هل ظلم الإسلام المرأة

منذ 4 ساعات

الدعوات للمساواة بين الرجل والمرأة هى التى ظلمت المرأة وحملتها ما لا تطيق وأن الاسلام لم ينصف ولم يعطها حقها ما هى إلا أكاذيب يسوقها من يريدون تحرير المرأة من قيمها

 

إن المرأة تتنازعها أفكار دخيلة على مجتمعنا الإسلامى فى ظل بعدها عن هويتها الإسلامية والمحاولات المستميتة لأعداء الإسلام لضرب القيم والمبادىء التى تميز الأسر المسلمة وتزيدها تماسكها من تكافل وتقديم التضحيات واحترام وتناصح فوجه سهامه إلى المرأة التى هى الركن الأساسى فى الأسرة وأفسد عليها فطرتها بدعوات النسوية والتمرد على حياتها الأسرية مما جعلها متركزة حول ذاتها فتضيع  صغارها فمن واجبنا أن نسلط الضوء على ما يحصن المرأة المسلمة من الأفكار الغربية التى اقتحمت عالمنا وشككت فى ثوابت الدين وخلخلت دعائم الأسرة والتى ما كانت لتؤتى أكلها إلا نتيجة الجهل بالدين وغياب التصور بشمولية منهج الإسلام لكل مناحى الحياة

وسؤال لكل من ذهبت بعيدا عن الدين تبحث عن حقوقها وتعلقت بأذيال الغرب، هل ظلمك الإسلام يوما  ؟  

فى البداية ضرورى أن نؤكد أن الدنيا دار ممر وليست مقر وأن الجنة هى الهدف الأسمى الذى يسعى له المسلم وأننا إذا عملنا عملا ننتظر الجزاء من عند الله وليس من عند بشر وأن مركزية المرأة  الآخرة وأن عليها أن تثق فى عدالة الجزاء فالذكر والأنثى أمام الله سواء فى الحساب كل على حسب الدور الذى يؤديه فى الحياة فلا ينبغى أن تتمنى ما فضل الله بعضهم على بعض للرجال وظيفة فى هذه الحياة وللنساء وظيفة   فقد خفف عنها فى بعض التكاليف

 

أى مؤسسة أو منظومة كان فيها قائدان لابد أن يختاروا  واحدا فقط لإدارة المؤسسة وهكذا الحال بالنسبة  لمؤسسة الأسرة

وقوله { "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228" }  يشير إلى المساوة بينهما فى بعض الحقوق والواجبات والجزء الثانى يشير إلى قوامة الرجل وأحقيته بالقيادة  

وهل ظلم الإسلام المرأة حين قال الحديث إنهن ناقصات عقل ودين

ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «خرج رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمرَّ على النساء فقال: " يا معشر النساء ‏تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقلن : وبم يا رسول الله؟‏ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير . ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل ‏الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل.‏ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها.‏ أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟‏ قلن: بلى. قال:فذلك من نقصان دينها".‏ »

هو نقصان صوري بسبب نقص العبادات وهو أمر متعلق بالأحكام الشرعية التى فرضت عليها فى هذه الفترة من الشهر ألا تصلى ولا تصوم وهى تفعلها طاعة لله وامتثالا لأمره  وليس لأنها نجسة كما كان اليهود يتعاملون مع المرأة فى مثل هذه الظروف

وشهادتها نصف شهاة الرجل فهذا ليس نقصان ذكاء  إنما فى مواقف العاطفة  فالرجال أقدر على التحكم فى مشاعرهم  من النساء

فقد تغلب  العاطفة عندها  على العقل حين توضع فى الموقف المحفوفة بالمشاعر ولولا هذه المشاعر الجياشة لما صبرت أم على رعاية أولادها وتحملت تفاصيل الحياة اليومية من  الحماية والرعاية لبيتها وأولادها حتى فى حال مرضها أو ضيقها وقد يغيب عنها موقف الخصومة بين الأشخاص والمعاملات فى السوق المادية فلذلك شهادتها نص شهادة الرجل وفى بعض الأحوال التى تختص بالنساء لا يعتمد فيها شهادة الرجل ولا يؤخذ إلا بشهادة المرأة

وهل ظلم الإسلام المرأة

وقد ضمن لها حقها فى اختيار الزوج عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: « سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجارية يُنكحها أهلها، أتُستأمر أم لا؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نغم تُستأمَر» فقالت: فقلت له: إنها تستحي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فذلك إذنها، إذا هي سكتت»» ؛ (أخرجه البخاري في النكاح)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««لا تُنكَح الأيِّم: حتى تُستأمَر»» ؛ (رواه البخاري) قال الحافظ ابن حجر: وظاهر الحديث أن الأيِّم: هي الثيِّب التي فارقت زوجها بموت أو طلاق

وحقها فى الأمور المالية إذ يقول تعالى :{ «وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ»}{النساء:

وقوله تعالى { " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ"}

أما عن حقها فى التعليم فقد ذكر ابن القيم مائة ونيف وثلاثين من أصحاب رسول الله ما بين رجل وامرأة تصدروا للإفتاء منهم اثنتان  وعشرون مفتية وهذا العدد يعكس حضور المرأة ودورها فى العصر النبوى وما بعده فنجد أن سعيد المسيب وهو من أعلام التابعين قد أخذ الفقه من عائشة بنت أبى بكر والإمام مالك صاحب المذهب المالكى أخذ عن امرأة تدعى عائشة الصغرى بنت سعد بن أبى وقاص وفى علم الحديث ترى الإمام الذهبى يزكى مدى حفظ النساء واستيعابهن فيقول ما علمت من النساء من اتهمت بوضع الحديث وهى تعتبر شهادة امام الحديث على رواه الحديث من النساء وكانت خديجة بنت الإمام سحنون سبب فى انتشار المذهب المالكى فى تونس وبلاد المغرب العربى

وهناك من تركت بصمة فى المذهب الحنفى وألفت  كتاب تحفة الفقهاء للفقيهه فاطمة بنت علاء السمرقندى زوجة الامام علاء الدين الكاسانى تفقهت على يد أبيها كان زوجها يهم بالفتى فترده من وارء حجاب إلى الصواب فيرجع إلى قولها

وهناك من الداعيات  التى سمى على اسمهن  أماكن فى القاهرة مثل فاطمة بنت عباس البغدادية واعظة النساء اهتدى على يديها كثير من النساء وصلح حالهن أنشأت ما  يسمى برباط البغدادية كان يودع فيه النساء التى طلقن من أزواجهن حتى يتزوجن أو يرجعن لأزواجهن صيانه لهن وسمى رباط لما فيه من شدة الانضباط والالتزام بالعبادات وقد أثنى عليها ابن  تيمية وقال عنها العلماء قل ما تنجب النساء مثلها وعدد النساء التى ترجم لهن السخاوى فى القرن التاسع فى كتابه الضوء الامع حوالى الفا وثمانين فقيهه محدثة

فى وقت كانت المرأة فى أوروبا مسلوبة الحقوق  وكانت تعامل بدونية نظروا إليها على أنها  روح خبيثة خلقت للذل والهوان

كان الرجال يبيعون زوجاتهم في إنجلترا بين القرنين الخامس والحادي عشر الميلادي في فرنسا، تم إصدار قرار بأن المرأة إنسان ولكنها مخلوقة للذل والهوان فقط

أصدرقوانين فى الكنيسة تسمح للزوج بإعارة زوجته لرجل آخر لفترة زمنية يرتضيها المستعير

منع الملك هنري الثامن في إنجلترا النساء من قراءة العهد الجديد أى قراءة الكتب الدينية وكأنها كائن نجس

 

 وماذا عن حال  المرأة فى المجتمع الجاهلى الذى جنى على المرأة منذ يوم ولادتها بوأدهم للبنات أحياء خوفا من العار حتى وإن تركوها تعيش فإذا تيتمت أكلوا حقها فى الميراث وعضلوها فلم يتركوها تتزوج ولا أعطوها حقها المادى فإن تزوجت وزوجها توفى اعتبروها قطعة من أثاث المنزل تباع وتشترى دون أن يؤخذ رأيها فى شىء ذلك

وجاء الإسلام ليحفظ للمرأة  كرامتها  منذ ولادتها فحرم وأد البنات إذ يقول تعالى :"وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ  " وكفل لمن أنجب البنات أن يكون وقاية له من العذاب فى الآخرة خفف عنها الكثيرمن التكاليف التى فرضها على الرجل مثل صلاة الجماعة والجهاد والنفقة والصلاة والصوم   أثناء العذر الشرعى

وجعل الإسلام الإحسان للمرأة معيار لخيرية الرجل   وقد بين ذلك رسولنا الكريم حين قال :" خيرُكُم خيرُكم لِأهْلِهِ ، وَأَنَا خيرُكم لِأَهْلِي " ونزلت فيها آيات يتعبد بتلاوتها حين سمع الله شكوتها واستجاب لها إذ يقول :"  قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ "أعطى  الأم زيادة فى البر مكافأة لها على الحمل والوضع والرعاية ففى الحديث فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك..

كما رغب فى إنجاب البنات فقال عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو ـ وضم أصابعه ـ رواه مسلم وفى حديث اخر "كن سترا له من النار "

كما بين حق المرأة فى الميراث أما وبنتا وزوجة وأختا فقد نزلت  آيات الميراث لتحفظ حق المرأة  بالأخص فى كل آيه حيث أن العرب وقتها كانوا يعتبرونها هى ذاتها ميراث تورث بعد موت زوجها أو أبوها

ومن يثيرون الشبهات حول حق المرأة فى الميراث وأنه نصف ميراث الرجل نجد الشرع يبين لنا أن هناك حالات تأحذ مثل الرجل والتى منها

الحالات التالية: 1ـ الأخ للأم والأخت للأم، قال تعالى: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ {النساء: 12}.2ـ الأب والأم إذا كان للميت ابن ذكر أو ابن ابن، قال تعالى: وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ {النساء: 11}.

وتارة تأخذ أكثر منه ، كالزوج مع ابنتيه ، فله الربع ، ولهما الثلثان ، أي لكل واحدة منهما الثلث . وكالزوج مع ابنته الوحيدة ، فله الربع ، ولها النصف ، ويرد الربع الباقي لها أيضا أوإن لم يكن هناك زوج فقد ترث البنات أكثر من الأخ لأمهم

وهناك من يتخذ من تعدد الزوجات ذريعة للطعن فى الإسلام وهو لا يدرى أان ما شرع الله  التعدد إلا ليعالج حالات خاصة فى المجتمع ويفتح بابا لحل أزمات إجتماعية مثل كثرة النساء أو وجود أرامل ومطلقات لا عائل لهن وقد لا يكتفى رجل بامرأة واحدة نظرا لطبيعته فحتى لا ينزلق إلى الحرام أباح  له الإسلام التعدد والشرع يراعى مصلحة الزوجة فى ذلك فقد تكون مريضة أو لا تنجب فبدلا من طلاقها فإن التعدد يحقق لها الأمان

كما حرم المتاجرة بالمرأة واعتبارها سلعة لتحقيق مصالح مادية أو غيرها حين قال "وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ"

وجعل ثوابا وأجرا للساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله حتى الإماء كان لهن شأن فكانت الأمة من إماء المدينة تأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت " كيف لقائد أُمة أن يقضى حاجة أمة بنفسه

وقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم درسا حين أرسلت له إحدى زوجاته صحن فيه طعام فضربته السيدة عائشة فكسرته فضم صفحتي الصحن   و جمع الطعام وقال غارت أمكم ولم يوجه لها أى عتاب  

 

الإسلام رحم المرأة فلم يطالبها بنفقه وأوجب لها ميراث برغم أنها غير مطالبه بالنفقه وجعلها فى كفالة أبوها أو زوجها  أو أخوها ولم يطالبها بحضور الجمع والجمعات ولا الجهاد فى سبيل الله

وأوجب لها مهرا كاملا بالزواج ونصف المهر بمجرد العقد عليها وحفظها بالحجاب حتى لا يطمع الذى فى قلبه مرض

كما حرم طلاقها وهى فى أيام الحيض مراعاة لظروفها النفسية

استوصوا بالنساء خيرا وصية الرسول الكريم للمسلمين فى حجة الوداع ووصفهن أنهن خلقن من ضلع أعوج وأعوج ما فى الضلع أعلاه فهذا يدل على قبول الاختلاف بين الرجل والمرأة والتعايش معه وقد يكون هذا الانحناء أو الإعوجاء بسبب  احتواء المرأة لمن حولها وغلبة العاطفة عليها

وفى النهاية أن الدعوات للمساواة بين الرجل والمرأة هى التى ظلمت المرأة وحملتها ما لا تطيق وأن الاسلام لم ينصف ولم يعطها حقها ما هى إلا أكاذيب يسوقها من يريدون تحرير المرأة من قيمها وأخلاقها وشغلها عن الهدف الذى خلقت من أجله وهدم قيمة الأسرة فى نظر كثير من الفتيات فتكون النتيجة عزوفهن عن الزواج والسعى وراء تحقيق طموحات فردية تحت شعارات خداعة فيضيع المجتمع لضياع المرأة وتخبطها فعلى المرأة أن تتعلم دينها وتعرف ما لها وما عليها بالمعروف  حتى لا تقع فى فخ الأفكار الغربية التى تحقد على الإسلام والمسلمين فاعتبروا يا أولى الألباب 

  • 0
  • 0
  • 27

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً