الزكاة أهميتها وضرورتها للفرد وللمجتمع 2

منذ 2025-02-18

من الأهداف الأساسية للإسلام أن يسود الإخاء أبناء البشر كافة وأبناء مجتمعه خاصة، فإذا ساد الإخاء بما ينطوي عليه من محبه وألفة، وما يثمره من  تكافل وتعاون، فقد ساد الأمن والسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب أ - أشرف شعبان أبو أحمد
من الأهداف الأساسية للإسلام أن يسود الإخاء أبناء البشر كافة وأبناء مجتمعه خاصة، فإذا ساد الإخاء بما ينطوي عليه من محبه وألفة، وما يثمره من  تكافل وتعاون، فقد ساد الأمن والسلام وظللت السكينة ربوع المجتمع، ولم يعد يرى الناس تلك الخصومات الكبيرة على أمور صغيرة، ولا تلك المنازعات الدائمة على أعراض الحياة التافهة، ولن يتحقق ذلك إلا إذا استقر في القلوب إيمان عميق بالله تعالى، وبالدار الآخرة، وبهدف كبير، يعيش الإنسان له ويموت عليه، وهو نصرة الحق والخير، بهذا تستعلى النفوس المؤمنة على المتاع الأدنى، وتتطلع إلى الأفق الأعلى، ولا تقف في الطريق لتقاتل على أعراض الدنيا، وهي ثمن قليل، والآخرة خير وأبقى.
وقد رأينا هذه الصورة النموذجية للمجتمع المتآخي المتحاب، في المجتمع الإسلامي الأول، الذي ضمته مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم  رغم ما هناك من تباين كان يمكن أن يقف عقبة في سبيل هذا الإخاء الرائع، فالمجتمع يتألف من المهاجرين وهم قوم وافدون دخلاء على أهل البلد، وهم من العرب المستعربة أعني العدنانيين، ومن الأنصار وهم أهل البلد وأصحابه وهم من العرب العرباء أعني القحطانيين، وبين كل من القحطانيين والعدنانيين تنافس وتفاخر قديم، وحتى هؤلاء الأنصار يتآلفون من بطنين كبيرين، طالما قامت بينهما حروب ودماء،  تخلفت عنها ترات وأحقاد، وهما الأوس والخزرج، ومع هذا تجد بين هؤلاء وأولئك الحبشي كبلال، والفارسي كسلمان، والرومي كصهيب، وهناك فوق ذلك البدوي الخشن كأبي ذر، والمتحضر الذي ربي في أحضان النعيم كمصعب بن عمير.

ومع ذلك كله  قام في ظل الإيمان ذلك الإخاء الفريد، الذي لم تكتحل عين الدنيا برؤية مثله، فرأينا المجتمع الذي يحب الفرد فيه لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، ويرى إيمانه لا يكمل بغير هذا، بل رأينا فيه من يؤثر أخاه على نفسه، ويجود بالطعام وهو أشد ما يكون جوعا، ويتنازل عن الماء وهو أشد ما يكون عطشا، وقد رسم القران لنا صورة من هذا المجتمع الفاضل في قوله تعالى  {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدرهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}  [سورة الحشر آية  8،9]

هذا هو المجتمع الذي يضعه الإسلام نصب عينيه صورة مثلى، تتطلع إليها الأعين، وتصبوا إليها النفوس، ويعمل المخلصون على أن تكون واقعا يلمسه الناس، ولكن الإسلام دين واقعي، إنه لا يشرع للقمم العالية، وينسى السفوح الهابطة، لا يشرع للحالات الرائعة النادرة، ويغفل الأحوال الطبيعية السائدة، إنه لا يفترض البشر ملائكة يمشون على الأرض أولي أجنحة، ولكنه يفترضهم بشرا كثيرا ما تسوقهم غرائزهم، وتسول لهم أنفسهم الأمارة بالسوء، ويوسوس لهم شياطين الأنس والجن، يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، وتغريهم أعراض الحياة الدنيا، وتتقاذفهم أمواج الفتن المظلمة، وهذا ما يجعلهم يتنازعون ويتخاصمون ويتقاتلون، فتشتم أعراض، وتسلب أموال، وتسفك دماء، وقد وقع هذا منذ كان على وجه هذه الأرض الواسعة أسرة واحدة مكونة من والدين وأولادهما، آدم وحواء وبنايهما وبناتهما، ولم يمنع ذلك أن يعتدي أخ على أخيه فيقتله بغيا وعدوانا، مما حقق سوء ظن الملائكة بهذا المخلوق الجديد الذي استخلفه الله في الأرض، حين قالوا متطلعين إلى رتبة الخلافة {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك ونقدس لك} [ سورة البقرة آية 30] وقد قص القران علينا قصة ابني آدم لنرى فيها، كيف يكون الإنسان إذا انساق وراء الغريزة، وأغفل داعي الإيمان، قال تعالى ( { واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأه أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين} ) [سورة المائدة الآيات  27-32]   في هذا الوقت المبكر من حياة البشر حيث لم يكن يعرف الإنسان كيف يوارى سوءة الميت، ولم ير ميتا يدفن بعد، قتل الإنسان أخاه الإنسان، أخاه لأمه وأبيه!            

ماذا فعل الإسلام الدين المثالي الواقعي لعلاج هذه المشكلة البشرية القديمة الجديدة؟ لئن كان النزاع والتقاتل أمرا لا مناص منه بحكم طبيعة البشر، لم يكن معنى ذلك أن يترك ليستشري خطره ويتطاير شرره، ويزداد سوء أثره يوما بعد يوم، إن الخصومة حين تحدث، والنزاع حين يقع، أشبه بالحريق حين يشب، فهل يترك الحريق يلتهم الأخضر واليابس، والمجتمع يكتفي بالتفرج أو الصراخ؟ لا، فلا بد أن يتدخل المجتمع كل بقدر طاقته، لإطفاء النار، بكل سرعة ممكنة، ولا بأس أن يخصص المجتمع رجالا من أبنائه لإطفاء مثل هذه الحرائق مزودين بالإمكانات اللازمة والمعدات الكافية، المجتمع إذن مسئول بالتضامن عن إطفاء أي حريق يصيب دارا أو أكثر من دوره، وأي تهاون في إطفائه يخشى سوء أثره على المجتمع لا محالة، وهذه الخصومات حريق من نوع آخر، حريق لا يدمر البنيان والحجارة ولا يأكل الخشب والحطب والمتاع، ولكنه يأكل القلوب والضمائر، ويدمر معاني الحب والخير في الصدور، والمجتمع مسئول بالتضامن أيضا عن إطفاء هذا الحريق المعنوي الخطر على الإيمان والأخلاق، والذي بين الرسول صلى الله عليه وسلم  سوء أثره بقوله ( «إن فساد ذات البين هي الحالقة» ) رواه أبو داود و الترمذي.

ويروى عنه ( لا أقول  تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين ) على المجتمع أن يتدخل لإطفاء أي شقاق يحدث حتى ولو كان ذلك بين زوج وزوجته، على أن يكون القائمون بالإطفاء والإصلاح من أهل الزوجين حتى لا يتسع الخرق على الراقع، قال تعالى  {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا }  [سورة النساء آية  34]

وقد بينت الآية أن الحكمين يكونان من أهل الزوجين، ولكن الذي يبعث الحكمين ويشكل هذا المجلس العائلي، هو المجتمع المخاطب بقوله ( فابعثوا ) ممثلا في أولي الأمر من أهل الحل والعقد فيه، فإن لم يوجد هؤلاء كان الجميع مسئولين مسئولية تضامنية، وإذا كان المجتمع مسئولا عن نزاع صغير يقع داخل أسرة، فكيف بنزاع أكبر منه يقع بين أسرتين أو قبيلتين أو بلدتين؟! إن مسئوليته هنا لا شك أكبر وتدخله لا ريب ألزم.

وهنا يأمر القرآن بالتدخل الحاسم لحل النزاع والإصلاح بين الطائفتين وإيقاف الصراع بينهما ولو بقوة السلاح  {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}   [سورة الحجرات الآيات 9  –10] ويحث القرآن على الإصلاح بين الناس في أكثر من موضع فيقول  {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين }   [سورة الأنفال آية 1] ويقول ( { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } ) [سورة النساء آية 114] وقد جاءت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تؤكد هذا المعنى وترغب في الإصلاح بمثل هذا الأسلوب القوي المؤثر ( «ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة» ) رواه أبو داود والترمذي وقال صحيح

وكما خصص المجتمع رجالا لإطفاء الحريق مزودين بالسيارات والخراطيم ينبغي له من باب أولى أن يخصص رجالا للإصلاح بين الناس بتكوين لجان للمصالحات في كل جهة أو قرية يكون من سلطتها التدخل لفض الخصومة والتعفية على آثارها بكل الوسائل

غير أن هنالك عقبة كئودا تقف في سبيل الإصلاح وحسم الخلاف، تلك هي عقبة المال، فقد تكون هناك ديات أو غرامات على أحد الطرفين أو على كليها للآخر لا يستطيع دفعها أو لا يري دفعها ولم يسامح فيها الطرف الآخر ولم يكن من المصلحة فرض ذلك بالقوة عملا على رأب الصدوع والتئام الجروح فما الحل إذن؟ وكيف التغلب علي هذه العقبة الكأداء

الحل يسير تقدمه لنا الزكاة من ( سهم الغارمين ) فمن بين مصارف الزكاة  أن من الغارمين قوما من أصحاب القلوب الكبيرة عرفها المجتمع العربي والإسلامي، كان الواحد من هؤلاء يتقدم لإصلاح ما بين أسرتين أو قبيلتين، ويلتزم دفع ما يقتضيه الصلح من ديات وغرامات من ماله الخاص ليخمد نار الفتنة ويقر السكينة والسلام، وكان من فضل الإسلام أن يعان هؤلاء من الزكاة علي ذلك الهدف النبيل، وفي حديث قبيصة ابن المخارق الهلالي الذي تحمل حمالة في إصلاح، ثم أتي النبي صلى الله عليه وسلم يسأله المعونة فيها ولم يكونوا يجدون حرجا من السؤال في ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( « أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها» ) ثم ذكر له أن أي رجل تحمل حمالة فقد حلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك

رواه أحمد ومسلم0 ومن الرائع حقا في التسامح الإسلامي أن نص الفقهاء على أن الغارم لإصلاح ذات البين يعطي من الزكاة، ولو كان الإصلاح بين أهل ذمة من اليهود أو النصارى، فإن سيادة السلام والوئام بين جميع الذين يعيشون في كنف المجتمع الإسلامي هدف أصيل من أهداف الإسلام

لكن هل لابد أن يدفع أحد الأشخاص أولا غرامات الصلح من ماله الخاص، ثم يعطي بعد ذلك ما دفعه من مال الزكاة ليكون حقيقة من ( الغارمين ) إن عبارات الفقهاء بصفة عامة تدل على اشتراط ذلك مراعاة للفظ الآية ولكن روح الآية والهدف الذي يرمي إليه الشارع من وراء هذا السهم لا تمنع من إعطاء لجنة الصلح لتدفع بدورها إلى الطرف المستحق ما دامت المصلحة قد تحققت بتقدير لجنة يعتد برأيها المجتمع الذي كونها ورضي عنها، وأن كان لابد من المحافظة على الشكل فيمكن أن يكلف أحد أعضاء اللجنة بالدفع، استقراضا من أحد الناس أو المؤسسات، ثم يرد عليه ما غرمه بعد ذلك من سهم الغارمين من صندوق المصالحات، على أننا يجب ألا نغفل أهمية وجود الصنف الأول الذي ينبثق من ضمير المجتمع، باذلا من ذات يده للرفق والإصلاح، دون أن يضمن استرداد ما دفع، فوجود هذا الصنف في الميزان الأخلاقي هدف في ذاته يحسب له حساب كبير في تقدير الإسلام(61)

كما يحرص الإسلام علي أن يعيش كل فرد من أبنائه في كفاية من العيش وأمن من الخوف، ليستطيع أن يؤدي عبادة الله أداء خشوع وإحسان ولهذا طالب الله قريشا بعبادته ممتنا عليهم بهاتين النعمتين، الكفاية والأمن، قال تعالى (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف) وشر ما يصاب به بلد أن يحرم هاتين النعمتين كما قال الله تعالى ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ومن أجل ذلك رأينا التشريع الإسلامي يكفل لكل من يعيش في ظل دولته مسلما كان أو غير مسلم مستوي ملائما من المعيشة يجد فيه الغذاء والكساء والمسكن كما يجد سبل العلاج والتعليم ميسرة له وقد رأينا في تشريع الزكاة كيف عملت على معالجة مشكلة الفقر بتهيئة العمل للعاطل وإعطاء الكفاية للمحتاج كفايته وعائلته لمدة عام على قول أو كفايته العمر كله على قول آخر، ومن كان عنده بعض الكفاية أعطي تمام ما يكفيه رفعا لمستوي معيشته، ولكن الإنسان قد يكون في كفاية من العيش بل في سعة منه ولكن لا يلبث أن يعضه الدهر بنابه ويضربه ضربات مفاجئة، تتركه فقيرا بعد غنى، ذليلا بعد عز، مضطربا بعد طمأنينة وأمان، تلك هي الكوارث المفاجئة التي لابد للإنسان في جلبها ولا دفعها، يكون التاجر في رغد من العيش فتغرق السفينة التي تحمل تجارته أو يحترق متجره وفيه كل راس ماله وصاحب الزرع أو الغرس الذي تنزل الآفات السماوية فتجتاح زرعه أو غرسه وكذلك الفلاح الذي أكلت الدودة قطنه أو قمحة أو ذرته أو الذي هلكت جاموسته فكاد يهلك بعدها غما0 هذه الكوارث التي طالما خربت دورا عامرة وأفقرت أناسا كانوا في بحبوحة من الغنى، جعلت الكثيرين يخافون على متاجرهم ومصانعهم ورؤوس أموالهم  وعلى ذويهم من بعدهم، فبحثوا عن شئ يأمنون به من ضربات الدهر وغدرات الأيام فكان من ذلك نظام التامين الذي عرفه الغرب في القرون الأخيرة في صور شتي وألوان عديدة

وقبل أن يعرف المجتمع الغربي نظام التأمين بقرون كان المجتمع الإسلامي يؤمن أفراده بطريقته الخاصة، إذا كان بيت مال المسلمين هو شركة التأمين الكبرى التي يلجأ إليها كل من نكبه الدهر فيجد فيه العون والملاذ، ولا يترك المصاب تحت رحمة تبرعات قد تصل إليه من الخيرين من الناس، وإن كان لا يمنع ذلك، بل يرغب فيه، تنمية لعواطف الخير ومشاعر الرحمة بين الناس، وفد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عندما شكا إليه رجل جائحة حلت به ( تصدقوا عليه ) فتصدق الناس رواه احمد ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة0 والإسلام لا يدع المنكوب لتبرعات الناس الطيبين وحدها، بل يجعل له نصيبا في بيت المال، وفي مال الزكاة بالذات، يطالب به ولي الأمر، غير هياب ولا خجل ، فهو رجل من المسلمين يطلب حقه من بيت مال المسلمين

وفي حديث قبيصة بن المخارق أن النبي صلي الله عليه وسلم  قال له ( إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة  وذكر منهم رجلا أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ) وقد جاء عن مفسري السلف في تأويل معني ( الغارمين ) في آية مصارف الزكاة انه من احترق بيته أو ذهب السيل بماله، فادان على عياله، ولقد رأينا حديث الرسول الكريم لقبيصة يبيح له أن يطالب بحقه ويسأل أولي الأمر حتى يصيب قواما من عيش أو سداد من عيش، وقوام عيش كل إنسان يقدر بحسب وضعه المالي ومركزه الاجتماعي، فقوام عيش من احترق بيته أن يبني له بيتا ملائما يسعه وعائلته، ويؤثث بما يليق بحاله، وقوام عيش التاجر الذي أصيب في تجارته مثلا أن يدور دولاب تجارته وإن لم يعد كما كان سعة وثروة، وهكذا كل إنسان بحسبه، ومن الفقهاء من يري أن يعطي مثل هذا، ما يعود به إلى حالته الأولى، ولكن أرى أن الأخذ بهذا الرأي أو ذاك موقوف على قدر مال الزكاة كثرة وقلة، وحاجة المصارف الأخرى شدة وضعفا0 إن أحوج الناس إلى الانتفاع بهذا السهم هم أهل الريف الكادحون المتعبون، لقد كان أهل القرى قديما يتكافلون فيما بينهم، إذا حلت بأحدهم كارثة جمعوا من بينهم مقدارا من المال يدفعونه إليه شدا لأزره وتقويه لظهره، وبعد أن غاض نبع العواطف الخيرة من صدور الناس إلا قليلا، أصبح الفلاح المسكين تموت جاموسته، فيحزن عليها كأنها بعض أهله، وتبكي عليها زوجه وأولاده، كأنهم يبكون عزيزا عليهم، أما أو أبا، ويعرف الناس أن فلانا قد انكسر ظهره! ومثل هذا من أهلكت الآفات زرعه وأشد منه من احترق بينه ودمر عليه معاشه ومحصوله، كل هؤلاء المنكوبين تستطيع الزكاة من سهم الغارمين بل من سهم  الفقراء و المساكين أن تنتشلهم من هوة النكبة، وتأخذ بأيديهم ليمضوا في قافلة الحياة مع السائرين ولا يختلفوا فيهلكوا مع المنقطعين(62)

التزام أداء الزكاة كاف لإعادة مجد الإسلام يقول الشيخ رشيد رضا رحمه الله في تفسيره: إن الإسلام يمتاز على جميع الأديان والشرائع، بفرض الزكاة فيه، كما يعترف بهذا حكماء جميع الأمم وعقلاؤها، ولو أقام المسلمون هذا الركن من دينهم لما وجد فيهم "بعد أن كثرهم الله ووسع عليهم في الرزق" فقير مدقع ولا ذو غرم مفجع ولكن أكثرهم تركوا هذه الفريضة، فجنوا على دينهم وأمتهم، فصاروا أسوأ من جميع الأمم حالا في مصالحهم المالية والسياسية حتى فقدوا ملكهم وعزهم وشرفهم، وصاروا عالة على أهل الملل الأخرى، حتى في تربية أبنائهم وبناتهم فهم يلقونهم في مدارس دعاة النصرانية، أو دعاة الإلحاد، فيفسدون عليهم دينهم ودنياهم، ويقطعون روابطهم الملية والجنسية ويعدونهم ليكونوا عبيدا أذلة للأجانب، وإذا قيل لهم لماذا لا تؤسسون لأنفسكم مدارس كمدارس هؤلاء الرهبان والمبشرين أو الملاحدة الإباحيين؟ قالوا إننا لا نجد من المال ما يقوم بذلك، وإنما الحق أنهم لا يجدون من الدين والعقل وعلو الهمة والغيرة ما يمكنهم من ذلك، فهم يرون أبناء الملل الأخرى يبذلون للمدارس وللجمعيات الخيرية والسياسية ما لا يوجبه عليهم دينهم، وإنما أوجبه عليهم عقولهم وغيرتهم الملية والقومية، ولا يغارون منهم، وإنما يرضون أن يكونوا عالة عليهم، تركوا دينهم فضاعت بإضاعتهم له دنياهم {( نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )} [سورة الحشر آية 19] فالواجب على دعاة الإصلاح فيهم، أن يبدءوا بإصلاح من بقى فيه بقية من الدين والشرف، بتأليف جمعية لتنظيم جمع الزكاة منهم وصرفها قبل كل شئ في مصالح المرتبطين بهذه الجمعية دون غيرهم ويجب أن يراعي في تنظيم هذه الجمعية أن لسهم ( المؤلفة قلوبهم ) مصرفا في مقاومة الردة والإلحاد، وأن لسهم ( في الرقاب ) مصرفا في تحرير الشعوب المستعمرة من الاستعباد إذا لم يكن له مصرف تحرير الأفراد وأن لسهم ( سبيل الله ) مصرفا في السعي لإعادة حكم الإسلام، وهو أهم من الجهاد لحفظه في حال وجوده من عدوان الكفار ومصرفا آخر في الدعوة إليه والدفاع عنه بالألسنة والأقلام إذا تعذر الدفاع عنه بالسيوف والأسنة0 ألا إن إيتاء جميع المسلمين أو أكثرهم للزكاة وصرفها بانتظام كاف لإعادة مجد الإسلام بل لإعادة ما سلبه الأجانب من دار الإسلام وإنقاذ المسلمين من رق الكفار، وما هي إلا بذل العشر أو ربع العشر مما فضل عن حاجة الأغنياء وإننا نرى الشعوب التي سادت المسلمين بعد أن كانوا سادتهم يبذلون أكثر من ذلك في سبيل أمتهم وملتهم وهو غير مفروض عليهم من ربهم (63)

الزكاة جزء من نظام الإسلام المتكامل، الذي شرعه الله ليهدي به الناس ويصلح الحياة، ولن تستطيع الزكاة وحدها حل مشكلات المجتمع الذي يعطل الإسلام وشرائعه في سائر شئون الحياة الأخرى، ولا يلتزم في سلوكه أخلاق الإسلام وآداب الإسلام، فالإسلام شريعة شاملة مترابطة، لا يجوز أخذ بعضها وإهمال بعضها، كما لا يجوز استيراد نظام آخر غير إسلامي، وترقيعه بقطع أو أجزاء من نظام الإسلام كالزكاة، فإن هذا الترقيع لا يجدي، إن الله تعالى عاب على اليهود مثل هذا الصنيع حين خاطبهم بقوله {( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )} سورة البقرة آية  85 وحذر  رسوله وكل حاكم  بعده من ترك بعض ما أنزله سبحانه فقال ( وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) سورة المائدة آية  49 (64)

وتأسيسا على ذلك فإن لمصارف الزكاة دور في رعاية الفرد حيث توفر له حاجاته الأساسية وتحفظ له دينه وعقله ونفسه وعرضه وماله، وهذا بدوره يؤثر على استقرار البيت من حيث توفير مقوماته، كما لها دور في رعاية المجتمع حيث تساهم في إيجاد المجتمع الفاضل المتكامل المتضامن القوي العزيز الحر، ومن الفرد الآمن ومن المجتمع الفاضل تكون الحكومة القادرة على أن تحفظ الحاجات الأساسية لرعاياها وهي العقيدة والعرض والدين والمال (65)

وقد بهتت صورة الزكاة في حسنا وحس الأجيال التعيسة التي لم تشهد نظام الإسلام مطبقا في عالم الواقع، ولم تشهد هذا النظام، يقوم علي أساس التصور الإيماني والتربية الإيمانية والأخلاق الإيمانية، فيصوغ النفس البشرية صياغة خاصة، ثم يقيم لها النظام الذي تتنفس فيه تصوراتها الصحيحة وأخلاقها النظيفة وفضائلها العالية، ويجعل الزكاة قاعدة هذا النظام، في مقابل نظام الجاهلية الذي يقوم على القاعدة الربوية، ويجعل الحياة تنمو والاقتصاد يرتقي عن طريق الجهد الفردي، أو التعاون البريء من الربا!    

وبهتت هذه الصورة في حس هذه الأجيال التعيسة المنكودة الحظ التي لم تشهد تلك الصورة الرفيعة من صور الإنسانية، إنما ولدت وعاشت في غمرة النظام المادي، القائم على الأساس الربوي، وشهدت الشح والتكالب والتطاحن، والفردية الأثرة التي تحكم ضمائر الناس، فتجعل المال لا ينتقل إلى من يحتاجون إليه، إلا في الصورة الربوية الخسيسة! وجعلت الناس يعيشون بلا ضمانات، ما لم يكن لهم رصيد من المال، أو يكونوا قد اشتركوا بجزء من مالهم في مؤسسات التأمين الربوية! وجعلت التجارة والصناعة لا تجد المال الذي تقوم به، ما لم تحصل عليه بالطريقة الربوية! فوقر في حس هذه الأجيال المنكودة الطالع، أنه ليس هناك نظام إلا هذا النظام؛ وأن الحياة لا تقوم إلا على هذا الأساس!

ولقد بهتت صورة الزكاة حتى أصبحت هذه الأجيال تحسبها إحسانا فرديا هزيلا، لا ينهض على أساسه نظام عصري! ولكن كم تكون ضخامة حصيلة الزكاة، وهي تتناول اثنين ونصفا في المائة من أصل رؤوس الأموال الأهلية مع ربحها وترتفع هذه النسبة إلى 5   ٪ وإلى 10٪    وإلى 20 ٪ في الزروع والكنوز، ويؤديها الناس الذين يصنعهم الإسلام صناعة خاصة، ويربيهم تربية خاصة، بالتوجيهات والتشريعات، وبنظام الحياة الخاص الذي يرتفع تصوره على ضمائر الذين لم يعيشوا فيه! وتحصلها الدولة المسلمة، حقا مفروضا، لا إحسانا فرديا وتكفل بها كل من تقصر به وسائله الخاصة من الجماعة المسلمة، حيث يشعر كل فرد أن حياته وحياة أولاده مكفولة في كل حالة من حصيلة الزكاة

وليس المهم هو شكلية النظام، إنما المهم هو روحه، فالمجتمع الذي يربيه الإسلام بتوجيهاته وتشريعاته ونظامه، متناسق مع شكل النظام وإجراءاته، متكامل مع التشريعات والتوجيهات، ينبع التكافل من ضمائره ومن تنظيماته معا متناسقة متكاملة، وهذه حقيقة قد لا يتصورها الذين نشأوا وعاشوا في ظل الأنظمة المادية الأخرى، ولكنها حقيقة نعرفها نحن أهل الإسلام ونتذوقها بذوقنا الإيماني، فإذا كانوا هم محرومين من هذا الذوق، لسوء طالعهم ونكد حظهم، وحظ البشرية التي صارت إليهم مقاليدها وقيادتها، فليكن هذا نصيبهم! وليحرموا من هذا الخير الذي يبشر الله به { ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )} ليحرموا من الطمأنينة والرضى فوق حرمانهم من الأجر والثواب، فإنما بجهالتهم وجاهليتهم وضلالهم وعنادهم يحرمون !(66)

المراجع

(1) القرآن الكريم والسلوك الإنساني  محمد بهائي سليم ص 66 & الحقوق الإسلامية طه عبد الله العفيفي ص 593 & فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج1 ص86 & مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام يوسف القرضاوي ص 64 & العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص 248 وص 252

(2) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 ص999وج1 ص37  & التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص16

(3) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج1 ص37  -  38 وص 86  وج2 ص991& مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام يوسف القرضاوي من ص 69  -  70 & التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص16 & فقه السنة السيد سابق ج1 ص327

(4) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي من ص273 إلى ص275

(5) الحقوق الإسلامية طه عبد الله العفيفي ص597

(6) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص275 & فقه السنة السيد سابق ج1 ص329 & الحقوق الإسلامية طه عبد الله العفيفي ص594

(7) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص276 & روضة الناظر ونزهة الخاطر في الجزاء من جنس العمل سيد حسين العفاني ج1 ص 538

(8) كيف تحقق غنى النفس وسعة الرزق سعيد عبد العظيم ص 25

(9) روضة الناظر ونزهة الخاطر في الجزاء من جنس العمل سيد حسين العفاني ج1 ص538

(10) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 ص 871

(11) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص 275 و276

(12) القرآن الكريم والسلوك الإنساني محمد بهائي سليم ص 68

(13) الحقوق الإسلامية طه عبد الله العفيفي ص 673

(14) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 ص  886

(15) العدالة الاجتماعية في الإسلام سيد قطب ص 150 &  العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص272  & التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص33

(16) التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص18

(17) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج1 ص86 وج2 ص1001  -  1002  & التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص  10

(18) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 ص 863 وص864

(19) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص 268   -  272

(20) التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص17

(21) مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام يوسف القرضاوي  ص 69

(22) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص 268   -  272

(23) إسلام لا شيوعية عبد المنعم النمر ص 283

(24) التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص 17 و ص27 & فقه السنة السيد سابق ج1 ص416

(25) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج1 ص86 وج2 ص 1002

(26) التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص213 و216 و217 و228

(27) تنمية المال في الاقتصاد الإسلامي أميرة عبد اللطيف مشهور ص42

 (28) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 ص 884

(29) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص 278

(30) التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص 33

 (31) تنمية المال في الاقتصاد الإسلامي أميرة عبد اللطيف مشهور من ص 41 إلى ص45 & العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص277 -  278

(32) تنمية المال في الاقتصاد الإسلامي أميرة عبد اللطيف مشهور من ص43 إلى ص44

(33)  العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص 276

(34) مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام يوسف القرضاوي ص60 و ص85

(35) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي من  ص 268  -  269

(36) العدالة الاجتماعية في الإسلام سيد قطب ص 150

(37) التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص33

(38) إسلام لا شيوعية عبد المنعم النمر ص 283

(39) تنمية المال في الاقتصاد الإسلامي أميرة عبد اللطيف مشهور ص 37

(40) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج1 ص87

(41) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص272

(42) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 ص880

(43) تنمية المال في الاقتصاد الإسلامي أميرة عبد اللطيف مشهور ص46

(44) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2  من ص880 إلى ص 882

(45) مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام يوسف القرضاوي ص60 & فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج1 ص 87 و98  
 (46) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2  من ص 872 -   875
(47) تنمية المال في الاقتصاد الإسلامي أميرة عبد اللطيف مشهور من ص42 إلى ص44& التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص 220

(48) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 من ص 894 إلى ص  897

(49) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 من ص 910  إلى  911

(50) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص 277

(51) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 ص 890

(52) العدالة الاجتماعية في الإسلام سيد قطب ص 152  -  153

(53) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 ص 889

(54) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص 277

(55) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2  من ص 888  -  890

(56) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 من ص 858 - 859

(57) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 من ص 864  -  866

(58) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 من ص 876 -   878

(59) القرآن الكريم والسلوك الإنساني محمد بهائي سليم ص 68 & العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي ص 274 & التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص 27 & فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 ص  867

(60) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 من ص 884   إلى  886

(61) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 من ص   899  إلى ص   905 

(62) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 من ص   906  -  909

(63) العبادة في الإسلام يوسف القرضاوي من ص 279 إلى ص 281

(64) فقه الزكاة دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة يوسف القرضاوي ج2 من ص  912  -  913

(65) التطبيق المعاصر للزكاة كيف تحسب زكاة مالك؟ حسين شحاتة ص 217

(66) العدالة الاجتماعية في الإسلام سيد قطب من ص155 -  157

 

  • 0
  • 0
  • 68

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً