يا سوريا لن نيأس
منذ 2012-03-03
ماذا عساه أن يفعل قلم بمداد من حبر أمام شعب يقدم ثمن حريته مداداً من دماء، ومن كرامة نساء، ودموع شيوخ وأطفال أبرياء..! تمنيت لو أن قلمي مداده القذائف.. تقذف باطل فرعون سوريا ليرتد خاسئاً هو وباطله وجنده الأخسرين، ثم تمتد لتخرق قلوبهم السوداء.
ماذا عساه أن يفعل قلم بمداد من حبر أمام شعب يقدم ثمن حريته مداداً من دماء، ومن كرامة نساء، ودموع شيوخ وأطفال أبرياء..! تمنيت لو أن قلمي مداده القذائف.. تقذف باطل فرعون سوريا ليرتد خاسئاً هو وباطله وجنده الأخسرين، ثم تمتد لتخرق قلوبهم السوداء.
تمنيت لو أني في وطن تحترم فيه الدماء فيغار على حرمتها، وتهتز عروش ولاته من أجل دم مسلم يراق في أرض قريبة، سيسأل الله عنها غداً كل ولي أمر كان باستطاعته الإغاثة فأعرض، تمنيت لو أن باستطاعتي لوم كل مسلم يستطيع مد يد العون لسوريا وأهلها فتكاسل ولكن! ماذا تقدم الأماني للمنون؟!
المنون اليوم هو المنظر المتكرر المتسيد للمشهد في أرض الشام، أرض الشعب الأصيل، ذو الطابع الجليل والمشاعر المتدفقة نحو الإسلام والعروبة.. الشام تلك الأرض المباركة التي قاد منها المسلمون الأوائل حملاتهم لإبلاغ الإسلام لسائر بقاع الأرض.. الشام أرض العلماء والصالحين، والشجاعة والإقدام، والنخوة والفتوة، والرجولة والصلاح.. اليوم تسلط على الشام صبي طاغية، ورث أرض هي أكبر من حجمه، وورث حكم هو ليس لمثله، فلما أراد أهل الحق استرداد حقهم، سولت له نفسه المريضة أن يحرق الأرض ومن عليها من أجل كرسيه النجس.
أحببت الشام من تاريخها، ولحق الإسلام الذي فرضه الله على المسلم في حق إخوانه، وازددت عشقاً للشام عندما تربيت على كلمات عالمها وأديبها وشيخها الأبرز العلامة الشيخ: (علي الطنطاوي) الرجل الذي كان بمثابة النبتة التي غرست في أرض الشام، فكان غذائها من تربة الشام، واستوى العود وترعرع على ثراها ومن ماءها.
أتخيل لو أن هذا العاشق للشام رأى ما تمر به الآن..
لا أشك أن الرجل لو رأى ما يحدث لأرض الشام اليوم لمات في اليوم الواحد ألف مرة -لو قدر الله للعباد تكرار الموت- ولكن من رحمة الله بعباده أن الموت مرة واحدة، ومن لطف الله بالعلامة الشيخ علي الطنطاوي أنه مات قبل أن يرى الشام تحرق وتسبى، وتقتل وتنتهك على يد مجنون جبار لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.
ولكن هل يتمكن اليأس؟! كيف يتمكن اليأس وقد فتحت أبواب الجنان تستقبل أبناء سوريا إن شاء الله
قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]. كيف يتمكن اليأس وقد رفض أهلنا في سوريا المهانة والذل، والرضوخ للنصيري الباطني وأعلنوها بكل قوة: "الموت ولا المذلة"؟
كيف يتمكن اليأس ونحن نرى الثورة السورية المباركة تزداد قوة، كلما قدم أهلها قربانهم لتغيير الظلم والبغي، والكفر الصريح المنادي بعبادة النصيري من دون الله؟! كيف يتمكن اليأس ونحن نرى الشام تنتفض لتغير ما ألم بها من هوان، ويقف شعبها الأعزل أمام غل الشيعة بكافة طوائفهم، والغرب بكامل أحقاده واليهود بجميع مكرهم؟! لله دركم يا أهل سوريا، فقد قدمتم ما تملكون لوقف الزحف الرافضي نحو ديار الإسلام..
فهل يعقل المتكاسلون ما يراد بهم غدًا، قبل أن يقولوا أكلت يوم أكل الثور الأبيض؟ الدور على كل متخاذل لو ذاق أهل الشام الهزيمة، فهل القوم يعقلون؟! من يعرف رائحة السياسة يعلم يقيناً أن نصر الشام اليوم هو رد لفتنة الرافضة واليهود عن ديار الإسلام، وهزيمة الشام اليوم فتح لباب فتنة وشر على كل المسلمين لا يعلمه إلا الله، فهل القوم متدبرون؟! على الشعوب المحيطة بأرض الشام أن تنتفض وتطالب بالغوث الفوري لأهلنا في سوريا بكل ما تملك، وإلا فلننتظر جميعاً عصر العمامة الرافضية القادم.
اللهم انصر أهلنا في سوريا واحفظهم واحقن دمائهم، واحفظ أعراضهم وتقبل شهدائهم وانصرهم على عدوك وعدوهم.
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: