أطفالنا والكريسماس!

منذ 7 ساعات

وأصبحنا نرى في المدارس احتفالات بهذه الأيام والأعياد.. كجزء من الثقافة والحضارة التي يريدوا لأبناء المسلمين أن ينتموا لها، بل ينتشر مسمها بين الأطفال وذويهم أنها "عطلة الكريمساس"!

في مثل هذا الوقت كل عام، يستعد الناس لاستقبال الكريسماس والسنة الجديدة، وتجد الجميع يعد عدته لهذه الاحتفالات، و وأصبحنا نرى من حولنا المتجار تتحول إلى متجار تبيع اشجار الكريسماس وزينتها، وملابس تتناسب مع أجواء الكريسماس، وهدايا الكريسماس والاحتفال برأس السنة.. وتتزين المتجار ويلبس الناس ملابس بابا نويل، وترى الناس يتهافتون ليأخذوا صور لهم مع أشجار مزينة أو يأخذوا هدايا من بابا نويل.

وأصبحنا نرى في المدارس احتفالات بهذه الأيام والأعياد.. كجزء من الثقافة والحضارة التي يريدوا لأبناء المسلمين أن ينتموا لها، بل ينتشر مسمها بين الأطفال وذويهم  أنها "عطلة الكريمساس"!  
الأجواء مهيأة لاستقبال هذا الكريسماس والسنة الجديدة!

مهلًا.. فلنرتيث قليلًا!

لأي شيء يستعد المسلمون؟! يستعدون للاحتفال مع النصارى في عيدهم بميلاد الرب! أو ابن الرب! – تعالى الله عما يصفون! - لمخالفة أصل أعتقادهم! لأول سورة أتموا حفظها بعد فاتحة هذا الكتاب! ! {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:1-4]! فالله واحد أحد، لا شريك له في ملكه! له وحده يصمد الخلق ويلتجأون إليه بحوائجهم يقضيها لهم، لا شريك له ولا زوجة ولا ابن، لا مثيل له.. فكيف يؤمنوا بهذا ويأتوا بما يخالفه بهذه البساطة! فأي عبث تعيشه تلك الأمة هذه الأيام! وأي تفريط في العقيدة وصلنا إليه! وأي نمط حياة فاسد تقتدي الأمة به، فصدق رسول الله صلى الله عليه حين قال: «لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم، شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍّ تبعتُمُوهم»، قلنا: "يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنصارى؟"، قال: «فمَنْ» (صحيح البخاري [14976]).

وهذه المعتقدات الفاسدة للأسف، عام بعد عام تترسخ في وجدان المسلمين أكثر، وخاصة الأطفال! لأن الأطفال يتأثرون بالأجواء الاحتفالية أكثر، من أخذ عطلة، وانتشار الزينة، وحتى هذا البابا النويل يعجبهم فكرة هذا الجد العجوز ذي اللحية البيضاء الذي يتمنون منه الهدايا فيهديهم أياها! هذا البابا النويل، الذي أعطى صفات من صفات الرب عزوجل، أنه يلجأ إليه العباد بحوائج، فيسمعهم ويجيبهم ويهبهم ما يريدون! فأي شرك نرسخه في وعي أطفال المسلمين!

وإن لم يتربَّ هذا النشأ المسلم على عقيدة الإسلام الصحيحة، وتشربوا التوحيد منذ نعومة أظفارهم – والأمر جد أخطر في المجتمعات التي يختلط فيها الأطفال المسلمين بغيرهم من النصارى أو يعيشوا في مجتمعات ذات أقلية مسلمة- فستظهر لنا أجيال جديدة، خاصة في ظل ما نراه كل يوم من محاربة للإسلام وشعائره في كل مكان، مشوهة العقيدة تمامًا!

الأمر فقط يحتاج من الأسرة المسلمة أن تنتبه لهذا الأمر، والعمل عليه، «ألا كُلّكُم راعٍ، وكلّكُم مسئولٌ عن رعيّتهِ...والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ، وهو مسئولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلِها وولدهِ، وهيَ مسئُولَةٌ عنهُم...ألا فكلُّكُم راعٍ . وكلكُم مسئولٌ عن رعيتهِ» (صحيح مسلم [6184]).

وسنتحدث هنا عن بعض الأفكار التي قد تساعد الأسرة المسلمة في هذا الشأن:

1.غرس العقيدة في الطفل المسلم

يجيب الاهتمام بأساس البناء أولًا، ألا هو الاهتمام بغرس الإيمان والعقيدة الصحيحة والتوحيد في الطفل منذ الصغر، وهناك الكثير من المنهاج التربوية المتاحة لتعليم الأطفال العقيدة بشكل مبسط ومتدرج حسب سن الطفل[1]. والبناء ذو الأساس الجيد صعب هدمه، فالأساس السليم سيكون كالحائط والسد المنيع ضد أي محاولات لتشويه أو التلبيس.

2. وجود الطفل في بيئة صحيحة العقيدة

هذا الأمر مهم جدًا، أن تكون البيئة المحيطة بالطفل في المنزل والمدرسة والمسجد، من أهله وأصدقائه ومربييه وأساتذته، بيئة ذات عقيدة صحيحة، هذا يساعد في ترسيخ المعاني أكثر، وسهولة الممارسة، وعندم تعرض الطفل لأي أمور قد تلتبس عليه.

فإن كان البيت يغرس في الطفل العقيدة السليمة، ووجد المدرسة على نفس النهج، ساعده ذلك أن ينشأ في بيئة صحية، بعكس من يوجد في مدرسة يجد معه فيها نصارى يحتفلون بتلك الأعياد ويمارسون تلك الشعائر أمامه، لن أنسى صديقتي التي رجع أخوها الصغير من المدرسة وقد رسم صليب على يده، تقليدًا لصاحبه! وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال: «الرجلُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم من يُخالِلُ» (صحيح أبي داود [4833]، خلاصة حكم المحدث الألباني: حسن)، وأيضًا: «لا تصاحبْ إلَّا مؤمنًا» (صحيح الترمذي [2395]، خلاصة حكم المحدث الألباني: حسن).

أو المصيبة العظمى في وجود أطفال المسلمين في مدارس النصارى، مدارس التنصير التي كان تأسيسها ضمن حملات الاستشراق والتنصير، فينشأ الطفل في بيئة قد مسخ فيها هويته، وضربت عقيدة الولاء والبراء عنده في مقتل! فأول مربي رأه راهب أو راهبة بملابسهم المميزة والصليب! يرى حوله الصليب ويعظم في كل مكان! والكنيس الصغير داخل المدرسة وجرسها الذي يضرب يعلن عن صلاوات أو أي شأن من شأونهم! فماذا تنتظر من هذا الطفل؟  

أو المدارس الدولية ذات التعددية الثقافية، والتي تدعو وتروج لحضارة الغرب ويريدون غرسها في أبناء المسلمين، وأن ينسلخوا من ثقافتهم وحضارتهم وعقيدتهم، فهذه المدارس امتداد للمشروع الاستشراقي ولكن بثوب جديد!

3. الوقاية أولًا

قبل أن تأتي هذه الأيام، - أو أي احتفالات مماثلة – أن تجمع الأم أطفالها وتبين لهم حقيقة الأمر، فتشرح لهم قصة سيدنا عيسى عليه السلام، وعقيدتنا في الرسل، ولماذا لا نحتفل مع النصارى في هذا الأيام والأعياد، فيكون الطفل مهيأ وتم تحضيره لما سوف يراه ويسمعه.

4. أعيادنا وأعيادهم

يجب أن نجعل من أعياد المسلمين، عيد الفطر وعيد الأضحى، أعيادًا مميزة عند الأطفال، أيامًا مميزة، ينتظرونها، نعرفهم سبب احتفالنا فيها وكيفية الاحتفال والآداب الإسلامية المتعلقة بالفرح في العيد، فحتى ولو رأوا مظاهر الاحتفالات للنصارى في أعيادهم لا يشعروا أن شيئًا ما ينقصهم.

فالله الله في عقيدة الأطفال، فهم - بإذن الله تعالى - أمل تلك الأمة، ولا سبيل لنا للخروج مما نحن فيه بدون عقيدة سليمة، فاللهم {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:6-7].

  • 0
  • 0
  • 25

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً