الدعاء للأبناء سنة الأنبياء

منذ 4 ساعات

الدعاء للصغار هدي نبينا ﷺ، فقد كان ﷺ يحمل الحسن أو الحسين على عاتقه ويقول: «اللهم إني أحبه فأحبه».

 

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله ومصطفاه وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن الدعاء للأبناء سنة الأنبياء، فهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يدعو بقوله: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 100]، وقوله: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم: 40]، ونبي الله زكريا عليه السلام يدعو قائلا: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 5، 6].

والدعاء للصغار هدي نبينا ﷺ، فقد كان ﷺ يحمل الحسن أو الحسين على عاتقه ويقول: «اللهم إني أحبه فأحبه».

وكان ﷺ يأخذ أسامة بن زيد فيقعده على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الآخر ثم يضمهما ثم يقول: «اللهم ارحمها فإني أرحمها».

وكان ﷺ يؤتى بالصبيان حديثي الولادة ويدعو لهم، جاء في "الصحيحين" أن أسماء رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بمولود لها، تقول: ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه.

ودعا ﷺ لأنس رضي الله عنه وهو صغير: «اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته»، ودعا ﷺ لابن عباس رضي الله عنه وهو صغير: «اللهم فقهه في الدين».

وقد أثنى الله على عباد الرحمن بأنهم يدعون الله بصلاح ذرياتهم فقال سبحانه : {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74].

ومن الأدعية القرآنية التي أوصى بها السلف ما ذُكر عن أبي معشر رحمه الله أنه اشتكى ابنه إلى طلحة بن مصرف رحمه الله فقال: استعن عليه بهذه الآية وتلا: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15].

والدعاء على الأبناء مذموم، قال نبينا ﷺ: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم»؛ (رواه مسلم).

وقال ﷺ: «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ» ) (رواه ابن ماجه (3862) وحسنه الألباني في "الصحيحة" (596). ولفظ أحمد (7197): «عَلَى وَلَدِهِ».
والدعاء على الأبناء قد يكون سبب سوئهم، ففي فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب:
جاء رجُلٌ إلى ابن المبارك - رحمه الله - يشكو إليه سُوءَ خُلُقِ ابْنِه.. فقال: أَدَعَوْتَ عليه؟
‏قال الأب: نعم.
‏قال: أنتَ أَفسدتَه.

والحمد لله أولا وآخرا.

__________________________________________________
الكاتب: عبدالعزيز الدغيثر 

  • 0
  • 0
  • 23

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً