أقلع عن الذنوب
المعاصي التي يرتكبها الإنسان هي السبب فيما يصيبه من مصائب، ولذا وجب على الإنسان أن يقف مع نفسه موقف تأمل وحساب فيتوب إلى الله سبحانه وتعالى مما يرتكبه من الذنوب إن كان يريد الخير والنجاح في الدنيا والآخرة
لتكن ناجحاً أخي القارئ دعني أبدأ معك في هذه الحلقة ببيتين من الشعر هما:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نـــــــــــور ** ونور الله لا يؤتاه عاصـــــي
هذان البيتان ينسبان إلى الإمام الشافعي رحمه وهو معدود من الناجين في مجال العلم، نعرف من هذين البيتين سبباً رئيساً في النجاح، وهو ترك المعاصي، فإن ارتكاب المعاصي سبب رئيس في الفشل العلمي وفي المحن والابتلاءات التي تصيب الإنسان، فالفشل الذي يصيب الإنسان في هذه الحياة هو من جملة المصائب التي أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنه بقوله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] فالمعاصي التي يرتكبها الإنسان هي السبب فيما يصيبه من مصائب، ولذا وجب على الإنسان أن يقف مع نفسه موقف تأمل وحساب فيتوب إلى الله سبحانه وتعالى مما يرتكبه من الذنوب إن كان يريد الخير والنجاح في الدنيا والآخرة، ولقد أخبرنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن كل بني آدم خطاء كما في الحديث وعن أنس - رضي الله عنه - قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» " (أخرجه الترمذي وابن ماجه) .
فالتوبة أخي القارئ أمر أوجبه الله سبحانه وتعالى عليك حيث قال: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]. والله سبحانه وتعالى الذي أوجب التوبة على عبده يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل، كما أنه سبحانه وتعالى يحب التوابين من عباده، فمن أحبهم الله سبحانه وتعالى حققوا النجاح في الدنيا والآخرة، ذلك النجاح الفعلي لا النجاح الشكلي، أضف إلى ذلك يا من تسعى لتكون ناجحاً أن الله سبحانه وتعالى الغني عن عباده يفرح بتوبتك إذا تبت إليه، وأنت من أنت؟ أنت الفقير إلى ربك.
واعلم أخي القارئ أن الإصرار على الذنوب وعدم التوبة إلى مولاك إنما هو طريقك للخسارة في الدنيا والآخرة، ولا شك أنك لا ترضى لنفسك ذلك، ولا ترضاه لأحد من أحبابكم، فربك يناديك إلى التوبة مهما كثرت ذنوبك وعظمت {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53] فلتكن ناجحاً استجب لهذا النداء.
__________________________________
الكاتب: أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد
- التصنيف: