القلب الذي يتوق إلى النجاح

منذ 15 ساعة

كُنْ ناجحًا ذلك النجاح الذي يَأجرك عليه خالقك، فكل ما تقوم به بنية صادقة، وترغب من خلاله في إعانة غيرك، أجرك عليه عند الله، وإنه الأثرُ الطيِّب الذي تتركه خلفك

إن القلب الذي يتوق إلى "النجاح"، هو تلك المضغة المفعمة بالحماس والحيوية، وتسعى إلى اقتطاف ثماره اليانعة، بما أوتيت من جهد وقوة، وهذه أهم سمة في الإنسان، من بين سماته الأخرى الرائعة.

 

وما أجمل ذلك النجاح الذي يكون عامًّا! مثل ذلك المعلم المربي الذي يجود بوقته ونفسه وتعبه لأجل تلاميذه، فينجحون فيكون نجاحهم نجاح ذلك المدرس، يحتفلون بـ"الإنجاز" جميعًا في جوٍّ من البهجة والسعادة.

 

يكون النجاح على المستوى المعرفي مثل ذاك الذي ذكرناه سابقًا، ويوجد أيضًا النجاح على المستوى الاجتماعي، بأن يكون الإنسانُ مصدرَ عونٍ لغيره من الناس، فيقدم للضعفاء يد المساعدة بتفانٍ، ولا يبخل عليهم أبدًا؛ بل يجود بما عنده في حدود استطاعته ومقدرته، وإمكانياته المتوفرة.

 

ويوجد النجاح على المستوى الشخصي، ذلك المعدن الطيِّب المُترسِّخ في فؤاد الفرد، وتلك الأخلاق النيِّرة التي تَجْذِبُ الأنفس إليها، وهذا نجاحٌ رائعٌ! وهو نموذجٌ للأخلاق والقيم والمبادئ الراقية.

 

للنجاح أوجهٌ مُتـعدِّدة، أدناها أن تُجالس من هو في حاجة إلى كلامك، تَتناول معه أطراف الحديث، وتَغرس فيه معانيَ "التفاؤل" و"الإيجابية"، فالتكافل الاجتماعي والتعاضد ضروريان، ولا غِنى عنهما أبدًا ولو من الناحية المعنوية.

 

كُنْ ناجحًا ذلك النجاح الذي يَأجرك عليه خالقك، فكل ما تقوم به بنية صادقة، وترغب من خلاله في إعانة غيرك، أجرك عليه عند الله، وإنه الأثرُ الطيِّب الذي تتركه خلفك، وإنه الأرض التي تحرثها وتفلحها في فصل الشتاء، ثم تخضرُّ وتُؤتي أكلها في الربيع، فيَستفيد منها كل الناس.

_________________________________________________
الكاتب: أسامة طبش

  • 0
  • 0
  • 40

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً