من اشتغل بلهو الحديث: حُرم أحسن الحديث

منذ 4 ساعات

لما نوّه تعالى بشأن القرآن في أول سورة لقمان وذكر المهتدين به، أعقبه بذكر المحرومين منه وأشار إلى أولهم بقوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم..}

لما نوّه تعالى بشأن القرآن في أول سورة لقمان وذكر المهتدين به، أعقبه بذكر المحرومين منه وأشار إلى أولهم بقوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم..}، يدخل في لهو الحديث: الغناء، وكل ما يحرم الاستماع إليه، فهؤلاء محرومون منه. 

وقد يدخل في (لهو الحديث) المباح في أصله لكنه كثر وغلب عليه حتى ألهاه عن القرآن: كالشعر، والقصص والروايات، والقنوات (ما فيها من مباح)، أشار بعض السلف إلى هذا المعنى؛ قال ابن عباس في قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث..
"يعني: باطل الحديث، وهو النضر بن الحارث، اشترى أحاديث الأعاجم وصنيعهم في دهرهم، وكان يكتب الكتب مِن الحيرة والشام". وقال مجاهد: "لهو الحديث: الغناء، وكل لعب لهو". وقال عطاء: "لهو الحديث: التُّرَّهات". 

وقرئ: (ليَضل) و(ليُضل)، فهو سبب للضلال وسبيل للإضلال. 

وقوله: (يشتري): كمن يشتري آلات الغناء وكل ما يلهيه مما يحرم الاستماع إليه. 

وفي ذكر الاشتراء إشارة إلى أنه ليس لهوا عارضا وإنما هو مقصود لصاحبه يطلبه ويسعى إليه وينفق فيه المال ويشتغل به.

  • 0
  • 0
  • 32

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً