محبة النبي ﷺ
الإيمان بالنبي ﷺ لا يقف عند مجرد تصديقه والاعتقاد بأن ما جاء به فهو الحق، بل ولا على مجرد تصديقه والحرص على اتباعه والالتزام بسنته، وإنما لابد مع ذلك كله من محبته محبة صادقة يتحقق بها قول الله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}.
الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يقف عند مجرد تصديقه والاعتقاد بأن ما جاء به فهو الحق، بل ولا على مجرد تصديقه والحرص على اتباعه والالتزام بسنته، وإنما لابد مع ذلك كله من محبته محبة صادقة يتحقق بها قول الله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} وهذه الأولوية تابعة لمحبته وإيثاره صلى الله عليه وسلم حتى على النفس، فضلا عن الأهل والمال.
والمؤمنون وإن اشتركوا في تحقق محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم إلا إنهم يتفاوتون في ذلك تفاوتا عظيما، فمن راعى الدواعي والأسباب التي تزيد بها محبة النبي صلى الله عليه وسلم كان له منها بتوفيق الله تعالى الحظ الوافر، ومن قصر في مراعاة تلك الأسباب حصل له الضعف في محبته للنبي صلى الله عليه وسلم بحسب ما حصل منه من تقصير وتفريط.
وإذا كان الناس قد جبلوا على محبة الكمال وعلى محبة من أحسن إليهم، وكان هذان الأصلان هما أساس كل محبة صادقة فإن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي استحق لتفرده في صفات الكمال البشري أن يكون سيد ولد آدم، كما أنه لا أحد أعظم منة على الخلق كلهم منه صلى الله عليه وسلم، فإن طرق الهداية مسدودة إلا من طريقه وما اختصه الله به من الدين الذي لا سعادة للناس في الدنيا ولا نجاة لهم في الآخرة إلا بالتمسك به.
ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم إذا تحققت على هذا الوجه أورثت بالضرورة قبول ما جاء به والتسليم به تسليما مطلقا واتباعه والحرص على التمسك بسنته والحذر من مخالفته صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا يكون الانحراف عن المحبة الشرعية للنبي صلى الله عليه وسلم إما بدعوى محبته دون تحقيق ما يلزم عن تلك المحبة من اتباعه والالتزام بهديه، وإما بالدعوة إلى اتباعه ولزوم هديه وسنته مع التقصير في بيان ما لمحبته من الخصوصية والاستقلال عن مجرد الاتباع، وفرق مهم بين أن تفسر المحبة بالاتباع وبين أن يبين وجه لزوم الاتباع للمحبة، وكما يخشى على من غلا في المحبة فتهاون في شأن البدع فإنه يخشى على من جفا في المحبة ففسرها بمجرد الاتباع، والدين الحق وسط بين الغالي فيه والجافي عنه.
____________________________
الكاتب: عبدالله القرني
- التصنيف: