دع القلق واهنأ بشهر الصيام
شتات القلب وضيق الصدر وورود الهموم على القلب من أكبر المنغصات التي تصرف القلب عن جمال الحياة في رمضان.
لن تجد متعة الصيام ولذة العبادة في رمضان ما لم تهيِّئْ قلبك للشهر.
شتات القلب وضيق الصدر وورود الهموم على القلب من أكبر المنغصات التي تصرف القلب عن جمال الحياة في رمضان.
امتلاء القلب بالأحزان والآلام والضجر والضيق يطرد عن القلب متعة التلذذ بالعبادة وضعف الإقبال عليها.
أمراض القلوب من غِلٍّ وحقدٍ وحسدٍ وكبر تُميتُ القلب، وتضعف الفؤاد، وتستنزف الطاقة، وتحرم من لذة العبادة والإقبال على الطاعة.
ليس أهنأ للقلب من أن يخلي عنه الأمراض القلبية، ويتخلَّص من الأحزان والهموم والكدر والضيق.
دع القلق واهنأ بالروحانية وجمال الحياة في رمضان.
دع قلق الهموم والأحزان والخوف وعِشْ أُنْسَ الحياة في شهر الصيام.
طهِّر فؤادك من أمراض الحسد والغل والحقد والكبر وغمط الناس، وخَلِّصه من بقايا البغضاء والشحناء، وعِشْ صفاء الروح وعذوبة الحياة في شهر الصفاء.
أزل عن قلبك الأوساخ، واغتسل قبل الدخول بماء النقاء والطهر، وخمم الفؤاد من درن الذنوب والمعاصي والآثام، فإن الله {يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، خلصه من كل تلك الأدران والقاذورات ليتهيأ لاستقبال هدايات الوحي وأنوار الكتاب العزيز، ولتسري فيه الروح والحياة من جديد؛ {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].
فرغ فؤادك من التعَلُّق بغير الله وربطه بالمخلوقين، وقدِّم حب الله على كل حب، قال ابن القيم -رحمه الله- في كتاب الفوائد: "قبول المحل لما يوضع فيه مشروطٌ بتفريغه من ضده، وهذا كما أنه يكون في الذوات والأعيان؛ فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات؛ فلذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه والأنس به، لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه، إلا بتفريغه من تعَلُّقه بغيره".
تهيأ للحدث العظيم والموسم الكبير، ودع القلق وابدأ الحياة في رمضان، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37].
__________________________________
الكاتب: عبدالسلام بن محمد الرويحي
- التصنيف: