عصر الجمعة، ميقات الأنوار ونفحات الأبرار

منذ يوم

ما أبهى عصر الجمعة على المؤمن حين يفتتحه بظهور القلب، ومصافحة السماء بدعاء خاشع، يُناجي فيه ربه، ويسأله خيري الدنيا والآخرة.."

ما أبهى عصر الجمعة على المؤمن حين يفتتحه بظهور القلب، ومصافحة السماء بدعاء خاشع، يُناجي فيه ربه، ويسأله خيري الدنيا والآخرة، ذاك أن عصر الجمعة ليس محض زمن بل هو ميقات مبارك، تتنزل فيه الخيرات، وتفيض فيه من الله العطايا والبركات.

فمن عَمَره بالذكر والدعاء والخشوع والرغبة فيما عند الله؛ أصاب من نفحات الأنس ما تقر بها عينه ومن بركات الرزق ما يُبهج فؤاده، فالأنوار تُنثر على من وقف بسكينة الخاشعين بين يدي العزيز الوهاب.

في تلك الساعة المباركة، من دعا الله بصدق وانطرح بين يديه؛ أصاب بـاب الكرم، وقرع ما ارتج عليه من أبواب الخير، فهذه ساعة يفيض فيها المولى بكرمه، ويجزل فيها على من أخلص له وتوجه إليه، فهذا موعد للعطايا الإلهية، تلك التي لا تُوزن بميزان ولا تُدرك بالحواس، لأن العطايا حينئذٍ ليست مادة فحسب، بل نور وسكينة وهداية وفتوحات من الله.

إن عصر الجمعة ساحة صفاء ومجلى الفيوض الإلهية ومهبط الأمداد القلبية، فيه تتفتح أبواب الخيرات وتنجذب الأرزاق إلى القلوب العامرة بالتوكل وصدق الرغبة لما عند الله.

إن هذا الوقت المبارك له في قلوب العارفين لحن خاص، هو سكينةٌ تملأ قلوبهم طمأنينة، وأرواحهم ألقًا وإشراقًا.

وقد جرّب أهل الله والصالحون من عباده أن من عمر هذا الوقت بالذكر والدعاء؛ حفظ له أسبوعه كله، ومن أحسن المبدأ؛ أكرم بالتمام على خير فتلك سنّة الله في عباده الصادقين في التوجه إليه، لا يُخيّب فيهم من رجاه، ولا يردُّ عن بابه من طرقه بصدق، فاجعل لك موعدا لا تُخلفه في هذه الساعة تكن من أهل العناية والاصطفاء.

___________________________________________

د. ظلال بن فواز الحسنان

  • 1
  • 0
  • 56

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً