من لم يتأدب مع الله فوق الأرض

منذ 14 ساعة

قال الحسن البصري: "من لم يتأدب مع الله فوق الأرض أدّبه الله تحت الأرض".

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

قال الحسن البصري: "من لم يتأدب مع الله فوق الأرض أدّبه الله تحت الأرض". 

هذا القول يعني أن من لم يلتزم بآداب الشريعة ويتادب مع أوامر الله ونواهيه في الدنيا، فسيؤدّبه الله بالعقاب في الآخرة

 من أبرز صفات عباد الرحمن التي ذكرت في سورة الفرقان الخوف من عذاب الله تعالى، ولذلك فإنهم دومًا يسألون الله تعالى أن يصرف عنهم عذاب جهنم، قال سبحانه: {﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴾} [الفرقان: 65].
 من شدة خوف أبي بكر الصديق رضي الله عنه  من الله كان يمسك بلسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد، وكان يبكي كثيرًا، ويقول: ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا.

وهو القائل: وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وجهه خطان أسودان من البكاء من خشية الله، وقيل أنه ربما تأثر بسماع الآية من القرآن حتى يعوده الناس في البيت مما أصابه، ومن ذلك أنه مرة قرأ سورة الطور إلى أن بلغ: {﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴾} [الطور: 7] فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه.

قال الإمام أحمد رحمه الله: "ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحدًا، فلا يغلب الخوف ولا يغلب الرجاء فأيُّهما غلب هلك صاحبه"، لأنه إن غلب الرجاء وقع الإنسان في الأمن من مكر الله، وإن غلب الخوف وقع في القنوط من رحمة الله.

وقد جاء الجمع بين الخوف والرجاء في الكتاب والسنة واضحًا جليًّا كقوله تعالى: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ } [الحجر: 50].

وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 165].

وفي الحديث الصحيح «أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ دخلَ على شابٍّ وَهوَ في الموتِ فقالَ كيفَ تجدُكَ قالَ واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أرجو اللَّهَ وإنِّي أخافُ ذنوبي فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: "لا يجتَمِعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطِنِ إلَّا أعطاهُ اللَّهُ ما يرجو وآمنَهُ ممَّا يخافُ» [رواه الترمذي وصححه الألباني] .

أبو الهيثم

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 4
  • 0
  • 113

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً