صرخة من نساء حمص لعلماء الأمة !!

منذ 2012-03-24

أين علماء الأمة من تحفيز حكوماتهم -لا أقول على خوض حرب ضد إيران المجرمة الغازية للمسلمين في الشام- ولكن على دعم الجيش الحر وتسليحه؟



صرخة من نساء حمص أن يطاف بالنساء عرايا في شوارع حي عشيرة بحمص، وأن تشعل النار في أجساد المدنيين العزّل وهم أحياء، وأن يُذبح الأطفال كالدجاج باسم الحسين!! أن يحدث كل ذلك ولا نرى من العالم الكافر سوى الصمت، فهذا أمر متوقع، أما أن يحدث كل ذلك ولا نرى موقفًا يعذرنا أمام الله من علماء المسلمين، فهذه المصيبة الكبرى والرزية العظمى!


يعلم الجميع أن الساسة في أي بلد لا يتحركون من تلقاء أنفسهم إلا من أجل مصالحهم الضيقة، لكنهم عندما يتحرك المجتمع بأكمله فإنهم يتحركون معه ولو على حساب مصالحهم، وذلك من باب احتواء شعوبهم. وبما أن علماء الدين لهم الأثر الأكبر في قيادة تلك الشعوب، التي جبلت على محبتهم وطاعتهم، فإنهم يعتبرون المحرك الحقيقي للجميع (حكامًا ومحكومين)، ولكن ما بالهم لا يحسنون -إلى الآن- سوى الشجب والإدانة والدعاء!!

لا أقول: إن ذلك غير مطلوب، ولكن ما الذي تركوه لعامة الناس ممن لا يملكون الكثير من التأثير والعلم والبصيرة؟


أين علماء الأمة من تحفيز حكوماتهم -لا أقول على خوض حرب ضد إيران المجرمة الغازية للمسلمين في الشام- ولكن على دعم الجيش الحر وتسليحه؟

لماذا يعجزون عن إيجاد رأي عام ضاغط، يدفع باتجاه تحرك جديّ لتلك الحكومات، يتجاوز كيل الشتائم الفارغة والمضحكة لنظام بشار المجرم؟


يا علماء الإسلام، تذكروا مواقف علماء الأمة عبر التاريخ، والتي من أمثلتها موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فمع اقتراب المغول لغزو دمشق من جديد عام 703هـ أثناء عهد المماليك، بدأ ابن تيمية في تحريض أهل الشام في دمشق وحلب، وانتدبه الناس للسفر إلى مصر لملاقاة سلطانها الناصر محمد بن قلاوون، وحثه على الجهاد، وأعاد نشر فتاويه في حكم جهاد الدفع ورد الصائل، ثم سافر إلى أمير العرب مهنا بن عيسى الطائي، فلبّى دعوة ابن تيمية لملاقاة التتار..


فكانت نتيجة تلك الجهود المباركة الصادقة أن انتصر المسلمون في معركة شقحب، وكان من نتائج تلك المعركة أن انقطع أمل المغول في بلاد الشام، ولجئوا إلى مسالمة دولة المماليك في مصر والشام، بل إن تلك المعركة تعد من المعارك الفاصلة بالتاريخ الإسلامي ضد المغول بعد عين جالوت، وقد كان لشيخ الإسلام فيها الفضل في تشجيع الناس والشد على عزيمة الحكام وجمع الأموال من التجار لتمويل جيش الدفاع عن دمشق، ومع ذلك فإنه لما أحس بخوف السياسيين منه، طمأنهم بقوله: "أنا رجل ملة لا رجل دولة".


فمن لنا بمثل شيخ الإسلام الذي قال عن هؤلاء المجرمين القتلة -وكأنه يتنبأ بما سيقومون به اليوم من جرائم-: "هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم".


يا علماء المسلمين، إن الأمانة عظيمة، وإنه إن وسعكم السكوت يومًا ما، فما أراه اليوم يسعكم، بل حتى الكلام أراه لا يكفيكم..

فهبوا يا علماء ويا مفكري الأمة، واستنهضوا همم قادتكم، وأخبروهم أن الشعوب تتلهف لموقف منهم يشرفهم أمامهم ويعذرهم أمام ربهم، وأن خير وسيلة لكسب قلوب شعوبهم هو مساندتهم لإخوانهم في الشام.


اللهم نصرك القريب لأهلنا في الشام.


عبد الملك الملفي

الأحد، 18 آذار/مارس 2012

 

  • 10
  • 0
  • 2,764

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً