حُبُّ السَّلامَةِ

منذ 10 ساعات

حُبُّ السَّلامَةِ يَثْنِي هَمَّ صاحِبِه ** عَنِ المَعَالي ويُغرِي المَرءَ بالكَسَلِ!

حُبُّ السَّلامَةِ يَثْنِي هَمَّ صاحِبِه
         عَنِ المَعَالي ويُغرِي المَرءَ بالكَسَلِ! 

فتأمَّل حَال أُمَّتنا لمَّا آثَرتْ الدَّعَة والخُمُول، وطلب السَّلامة، والحِفاظ على المُكتَسَبات الحياتيَّة والاقتِصاديَّة؛ صارَتْ أذلّ الأُمَم للأسف، فتجِد كُلّ مشكلات العالَم عِندنا في العالم الإسلاميّ! 

وانطبَق علينا قوله ﷺ: «تتداعَى عليكُم الأُمَم..»
قالوا: أوَمِن قِلَّةٍ نحنُ يا رسول الله؟! 
قال: «لا»  .. حسنًا، وما هي العِلَّة؟ 

قال: «أصابَكُم الوَهْن»، قالوا: وما الوَهْنُ يا رسول الله؟ قال: «حُبُّ الدُّنيا وكراهيَةُ المَوت». 

فالأُمَّة التي لا تُريد أن تُضحِّي؛ ستَبقَى أُمَّة ذليلة، والله سُبحانه قال: {قُل إِن كانَ آبَاؤُكُم وأبنَاؤكُم وإخْوَانُكُم وأزوَاجُكُم وَعِشيرتكُم وأمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخشَونَ كَسَادَها ومَسَاكِنُ تَرضَوْنَها أحَبَّ إليكُم مِّنَ الله ورَسولهِ وجِهادٍ في سَبِيلهِ فتَرَبَّصُوا حتى يَأتِيَ اللهُ بأَمرِه واللهُ لا يَهدِي القَومَ الفَاسِقِينَ}.. 

ولهذا لمَّا كتبَ شكيب أرسلان كِتابه المَشهور 
[لماذا تأخَّر المُسلمون وتقَدَّم غيرهم؟]  وضَّح في نهايةِ الكتاب رأيَـه بأنَّ السَّبب الرئيسي في تخَلُّف هذه الأُمَّة وضَعفها هو أنَّها لا تُريد أن تُضحِّي في سبيل عِزَّتها، وفي سبيل سِيادَتها في الدُّنيا، وهذا هو حُبّ الدنيا الذي قال عنه النبي ﷺ! 

وهنا يحضُرني:

               ودِيني دِين عِزٍّ لستُ أدري
               أذِلَّة قومنا مِن أينَ جاؤوا! 
        
فالشَّاعر هُنا يُشير إلى هذا المعنى؛ أنَّ الإنسانَ الذي يعشَق معالي الأمور، ويصدق في طلبِ المعالي والفضائل؛ ينبغي أن يكونَ صاحِب إرادةٍ وعزيمة، ويُجاهد ويُصابر حتى يَصِل إلى هذه المَراتب العُليا، أمَّا إذا كانَ يَمِيل إلى الرَّاحةِ فسَيَعيش صغيرًا ويَمُوت صغيرًا، كما قال الشاعِر: 

                وكُن عنِ الرَّاحةِ في مَعزل
                فالصَّفع مَوجود مَع الرَّاحةِ


فهذا المَعنى ليسَ خاصًّا بالأفرادِ كما سبَق، بل حتَّى على مُستوى الأُمَّة.. 

".. فامنُن عَلينا براعٍ أنتَ ترضاه" 
ورَعِيَّة تَعِي حجم الهوان فتَبذُل الغالي والنَّفيس لاستِرداد أيام الكرامةِ والعِزَّة.

ولا نَقُول إلا ما يُرضي ربّنا.. 
ولا حول ولا قُوَّة إلَّا بالله.

•| شَرح لامِيَّة العَجَم، بتَصَرُّف.

  • 0
  • 0
  • 45

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً