هل مرض السرطان له إيجابيات؟!
أصبحت أكثر إيجابية في تذوق أفضال الله ونعمه فكلما قمت ارتدي ملابسي أو أخرج من بيتي شعرت ان الله فضلني أيما تفضيل عن أناس بلاؤهم أكبر مني...
تعمل بعض الجهات جزاها الله كل الخير على دعوتي لإلقاء حديث عن تجربتي الذاتية مع سرطان الثدي.. وهذا جزء من رسالتي التي أراها لما تبقى لي من العمر طال أم قصر بمشيئة الله.. وفي هذه اللقاءات بالغرفة التجارية ومخيم البحر الصيفي وغيرها.. التقي ببعض السيدات اللواتي أصابهن هذا البلاء.. أو من لهن مريض لأسرة.. وقد قالت لي إحداهن ان قريبة لها أصابها سرطان الثدي فانهارت تماما.. واصيبت بحالة اكتئاب حادة.. حتى انها قامت بالاستقالة من عملها وتكاد تكون صلتها بالحياة ورغبتها في العيش معدومة.. ولهذا أشعر اننا بحاجة إلى دعم هؤلاء المرضى، وتذكيرهم بالله وعظم أجر البلاء ليفرحوا بدل ان يحزنوا.. ولانني أرى ان في كل أزمة في هذه الدنيا إيجابيات عديدة.. فقد قمت بوضع ورقة وقلم على مكتبي.. وفي كل مرة تخطر ببالي خاطرة وأرى إيجابية ألمسها في محنتي هذه أقوم بتدوينها وأضعها هنا بين أيديكم لنتعلم معا كيف نستثمر أزماتنا.. ونبدأ بالبشارة للمريض.. وبإيجابيات الإصابة بالسرطان ولو كانت هذه وحدها لكانت كافية لنا.
1- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله وسلم: «يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو ان جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض» (رواه الترمذي).
2- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من يُرِد الله به خيراً يُصِب منه» رواه البخاري قال بعض أهل العلم: من خلقه الله للجنة لم تزل تأته المكاره.
3- فتح الله عليَّ شخصيا أبوابا واسعة للأجر مما اعتبره إيجابية اكتسبتها إذا أصبحت أكثر صبرا وأكثر دعاء لله في كل الأوقات آناء الليل وأطراف النهار فزاد قربي منه عز وجل وازددت في فعل الخيرات من صدقات وغيرها.
4- أرى في المرض إيجابية ولطفا في القضاء بي كأم فأنا أقول دائما ان الله لطيف بي فلم تصدمني سيارة فاختفي فجأة وتكون صدمة لأولادي وأهلي وأحبتي.
5- أعطانا الله بالمرض فسحة من العمر لإعادة حساباتنا وتقييم حياتنا وهذه فسحة للمراجعة والقرب من الله والاكثار من الصلاة والصدقة والاذكار وغيرها.
6- رأيت الحب في عيون أهلي وأصداقائي ومن حولي وهذه إيجابية لا نحصل عليها أحياناً بهذا الكم الا وقت الأزمات.
7- طغت على السطح مشاعر حب لم أجربها من قبل تجاه أبنائي فأصبحت أكثر هدوءا وأقل انشغالا لان المرض أجبرني على التقليل من أعمالي كلها فأصبحت اتذوق حبي لهم بطعم مختلف.
8- أصبحت أكثر إحساسا بمرضاي وهمومهم من واقع التجربة الشخصية لرد الفعل كمريضة تجاه كل كلمة أو اشارة أو تصرف ممن يشرف على علاجي.
9- أصبح هناك تعاون إيماني بيني وبين أفراد أسرتي فأنا أمسك بيدهم الصغيرة أضعها على موضع الداء في صدري ليدعوا لي (نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك).
10- أصبحت أكثر إيجابية في تذوق أفضال الله ونعمه فكلما قمت ارتدي ملابسي أو أخرج من بيتي شعرت ان الله فضلني أيما تفضيل عن أناس بلاؤهم أكبر مني مثل قصة الشاب بانعمة الذي ابتلاه الله عز وجل بالشلل الرباعي وقد سمعت حكايته في قناة المجد فأبكاني واعجبني استثماره للأزمة في الدعوة لله.. ولذا فإحدى الإيجابيات ان نشعر بما فضلنا الله به على غيرنا في الابتلاء.
تعلمت إيجابية الصمود والمقاومة بعنف فأنا لا أريد الموت الآن.. وادعو الله ان يعطيني فسحة من العمر أولاً حتى يكبر أبنائي ويصبحوا أكثر قوة وقدرة على مواجهة الحياة ومن فيها بدوني وثانيا حتى أكمل رسالتي في ترك شيء من العلم النافع بعد موتي.
11- مرضي بسرطان الثدي جعلني اكتسب إيجابية جديدة حيث تحولت حياتي إلى رسالة حب للتوعية بهذا المرض وكيفية دعم المريض نفسيا والتصدي لهذه الأمراض من خلال الكشف المبكر وهكذا أصبحت رسالة الحب هذه هاجسا لي عبر كل وسائل وقنوات الإعلام.. وهذه أراها إيجابية ونعمة كبيرة هي فضل من الله للاستثمار الأمثل لهذه الأزمات.
ولذلك أقول لمن انهارت أو أصابها الحزن من المرض ولكل مريض ومريضة.. هذه الابتلاءات ألم عميق افهمه وأشعر به أكثر ممن يقرأ أو يسمع لكن تلمس الإيجابية والاستثمار الأمثل لهذه المحن.. هو ما يجعل منا مؤمنين والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.. وأبشر أيها المريض.. فالبشارة لك ولي بأمر الله تعالى. وهذا حسبنا من هذه الدنيا التي ستنتهى مهما طالت.. وأذكر البشارة بالأجر والجنة ففي ذاك البشارة كلها جعلنا الله جميعا من أهل الجنة آمين.رسالة حب:
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها لا تنسي الفحص المبكر لاكتشاف الأورام.
____________________________________
بقلم : د. سامية العمودي
(طبيبة مصابة بسرطان الثدي)
- التصنيف: