لماذا تكرهون محمد؟ ومحمد يحب المسيح!!!
تأليف: يوسف بن إبراهيم الساجر
مقدمة كتاب (لماذا تكرهون محمد ومحمد يحب المسيح-صلوات الله وسلامه عليهما) للمؤلف يوسف الساجر غفر الله له ولوالديه .
فقد سلط المؤلف في مقدمته الضوء على ما يلي:
1-حب محمد للمسيح وحب المسيح لمحمد صلوات الله وسلامه عليهما.
2-تقديم محمد صلى الله عليه وسلم المسيح عليه السلام للعالم بأبهى وأجمل صورة من خلال منهج الوحيين الكتاب والسنة.
3-محمد صلى الله عليه وسلم عرف بأخيه المسيح عليه السلام من قبل ميلاد امه العذراء عليها السلام.
4-نعت رسالة المسيح عليه السلام بأنها اشراقة سماوية على الإنسانية.
5-المسلم الحقيقي لا يكون مسلماً حقاً إلا إذا آمن بالمسيح عليه السلام،وبانجيل المسيح عليه السلام.
وفوائد أخى نترك القاري يحلق بجناحيه في أفق هذه المقدمة الجميلة.
-المقدمة-
إن الحمد لله ،نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:-
إن العلاقة بين محمدصلى الله عليه وسلم والمسيح عليه السلام علاقة محبة صادقة خالصة رفيعة المستوى،فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم أحب أخاه المسيح عليه السلام وقدمه للعالم و الإنسانية بأبهى وأرقى وأكمل مشهد من خلال منهج الوحيين القرآن الكريم والسنة النبوية.ومحمد صلى الله عليه وسلم عرف بأخيه المسيح عليه السلام تعريفاً كاملاً من قبل ميلاد أمه العذراء مريم بنت عمران عليها السلام إلى نهاية التاريخ وتوقف الزمن الأرضي،وقدم الكتاب المقدس الإنجيل الحق،المنزل على المسيح عليه السلام،بأزهى تقديم وقدم الحواريين بأجمل صورة، ودافع عن مؤمني النصارى المضطهدين دفاعا اتسم بالمحبة لهم،وبكراهية مضطهديهم الطغاة، فالمسلم الحقيقي لا يكون مسلماً حقاً إلا إذا آمن بالمسيح عليه السلام،وبانجيل المسيح عليه السلام،والنور الذي جاء به المسيح عليه السلام،فالمسلم يؤمن بأنبياء الله كلهم من آدم عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم والبالغ عددهم أكثر من ثمانية وعشرون ألف نبي،ومن كفر رسولاً واحداً أو كتاباً واحداً انسلخ عن الإسلام ،فالمسلم يؤمن بموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وبالتوراة و الإنجيل ،كإيمانه بمحمدصلى الله عليه وسلم والقرآن سواءاً بسواء قال الله تعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } سورة البقرة الآية[28]،ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي متبع لآثار أخوته الأنبياء من قبله ،ومقتد بهداهم ،ومجدد ومصحح لما طرأ في عقائد الناس من انحراف ،وردهم إلى التوحيد الذي هو قطب رحى الرسالات السماوية جميعها قال الله تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }سورة النحل الآية[36]،ومحمدصلى الله عليه وسلم نعت رسالة المسيح عليه السلام بأنها اشراقة سماوية على الإنسانية، ولو كان محمدصلى الله عليه وسلم كارها للمسيح عليه السلام وأمه العذراء،لأخفى من القرآن الكريم المنزل عليه عن طريق روح القدس جبريل سورة مريم وآل عمران،وسورة المائدة التي تسطر كرامات المسيح عليه السلام بأحرف من نور وآيات أخرى كثيرة كثيرة مثل قوله تعالى:{وَمَرْيَم َ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ }سورة التحريم الآية[12]،و الأحاديث النبوية الصحيحة الكثيرة –ومنها كما في صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء: إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون)،وهذه وأيم الله شهادة صدق من سيد المرسلين والتي ترفع المسيح عليه السلام وأمه إلى أعلى عليين فأي دلالة أوضح من هذه على حب محمدصلى الله عليه وسلم لأخيه المسيح عليه السلام وأمه العذراء.لذا أقول إن الشعوب النصرانية لا يعلمون بأن روح المحبة الصادقة التي يبديها المسلم دائما تجاه عيسى وأمه عيلهما الصلاة والسلام تنبع من الوحيين القرآن الكريم والسنة النبوية فهما ينبوع الايمان.واني لأضع بين يديك و بكل تواضع هذا البحث العلمي المعنون"لماذا تكرهون محمد؟ ومحمد يحب المسيح!!!" فرب كلمة يبارك الله فيها فتقرأ فيها فحوى كتاب،فلعله أن يكون مشعلا ومناراً ومقتداً،وأن يفتح الله به أعيناً عمياً،وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً،وان الأسلوب المنتهج في هذا البحث أسلوباً حوارياً دفاعياً هادئاً يحبه الغربيين،فحسب القاريء الغربي بل وحتى الشرقي،بقراءته للبحث أن تقام عليه الحجة الواضحة والبرهان الساطع على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وحسبه وكافيه قصة إسلام النجاشي وقد عرفت بطريقة غير مباشرة بمحمدصلى الله عليه وسلم ورسالته الخالدة، بمثل قصة إسلام النجاشي وقصة هرقل،وأما ما يفعله الغربيون من رسم رسوماً يلمزون بها محمد صلى الله عليه وسلم ما هي إلا نوع من أنواع الحروب على الإسلام، والتي يدير رحاها، قتلة الأنبياء المغضوب عليهم اليهود،تحت ظل حرية الرأي وحرية التعبير زعموا؟!، والتي لا تقف إلا بنزول المسيح عليه السلام بقتله للخنزير وكسره للصليب وتخليص الأرض من شر اليهود ليعم بعدها السلام العالمي على الإنسانية.فأقول لهؤلاء اللامزين إن لم تؤمنوا بمحمدصلى الله عليه وسلم ورسالته فلا أقل من أن تحترموه لأنه يحب المسيح عليه السلام .هذا فان كل ما كتبته هو نصرة لحبيبنا وشفيعنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}سورة الفتح
هذا هو جهدي في الكتاب،فان وفقت فيه فمن فضل الله وكرمه ومنه علي ،وان كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان،واستغف ر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه منه،وأسأل الله ألا يحرمني أجر هذا الكتاب في الحياة وبعد الممات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المؤلف: يوسف بن إبراهيم الساجر