من ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد
محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد كان بينه وبين أبيه في السن (١٧) سنة. وقد لقي محمد رجال أبيه: علقمة، وشريك بن عبد الله، وغيرهم سوى أبي الزناد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد كان بينه وبين أبيه في السن (١٧) سنة.
وقد لقي محمد رجال أبيه: علقمة، وشريك بن عبد الله، وغيرهم سوى أبي الزناد.
قال محمد بن عمر: كان في محمد بن عبد الرحمن خصال لا تستغني عن واحدة منهن، الخصلة منهن تكون في الرجل فيكون من الكمَلَة: قراءة القرآن، وقراءة السنة، والعربية، والعروض، والحساب، ووضع الكتب في البروات والسجلات وأذكار الحقوق، فكان أعرف الناس بحساب القسم، والفرائض وبحسابها، وبالحديث إتقانا له ومعرفة به.
وقد كان محمد شديد البرّ بأبيه معظما له هائباً، ومن ذلك أنه كان يُسأل أن يُحدِّث فيأبى ويقول: أحدّث وأبي حيّ؟!
ومن برّه به أنه لما أصابت محمد الخاصرة (مرض) كان يجلس بباب أبيه لا ينصرف عنه مع ما يجد منها حتى يأذن له أبوه، وكان يقول: لو مكثت كم ما شاء الله لا يأذن لي ما ذهبت حتى يأذن لي.
وكان أبوه في الحلقة وهو متأخر عنها فيقول: يا محمد. فلا يجيبه حتى يثب فيقوم على رأسه فيلبّيه، فيأمره بحاجته فلا يستثبته هيبة له حتى يسأل من فَهم ذلك عن أبيه فيخبره.
ولمّا مات أبوه مات محمد بعده بإحدى وعشرين ليلة، سنة (١٧٤هـ)، ودفنا جميعا في مقابر باب التبن ببغداد.
ولم يحدث عنه أحدٌ إلا محمد بن عمر.
رحمه الله وغفر له وأعلى درجته، وبلغني والقارئ برَّ والدينا أحياءً وأمواتًا على الوجه الذي يرضى به عنّا.
الطبقات لابن سعد (٥/ ٤١٧-٤١٨)
- التصنيف: