من درعا إلى دمشق.. عام دموي على ثورة سوريا
كانت البداية في مدينة درعا السورية التي ما لبثت أن أصبحت مهد الثورة ، ففي هذه المدينة في مثل هذا اليوم من العام الماضي كتب أطفال لا يتجاوز أعمارهم ال14 على جدران مدرستهم شعار " الشعب يريد إسقاط النظام"، لكنهم تعرضوا للاعتقال من قبل نظام بشار الأسد وهو ما أشعل فتيل الثورة ..
كانت البداية في مدينة درعا السورية التي ما لبثت أن أصبحت مهد الثورة ، ففي هذه المدينة في مثل هذا اليوم من العام الماضي كتب أطفال لا يتجاوز أعمارهم ال14 على جدران مدرستهم شعار " الشعب يريد إسقاط النظام"، لكنهم تعرضوا للاعتقال من قبل نظام بشار الأسد وهو ما أشعل فتيل الثورة وخرج المتظاهرون يهتفون بالشعار نفسه وشعارات أخرى تطالب بالحرية والديمقراطية ، لكن الأسد رد بالرصاص والقذائف والاعتقال والتعذيب ليقتل على مدار عام أكثر من 8 آلاف سوري بينهم المئات من الأطفال، والعالم يشاهد ويدين.
وصمد الشعب السوري واتسعت احتجاجاته بينما في المقابل توحش النظام مستخدما الأمن والجيش والشبيحة وحتى مقاتلين من إيران مما أسفر عن انشقاق الآلاف من عناصر الجيش النظامي وانضمامهم للثوار قدر عددهم بنحو 30 ألف جندي وضابط ثم ما لبثوا أن كونوا "الجيش السوري الحر" تحت قيادة العقيد رياض الأسعد الذي أصبح يخوض مواجهات مع رجال بشار في أغلب المناطق السورية التي لازالت تشهد مجازر يومية من قبل قوات النظام ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال.
وصارت مدينة حمص ثالثة أكبر المدن السورية مسرحًا للعديد من المجازر الدموية التي راح ضحيتها العديد من المدنيين وخصوصا النساء والأطفال مما أعاد إلى الذاكرة أحداث مدينة حماة السورية في عام ١٩٨٢م حين قام نظام الأسد الأب بتصفية معارضيه في حملة عسكرية راح ضحيتها الآلاف من السوريين.
وأمام مجازر ووحشية الابن خلال عام دموي مضى تسبب في نزوح الآلاف خاصة تجاه الحدود التركية، اكتفت الدول الغربية بعقوبات اقتصادية متأخرة لم تؤد الى عزلة النظام الكاملة بسبب دعم لبنان، وحزب الله وإيران ولم يتوقف تدفق السلاح للنظام من روسيا الداعم المهم للنظام والمرتبط معه بعقود قيمتها مليارات دولار فضلا عن رفضها والصين لإدانة سوريا في مجلس الأمن.
وخذل المجتمع الدولي الشعب السوري الذي ذاق الويلات خلال هذا العام على أيدي النظام من قتل وتعذيب واغتصاب، مصحوبا بإعلام كاذب ألقى باللائمة في كل ما يحدث على "المسلحين والإرهابيين" المزعومين وعناصر خارجية تريد التدخل وإحداث الفوضى في البلاد، وذلك بدعم من إيران وتردد من جانب الغرب واشنطن فيما يتعلق بتسليح المعارضة (المسلحة تسليحا رديئا) أو التدخل العسكري بشن غارات جوية لحماية المدنيين والمنشقين عن النظام السوري على غرار ما حدث في ليبيا.
لكن يبدو أن الحل العسكري هو الخيار الأكثر ترجيحاً لحسم مصير الثورة السورية بعد عام من اندلاعها ، وربما تشهد الأشهر المقبلة هذا الحسم، فهذه الثورة بدأت من درعا وانتقلت إلى حمص التي باتت وقودا للثورة ، فهل من الممكن أن يكون الحسم في العاصمة دمشق معقل بشار الأسد ونظامه، والتي شهدت أيضا خلال هذا العام اندلاع احتجاجات بالآلاف؟
ولكن وحتى يحدث ذلك .. كم من الشهداء سيسقط على يد هذا النظام وما الخسائر الاقتصادية التي ستتكبدها البلاد ، وما الجرائم الجديدة التي سيرتكبها النظام القمعي ضد شعبه.. وهل سيتخذ الغرب موقفا مغايرا والعرب موقفا أكثرا جدية لتنقلب الموازين ويسقط الأسد ؟ .. كلها تساؤلات قد تظهر إجاباتها العام القادم من الثورة.
إيمان الشرقاوي - 22/4/1433 هـ
- التصنيف:
- المصدر: