(وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم)
لن تنال عزة الآخرة بمرافقة من يغرق في زينة الدنيا الزائلة، وكلما زادت تعلقاتك بالدنيا ضاع بصيص الأمل في لقاء ربك، فاجعل من صحبة المخلصين زادًا في دربك، وابتعد عن من لا يجد في ذكر الله ما يُنعش قلبه
{وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا} [الكهف].
ما دمت مصاحباً لأهل الدنيا، لا تحلم بالوصول لأهل الآخرة إلا أن يشاء الله، فلن تنال عزة الآخرة بمرافقة من يغرق في زينة الدنيا الزائلة، وكلما زادت تعلقاتك بالدنيا ضاع بصيص الأمل في لقاء ربك، فاجعل من صحبة المخلصين زادًا في دربك، وابتعد عن من لا يجد في ذكر الله ما يُنعش قلبه، وتذكر أن الحياة فانية، وأن موضع سوط في الجنة خير من ملذات الدهر أجمع، فابحث عن رضى ربك، وكن من أهل الذكر والتقوى، لتنال بذلك نعيم الدار الباقية.
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
جلستُ في عصابةٍ من ضعفاءِ المهاجرينَ إن بعضَهم ليستترُ ببعضٍ من العريِّ، وقارئٌ يقرأُ علينا، إذ جاء رسولُ اللهِ ﷺ، فقام علينا فلما قام رسولُ اللهِ ﷺ سكت القارئُ، فسلَّم ثم قال : «ما كنتم تصنعونَ» ؟
قلنا: كنا نستمعُ إلى كتابِ اللهِ، فقال:
«الحمدُ للهِ الذي جعلَ من أمتي من أُمِرتُ أن أصبِّرَ نفسِي معهم».
(رواه أبو داوود باختلاف يسير).
- التصنيف: