وصية رجل كبير فـي السن
وسع صدرك، والله لو تدري أن الناس هؤلاء الذين تغضب بسببهم؛ لن يشعروا بك، ولا بمرضك، ولا موتك.. لو شعرت بذلك لما أدخلتهم تفكيرك، ولا غضبت بسببهم..
يقول أحد الأصدقاء: أتيت إلى السوق لعرض سلعة لي للبيع، وبدأ المزاد؛ فساموها بثمن قليل جدًا؛ بخسوها، فغضبت وأخذتها وخرجت من السوق غاضبًا، أسب وأشتم!
بعد يومين أتيت إلى السوق لأمر ما، وواجهت رجلًا كبيرًا في السن، أعرفه؛ فقال: أين ذهبت قبل يومين؟! فقلت: غضبت عليهم يا أبا فلان، وأخذت سلعتي، وغادرت.
فقال لي: هل توقف السوق؟! ففهمت الرسالة؛ وضحكت؛ وقلت: لا. فقال: يا ولدي؛ غضبك على نفسك؛ ما أحد درى عنك!
يقول: لم أنسَ كلامه؛ وفعلًا؛ غضبت وأحرقت قلبي، ولا أحد درى عني، ولا توقف السوق، ولا انتهت الحياة..
وصية هذا الرجل الكبير؛ نستفيد منها في كل أمور حياتنا؛ فالذي يغضب وهو يسوق السيارة، والذي يغضب في المجالس، والذي يغضب لأن زملاء العمل صنعوا أو لم يصنعوا...إلخ. ما أحد درى عنك؛ تُصاب بأمراض، وتضر نفسك، وتضيق حياتك وحياة زوجك وأولادك، والناس في حياتهم، ولا دروا عنك..
وسع صدرك، والله لو تدري أن الناس هؤلاء الذين تغضب بسببهم؛ لن يشعروا بك، ولا بمرضك، ولا موتك، ولن يسألوا عن أسرتك بعدك، وقد يذكرونك دون أن يقولوا: رحمه الله؛ ينسونها مثل ما نسوك.. لو شعرت بذلك لما أدخلتهم تفكيرك، ولا غضبت بسببهم..
قال رجل لرسول ﷺ أوْصِنِي، قالَ: «لا تَغْضَبْ».. التزم وصية حبيبك ﷺ..
__________________________________
الكاتب: مرضى بن مشوح العنزي
- التصنيف: