الفرح بالحياة

منذ 17 ساعة

مع كل صُبحٍ جديد تفتح فيه عينيك؛ تحظى بنعمة يغفل عنها كثيرون، وهي نعمة امتداد العمر.

 

كان رسول الله ﷺ إذا استيقظ من نومه يُعبِّر عن فرحه بنعمة الحياة، فيقول: «(الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور)»   [رواه مسلم] ، وكان عند استيقاظه يربط نعمة الله عليه بالحياة بنعمة عافية البدن، وبنعمة التوفيق للطاعات، فيقول: « (الحمد الله الذي عافاني في جسدي، وردّ عليّ روحي، وأذِن لي بذكره) » [رواه الترمذي] . وقد تمثّل التابعيالربيع بن خثيم معنى هذا الحديث، فكان يقول إذا استيقظ من نومه: "السلام عليكم يا ملائكة الله! اكتبوا: بسم الله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".

وقد دعا ﷺ إلى استشعار نعمة الحياة واستثمارها، فقال: «(خيرُ الناسِ من طال عمرُه وحسُن عملُه) » [رواه الترمذي] ، وقال: « (اغتنم حياتك قبل موتك)» [صحيح الجامع] .

تأمل هذه الحادثة لترى بوضوح أثر امتداد العمر على حال المسلم يوم الجزاء: ثبت في الحديث عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: أن رجلين أسلما جميعاً، وكان أحدهما أشدّ اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي. يقول طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة فأذِن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليّ فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد. فأصبح طلحة يُحدِّث به الناسَ، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسولَ الله ﷺ وحدّثوه الحديث، فقال: «من أيّ ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله؛ هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله ﷺ: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله ﷺ: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض.» [رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني] .

ختاماً .. إذا تنفست نسائم يوم جديد، فاملأ قلبك بمحبة إلهك ومولاك الذي أمدّ في عمرك، واشكره سبحانه على هذه النعمة بالعمل الصالح والقول الطيّب.  

كتبه / منصور بن محمد المقرن

  • 1
  • 0
  • 102

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً