تفسير سورة الفاتحة
فاتحة الكتاب، سورة الفاتحة وهي مقدمة القرآن الكريم، والسورة الأولي في المصحف الشريف.
فاتحة الكتاب، سورة الفاتحة وهي مقدمة القرآن الكريم، والسورة الأولي في المصحف الشريف.
وهي تتكون من ثلاث فقرات:
الأولي: ثلاث آيات ، هي {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .
وتشتمل هذه الآيات الثلاث علي حمد الله تعالي، وتمجيده والثناء عليه..بذكر أسمائه الحسني، المستلزمات لصفاته العليا، سبحانه، وعلي ذكر المعاد وهو يوم الدين، يوم القيامة وهذه هي العقيدة بمنتهى الإيجاز.
الثانية: آية واحدة وهي {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
وتشتمل هذه الآية علي : إرشاد عبيدة ـ سبحانه وتعالي ـ إلي سؤاله، والتضرع إليه، والإنابة إلي جانبه، والتبرى من حولهم وقوتهم إلي لإخلاص العباد له، وتوحيده الألوهية، وتنزيهه من أن يكون له شريك أو نظير أو مماثل.
وهذه هي : العبادة الحقة بمنتهى الوضوح.
الثالثة: ثلاث آيات هي: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} .
وتشتمل هذه الآيات الثلاث كذلك علي تعليم الخلق سؤال المولي ـ عز وجل ـ الهداية إلي الصراط المستقيم، وهو الدين القويم، وتعليمهم كذلك طلب التثبيت عليه، حتى يفضي بهم هذا الطريق السليم إلي جواز الصراط المفضي بهم، والمؤدي يوم القيامة إلي جنات النعيم، في جوار {النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [1]، الذين كانوا محل القدوة لهم في الدنيا، وفي السلوك.
وهذا هو منهج الحياة الصحيح السليم الواضح، الذي يعتمد في الوصول إليه والنجاح فيه على الترغيب في الأعمال الصالحة، ليكون الإنسان مع أهلها يوم القيامة ،وعلي الترهيب والتخويف من مسالك الباطل، لئلا يحشر الإنسان مع سالكيها إلي الهلاك يوم القيامة.
[1]- النساء:69
عبد الحي الفرماوي
الأستاذ الدكتور عبدالحي حسين الفرماوي (رحمه الله) ,كان أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر وشغل فيما بعد منصب وكيل كلية أصول الدين جامعة الأزهر.
- التصنيف:
- المصدر:
- الناشر: المؤلف