لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

منذ 14 ساعة

من هم أولياء الله؟ ما هي صفاتهم ؟ كيف يكون المسلم ولياً لله؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

من هم أولياء الله؟

ما هي صفاتهم ؟

كيف يكون المسلم ولياً لله؟

اختصر القرآن كل هذه التساؤلات في آيتين:

قال تعالى : {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)} [يونس]

أولياء الله لا يخافون وقت يخاف الناس  من فزع اليوم الآخر ولا يحزنون وقت الحزن الشديد من ضياع الجنة ورعب النار وأهوالها ، وذلك لما قدموه بين أيديهم من أسباب النجاة والوصول إلى مرتبة الولاية فقد قدموا:

  1. الإيمان الذي لم يخالطه شرك أكبر أو أصغر
  2. التقوى وهي طاعة الله فيما أمر والانتهاء عما نهى وزجر فتقوى الله تعالى: امتثال أوامره في السر والعلانية واجتناب نواهيه في السر والعلانية.

قال الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره:

يخبر تعالى عن أوليائه وأحبائه، ويذكر أعمالهم وأوصافهم، وثوابهم فقال‏:‏ ‏‏أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ‏‏ فيما يستقبلونه مما أمامهم من المخاوف والأهوال‏.‏ ‏وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏‏ على ما أسلفوا، لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال، وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثبت لهم الأمن والسعادة، والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى‏.‏

ثم ذكر وصفهم فقال‏:‏ {‏{‏الَّذِينَ آمَنُوا‏}} ‏ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وصدقوا إيمانهم، باستعمال التقوى، بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي‏.‏

 يظن البعض ارتباط الولاية بخوارق العادات!!!

خوارق العادة والإلهام ليست هي الضابط لمعرفة الفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان.
ولكن الضابط لمعرفة الفرق بينهما هو الاستقامة على شرع الله تعالى في الاعتقاد والعبادة والمعاملات والسلوك، فمن استقام على ذلك واتقى الله تعالى في السر والعلانية، فهو ولي لله تعالى، وأعظم كرامة يكرمه الله تعالى بها هي الاستقامة، وإذا حصل له شيء من الإلهامات والمكاشفات الإلهية فلا يعني هذا أنه أفضل الخلق أو أفضل من غيره، فقد يحصل للمفضول من ذلك ما لا يحصل للفاضل.
وأما الإيحاءات الشيطانية فهي ما يحصل للمنحرفين والعرافين والمبتدعين والدَّجالين .
فهذا هو الضابط، ولا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بالإلهامات والمكاشفات، فإنها لا يترتب عليها شيء من الناحية الشرعية العملية، فقد أكمل الله الدين فقال تعالى:
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً}  [المائدة:3].

  فمن يريد أن يكون وريث النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد أن يكون عالمًا تقيًّا نقيًّا ورعًا، فقد قال صلى الله عليه وسلمإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافررواه أحمد وأصحاب السنن.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (4/278):
"يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، كما فسرهم ربهم، فكل من كان تقيا كان لله وليا: أنه لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فيما يستقبلون من أهوال القيامة، وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ على ما وراءهم في الدنيا.

وقال عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وغير واحد من السلف: أولياء الله الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله. 

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 1
  • 0
  • 86

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً