سودانُنا المنسيّ!

منذ 14 ساعة

مأساة السودان اليوم ليست أزمة عابرة، بل جرحٌ مفتوح في جسد الأمة، ومعاناةٌ تتجاوز في قسوتها ما شهدناه في مواطن أخرى من البلاء

كلُّ هذا يحدث في السودان!
قتلٌ وتهجير، نهبٌ وتجويع، تدميرٌ وتجهيل، إفقار ممنهج، تمزيقٌ جغرافيٌّ ومجتمعيٌّ منسَّق!
تُرتكب الجرائم على يد ما يُسمّى بـ"قوات التدمير السريع"، ومن خلفها قوى إقليمية ودولية تُدير المشهد بخيوطٍ لم تعد خفية، ضمن مشروعٍ لا يريد للسودان أن ينهض، ولا لشعبه أن يتماسك.

بلادٌ كانت تُعَدُّ سَلّة غذاء أفريقيا تحوّلت إلى ساحةٍ للفوضى والموت والتهجير، بينما العالم يشيح بوجهه عنها، وكأنها خرجت من ذاكرة التاريخ والإنسانية.

في هذا الخراب الإنسانيّ، يصمت أدعياء العدالة، ويغيب المتاجرون بحقوق الإنسان، وتغلق القنوات التي تزعم أنها ضمير الشعوب ولسان الحرية شاشاتها أمام دماء السودان، لأنها لا تدرّ ربحًا سياسيًا ولا تخدم أجندات الممولين!

أما التواطؤ الإعلامي، فقد بلغ حدَّ التعتيم، فلا يُسمع أنين الجياع، ولا يُرى نزف المدن، وكأنّ المأساة لا تعني أحدًا.

والأشدُّ إيلامًا أن كثيرًا من الدعاة والمفكرين وقادة الرأي، ومؤسسات العمل الخيري والإنساني في عالمنا الإسلامي، لم يدركوا بعد حجم الفاجعة ولا عمق المخطط.

مأساة السودان اليوم ليست أزمة عابرة، بل جرحٌ مفتوح في جسد الأمة، ومعاناةٌ تتجاوز في قسوتها ما شهدناه في مواطن أخرى من البلاء، ولا سيما في كردفان ودارفور، حيث يشتدّ الجوع، ويُستباح الإنسان، وتُباد المدن والقرى عن بكرة أبيها.

فأين هي الغيرة الإيمانية؟
وأين هو الضمير الإنساني؟
وأينهم أولئك الذين من رسالتهم رفع صوتهم بالحق، في زمنٍ صار فيه الصمت خيانة، واللامبالاة جريمة؟

أما آن للصادقين أن يتحركوا؛ لتبصير الناس بما يجري، ولإغاثة الإنسان السوداني الذي يُذبح مرتين: مرة بالسلاح، ومرة بالنسيان!

أما آن لشعوب الأمة أن يجعلوا من  مأساة السودان قضية وعيٍ ومنطلق إخاء ومشروعِ نصرةٍ وإعمارٍ وتوعية، تعيد للإنسان السوداني حقَّه في الكرامة والأمن والعيش الكريم.

فاللهم كن لأهل السودان عونًا ونصيرًا، وقيّض لهم من عبادك من يسعى في رفع الظلم عنهم، وجبر كسرهم، وتأمينهم، وردّ حقّهم، يا جواد يا كريم.
والله الهادي

  • 2
  • 0
  • 134

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً