الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه

منذ 2025-06-02

قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].

قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].

 

تفسير الآية:

قوله:  {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] أي: مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب،  {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] أي: هو خير من يُعطي، ويرزق[1].

 

في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، -وَقَالَ:- يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ المِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ» [2].

 

معاني المفردات:

لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ: أي لا ينقصها شيء.

سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ: أي دائمة بالعطاء والجود، سحَّاء صفة لليد.

فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ: أي لم ينقص ما في يمينه من الجود والإنفاق؛ وهذا تقريب لبيان سَعة إنفاقه جل وعلا.

يَخْفِضُ: أي ينزل أرزاق العباد ومقاديرهم.

وَيَرْفَعُ: أي يرفع أعمال العباد ويحصيها.

 

ما يستفاد مما سبق:

1- ما نقص مال العبد من صدقة.

2- الله عز وجل هو خير من تكل إليه أمر رزقك وقوتك.

3- من أنفق في سبيل الله فإن الله يكفله.

4- رزق الله تعالى لا ينفد مهما كثر عطاؤه.

5- إثبات صفة اليد لله عز وجل، وإثبات العرش والميزان.

 


[1] انظر: تفسير ابن كثير (6 /523).

[2] متفق عليه: رواه البخاري (4684)، ومسلم (993).

______________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

  • 1
  • 0
  • 81

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً