محبة النبي صلى الله عليه وسلم
فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد عاطفة تُثار، أو كلمات تُردد، بل هي لبُّ الإيمان وروحه، وهي العقد الذي ينتظم فيه كل فضيلة، والجسر الذي تعبر عليه كل طاعة.
إن من أعظم ما يعمر به القلب، ويُزكى به العقل، وتستنير به الروح، أن يتهيأ العبد لفهم مقام النبي صلى الله عليه وسلم، ويدرك أنه الصراط المستقيم، والحبل المتين، الذي أوصله الله تعالى بسبيله إلى رضوانه وجنته.
فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد عاطفة تُثار، أو كلمات تُردد، بل هي لبُّ الإيمان وروحه، وهي العقد الذي ينتظم فيه كل فضيلة، والجسر الذي تعبر عليه كل طاعة. بها يُثمر الإيمان عملاً، ويزكو اليقين نوراً، وتصير القلوب حية متصلة بعوالم السمو.
وإن من تمام المحبة أن تتجلى في تعظيم مقامه الشريف، وصيانة جنابه الطاهر، وحفظ هيبته في القول والفعل والاعتقاد. فلا يُذكر اسمه إلا خاشعًا، ولا تُساق سيرته إلا بأدب، ولا يُعرض عن سنته إلا معيبًا ناقصًا، فإن حبه صلى الله عليه وسلم هو المقياس الذي توزن به العقول، وتختبر به القلوب، ويتضح به صدق السالكين إلى ربهم.
وقد أقام الله دينه على هذا المحور العظيم، فجعله خاتم النبيين وإمام المرسلين، ورفع ذكره، وجعل طاعته طاعة له، ومحبته شرطاً في محبته سبحانه، واتباعه علامة الهداية والتوفيق. فكيف يزكو إيمان عبدٍ لم يحمل قلبه توقيراً له؟ وكيف تصح عبادة من لم يقم بدينه على محبته؟
فيا من يسير على طريق النجاة، اجعل حياتك كلها نابعة من ينبوع سنته، واخضِع قلبك لجلاله الشريف، واعلم أن النجاة في الآخرة إنما هي لمن تعلق بنوره، واغترف من هديه، وعاش حياته كلها على بُساط حبه صلى الله عليه وسلم.
- التصنيف: