عبادة إيناس الوحشان
عن أبي جُري الهُجيمي رضي الله عنه قال: سألتُ النَّبيَّ ﷺ عَنِ المعروف، فقال: «لا تحقِرَنَّ من المعروف شيئًا...ولو أنْ تُؤنِس الوَحشان في الأرض»
عن أبي جُري الهُجيمي رضي الله عنه قال: سألتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ المعروف، فقال: «لا تحقِرَنَّ من المعروف شيئًا...ولو أنْ تُؤنِس الوَحشان في الأرض»[١]
يقول ابن منظور والوحشة: الهم، والوحشة: الخلوة، والوحشة: الخوف.[٢]
قال أبو سليمان الخطابيُّ: والمقصود بالوَحشان: الغريب. وإيناسُه : أنْ تَلقاه بما يُؤنِسه من القول والفعل الجميل. أي: أنت تؤجر بإيناسك لمن استوحش بهمّ، أو وحدة، أو خوف.
ومن لطيف ما يرويه بعض المتأخرين: أنه كان بمدينة فاس وَقْف يقوم على بذل مرتب لرجل يصعد المآذن بعد العشاء فيدعو وينشد ويبتهل؛ اسمه "مؤنس الوحشان"، يبلغ صوته الوحيد في داره فيسعد، والمسافر المنفرد فيأنس.
وفي حديث طويل قال عمر -رضي الله عنه- "لأقولن شيئًا أضحك به النبي صلى الله عليه وآله وسلم"[٣]
شرحه النووي -رحمه الله- فقال ضمن ذلك: "وأن الإنسان إذا رأى صاحبه مهمومًا حزينًا يستحب له أن يحدثه بما يضحكه أو يشغله ويطيب نفسه.[٤]
_________________
[١] رواه الإمام أحمد بسندٍ صحيح (482/ 3)
[٢] لسان العرب (6/ 368)
[٣] رواه مسلم (1478)
[٤] شرح النووي على مسلم (10/ 81)
- التصنيف: