذاب الله للقاعدين نافذ فيهم وكلٌّ يصيبه ذلك العذاب، إما ضنك في الحياة وضيق عيش وهذا لا يكاد يسلم منه قاعد من القاعدين، حيث أن أعظم نعم الجهاد ذهاب الهم والغم كما قال عليه الصلاة والسلام: (الجهاد باب من أبواب الجنة ينجي من الهم والغم) [الطبراني]، فمن ترك الجهاد لم يخطئه هم ولا غم، وهذا مشاهد في أحوال القاعدين زفراتهم وآلامهم وأكدارهم لا تنتهي. وعذاب آخر يعذب به القاعد في تلك الأشياء التي تسببت بصده عن الجهاد من مال أو ولد أو غيره، كما قال الله عن المنافقين: { فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ } ومن جنس هذا العذاب أن تحصل الجفوة والفرقة بين المرء وأهله وأقاربه وتفسد ذات بينهم بسبب ترك الجهاد، وهم الذين غالبا من منعه وثناه عن الجهاد، يشهد لهذا قول الله تعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }، قال ابن كثير: "أي: عن الجهاد ونكلتم عنه، { أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } أي: تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجاهلية الجهلاء، تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام" [التفسير]، وهذا يصيب كثيرا من الناس فتجدهم لما أطاعوا ذويهم بترك فريضة الجهاد المتعين؛ عذبهم الله بأن جعل بأسهم بينهم، فقتل هنا وحرب هناك، ومشكلة هنا وجريمة هناك، وكل ذلك عذاب عجّل عليهم في الدنيا والله المستعان. وهكذا فما كان سببا في ترك الجهاد يتحول إلى عذاب في ذاته وهذا من عدل ربنا جل وعلا، وإن ترك ذلك الشيء لله، تولاه الله له ورعاه وربّاه، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. ونظير هذا أيضا حلول الدمار والخراب في ديار القاعدين عن الجهاد بعد أن نكلوا وتقاعسوا عن الجهاد ظنا منهم أنه سبب دمار البلاد وخرابها، فإذا الذي يخشونه يلاحقهم، وذلك بتسلط الطواغيت على ديارهم وممتلكاتهم واستمرائهم في التعدي على بيوتهم ومساكنهم فتجرف بيوت وتهدّم ويهجّر آخرون ويضطهدون، أو ما ينشب بين الطواغيت أنفسهم من حروب تطال من بين ظهرانيهم من الناس، وذلك دون أي اعتبار لدماء المسلمين ولا أموالهم، ولو جاهد الناس في سبيل ربهم لكان خيرا لهم. ومنه العذاب المعنوي بتقريع القاعد أن الله في غنى عنه وذاك في قوله تعالى: { وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا } وأن الله سيستبدل به من هو خير منه؛ لأنه الأذل والأدنى، كما قال سبحانه: { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }. ومن ذلك أيضا أن يُفتن عن دينه بانتكاسة وتراجع حتى عن الاستقامة على طاعة الله أحيانا، تحت حجة ضغط الواقع، كما زعم قوم أن الجهاد فتنة فإذا هم ساقطون في الفتنة، قال الله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا } وأكبر منها أن يعذب بسقوطه في موالاة الطواغيت والتذلّل إليهم لخوف أو شهوة أو شبهة، فيذهب دينه والعياذ بالله ومردّ ذلك حب الدنيا وكراهية الموت وهذا عذاب شديد حين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف فـ { كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ }، وقد رأينا بعض الذين تركوا الجهاد وفارقوا ساحاته، انتهى بهم المطاف جنوداً وعبيداً للطاغوت بعد أن كانوا جنوداً وعبيداً لله، وبالجملة فإن القعود معصية لله رب العالمين ووقوع فيما فيه سخطه سبحانه، وخصلة من خصال المنافقين وكبيرة من كبائر الذنوب، ولو تفكر القاعد في الوعيد الذي كررته آيات القرآن في حق القاعدين، لما أمن من مكر الله، ولأصبح حريصاً للنفير طالباً للجهاد، خاشياً أن ينزل عليه العذاب، أو يأتيه الموت وهو على ذلك. وفي مقابل حال القاعد: حال المجاهد الذي تظافرت النصوص الشرعية في بيان فضله وعلو منزلته ومنه على سبيل المثال قوله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } فيكفي نعمة الهداية واطمئنان القلب بالإيمان ثمرة من ثمار الجهاد تمتد من الدنيا إلى الآخرة، ومنها حديث النبي ﷺ: (إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) [رواه البخاري] وغيرها من العطايا والمنح. فالبدار البدار والنجاء النجاء، فانفر أيها المسلم لتلتحم وتنتقم وتسلم، ولا تقل سبق الناس وعملوا وجاهدوا، فإن كل نفس بما كسبت رهينة، وأنت مرهون بنفسك فأعتقها ولا توبقها، وأكرمها ولا تُهنها، و { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ۝٩ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }، والحمد لله رب العالمين. ◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 472 الخميس 4 جمادى الآخرة 1446 هـ مقال: إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    الجزيرة الأسيرة • مع كل موسم جديد من مواسم "هيئة الترفيه" السلولية الجاهلية، يشتد غضب الناس على الاحتفالات الساقطة التي يتصدرها طغمة من فُسّاق العالم، دخلوا بلاد الحرمين بفتاوى من أجازوا وشرعنوا وأصّلوا لولاة أمورهم استجلاب النصارى واليهود إلى جزيرة العرب مهبط الوحي ومأرز الإسلام. وللمفارقة، فإن المَعلم الأقذر في هذه المواسم الجاهلية، يقبع في حي (حطين) في الرياض وكأنها رسالة ما للحالمين بتحرير بيت القدس، أن سبيل تحريرها لا يكتمل إلا بتحرير الجزيرة الأسيرة منطلق الفتوحات الإسلامية. مآرب ومشارب الغاضبين، تنوعت بين غاضب لمحارم الله تعالى وبلده الحرام، وغاضب لمآرب أخرى سياسية وحزبية، وفرق كبير بين من يوظّف الحَرم لينتصر لنفسه وحزبه!، وبين من ينتصر حقا للحَرم. وآخرون منافقون يرون في الحدث فرصة لانتقاص دعوة التوحيد ومنهج السلف، فيطعنون في منهاج النبوة انتقاصا من حكام السعودية ومشايخهم، فهل حكام السعودية ومشايخهم وهيئاتهم يمثلون دعوة التوحيد ومنهج السلف؟! وفريق راح يقلل من خطورة الأمر، بحجة أن المعصية في بلاد الحرمين وغيرها واحدة، وهذا صحيح خلا مكة والمدينة؛ لكنه ليس مبررا للتقليل من خطورة ما يجري من جهتين؛ الجهة الأولى: الاستخفاف بمكانة بلاد الحرمين في الإسلام وتبديد هيبتها وقدسيتها في قلوب المسلمين وهو هدف رئيس لهذه المواسم الجاهلية، ومن جهة ثانية: تكرار هذه المواسم الساقطة وما يجره ذلك من استمراء الجرم وتقبّله والتسليم به وصولا إلى التعايش معه! ومن الأغاليط المتصلة بذلك، تفسير ما يجري على أنّ الغاية منه -فقط- إلهاء أهل الجزيرة عن سياسات ابن سلمان ومشاريعه في المنطقة، وهذا تقزيم للجرم وفهم منقوص للواقع، بل إنّ ما يجري غاية في حد ذاته، وهل هناك خطر أكبر من سلخ المسلم عن عقيدته وأخلاقه، وتدنيس مقدساته، وجلب عدوه إلى عقر داره؟! إنها حرب ممنهجة على بلاد الوحي، تهدف إلى "علمنتها" وإفساد أهلها وضرب قدسيتها. وكما في كل مرة، توجهت سهام الغاضبين نحو تفاصيل الحفلات الهابطة أو نحو "هيئة الترفيه" الكافرة الساقطة على أفضل الأحوال، لكن سهام الغضب هذه لم توجه بشكل كاف إلى صدور "هيئة كبار العلماء!" الذين هم سدنة الطاغوت وغطاؤه الشرعي؛ ولا حتى إلى جنود الطاغوت وأوتاده حراس الشرك وحماة الرذيلة. ولا شك أن شريحة من بلاد الحرمين يتملكهم الأسى والقهر على ما يرونه من مظاهر الفساد العريض في البلاد، لكنهم لا يقدرون على إعلاء صوتهم بالإنكار لهذا المنكر، خشية الأسر والقتل الذي يلوح به نظام آل سلول، وهو ما يحتم عليهم سلوك الطريق الوحيد الذي يمكّنهم من ذلك وهو الجهاد، إذ إنه لم يعد هناك سبيل لإنكار هذا المنكر إلا بوجود قوة تحمي الدعوة، ولا قوة للمؤمن بغير الجهاد. وإن من الحِكم الإلهية في اختيار الجزيرة العربية مهدا للدين؛ أميّتها، وبالتالي خلوها من فلسفات وأفكار الأمم المحيطة بها كالروم والمجوس والبوذيين، ولذلك لم تأت دعوة التوحيد من "تبادل الثقافات" ولا "تنوع الحضارات"، بل جاءت من الوحي الإلهي، بينما يتنافس طواغيت الجزيرة اليوم على "الانفتاح" على كل "الحضارات" و "الثقافات" الجاهلية ونقلها إلى أرض الجزيرة لمزاحمة الوحي!!، بغية إفساد العقائد والأخلاق، فجمعوا بين شرين كبيرين، الأول: جلب الصليبيين واليهود! والثاني جلب عاداتهم وموروثاتهم الساقطة المصادمة لميراث النبوة! واليوم ينفق طواغيت آل سلول مئات الملايين في الصد عن سبيل الله عبر التعاقد مع الساقطين والساقطات لإشاعة الفاحشة وإحياء الرذيلة وقتل الفضيلة وإماتة الحياء، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}. ولأن سنن الله لا تحابي، فإن حالة الأمن التي يتفاخر بها أنصار الطاغوت في الجزيرة ويعيّرون بها غيرهم من البلاد، لن تدوم، والجرأة على حرمات الله والمبارزة بالفواحش والمجاهرة بالمعاصي والفسق إيذان بقرب القلاقل وبداية النهاية لقوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}، وهو عين ما يجري في بلاد الحرمين من تسلط حكامها ومترفيها وأكابر مجرميها إيذانا بقرب هلاكهم ودمارهم بإذن الله. ▫️ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 470 الخميس 19 جمادى الأولى 1446 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً