حائر متعب

عرفتُ فتاةً عن طريق النت، كنت أدعي بأنني صديقُها، رغم أني بداخلي لا أحب التسمية، وتقربت إليها كثيرًا وعرفتها عن ظهر قلب، لقد تقابَلْنا كثيرًا وعرفتُها عن قرب، ولم نفعلْ شيئًا أبدًا وأقْسمْتُ لنفسي لا أتَجاوز معها أبدًا حتَّى تكون زوجتي شرعًا.

لم أحب ولم أعشقْ مثل هذا الحبَّ، لقد كنت أحب طيلة حياتي على تلك القوَّة التي أشعر بها معها فأنا عاشقُها وهي كذلك.

منذُ عرفتُها تطهَّرتُ من أشياءَ كثيرًا؛ مثل النفاق على الفتيات، وقولي لهم ما يحببن أن يسمعنَ، لقد كنتُ ماهرًا بذلك وكأني أعرف ماذا يردن أن يسمعن، كنت شديد المجاملة وخاصَّة للفتيات، أيضًا أؤلِّف قصصًا كثيرة كذبا وأيضًا، مواعدة الفتيات واللهو معهنَّ، وكنت لا أرى فتاة تمر بالشارع فينصرف نظري عنها حتَّى تختفي عن الأنظار، كان حياتي وشغلي الشاغل هو النساء، في كل شيء في جهازي الخلوي والكمبيوتر والنت كل شيء عن الجنس فقط ليل نهار، ولكن منذ أن عرفتُها وأحبَبْتُها كل ذلك انتهى كثيرًا، اندهش كلُّ مَن حولي ماذا حدث لي؟

وأنا أمشي في الطريق نظري دائمًا في الأرض وإذا حدثَ فجأة وقع نظري على فتاة - حتى ولم تكن مثيرة مثلاً - أتبع قولَ الرسول وأصرف بصري، تركتُ النفاق، أحببتُ الصدق وتركتُ الكذب، أنْهيتُ كلَّ علاقاتي مع أي فتاة بطريقة فظَّة؛ حتَّى لا تفكر يومًا تعود لي؛ كنت الأمس شخصًا أنا الآن نقيضُه.

ولكن من شدَّة حبي لها كنا نَتَقَابل كثيرًا، ولأنَّنا كنَّا دائمًا نتقابل في الأماكن العامَّة فلم ترحَمْنا النَّاس بِالكلمات الساخرة المُحرِجة، رغْمَ أنَّنا كنَّا في قمَّة الاحترام ولم نفعل شيئًا مُلْفِتًا ولا صوتنا عاليًا ولا أي شيء، تعبنا من اضطهاد الناس لنا، تقابلنا في شقتي، وتصدقني بأنَّنا لم نفعل شيئًا غيْرَ الضَّحك مثلما كنَّا نجلس في الأماكن العامَّة، وأيضًا تقدَّمت لخِطْبتها بالفعل، ولكنَّ الأب أجَّل هذا الأمر حتَّى تمر سنة كاملة على وفاةِ أخيه الذي هو بالتَّالي عمُّها. وخلال هذا العام كلٌّ منا أحسَّ بأنَّنا سوف نكمل المشوار سويًّا.

وحدثَ ما لم أكُن أتوقَّعُه، لقد فُضِحَ السِّر الوحيد الذي كنتُ لا أعرفه، فهي كانت تحكي لي كل صغيرة وكبيرة عن حياتها ولا تُخفي عليَّ شيئًا، شخص خسيسٌ فضحها أمامي انتقامًا منها لأنَّها نَهَرتْهُ لاتِّصاله بِها، وعرفتُ بأنَّها ذهبت معه إلى شقَّته قبل أن أَعرفَها بثلاثِ سنوات، وحدث بينَهُم ما يَحدُثُ بيْن المُراهقين في تلك السِّنِّ؛ فكانتْ في ذلك الوقت عند سن الـ 17 ربيعًا وهو 35 عامًا، وندمتْ على ذلك ولم تفعلْ ذلك أبدًا.

وفي هذه الأثناء لا أدري ماذا أصابني لقدِ اهتزَّ كلُّ شيءٍ بداخلي وأصررتُ من داخلي لابدَّ أن أنتَقِمَ مِمَّا حدثَ، ولكنْ كيفَ؟ لم أعرفْ، كنت أريد أن أفجِّر ثورتي، غضبي، صدمتي من هول ما عرفت، ودعوتُها إلى شقتي وحكتْ لي وهي منهارة، وانتهزت هذه الفُرصة وهي ضعيفة ومارستُ معها الجنس، وكنت أظن بذلك أنني سوف أثأرُ لكرامتي وسوف أنساها، ولكن حدث بالعكس أحببتُها أكثر وأكثر من الأوَّل، وبدأْنا لا نتقابلُ في الأماكن العامَّة، ونتقابَل في شقتي ونحلُم سويًّا بالبيت السعيد والأطفال، وتقابَلْنا كثيرًا ولم يَحدثْ شيء سوى أربعِ مرَّات وتوقَّفنا، وندِمْنا ولأوَّل مرَّة أبكي بسبب هذا، وعاهدتُ اللَّه بأن لا أفعل ذلك ثانيةً، ولا أُخْلِف عهدي معه بإذن الله.

كلُّ هذه الأفعال نَحن نادمون -والله- عليها، وبعد مرور العام بالفعل سوف أتزوَّجها، لكن ما مضى أرجوكم قولوا لي كيف أتخلَّصُ منه كيف أُكفِّر عنه؟

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فإنَّ العلاقةَ التِي تنشأُ بيْنَ الرَّجُل والمرأةِ الأجنبيَّة عنه، والتي يُسمِّيها النَّاس بالحُبِّ والصَّداقة وغيرِ ذلك هي مَجموعةٌ من المحرَّمات والمَحاذير الشرعيَّة والأخلاقيَّة، التي منها: الخلْوة، والنظر ... أكمل القراءة

شؤم الزنا

قمت بمجامعة بنت وهي أكبر مني، وكان ذلك بعد إلحاح منها وإغراء بدرجة عالية، وكانت تقول لي: إنها لن تتزوج ففضضت غشاء بكارتها، وبعد ذلك طلبت مني الزواج، وأجرت عملية ترقيع لغشاء البكارة، ولكن أصرت على أن أتزوجها، وأنا رجل متزوج، ولديَّ أطفال.

ولكي أسترها، وأصلح أخطائي، تقدمت للزواج منها، فرفضني أهلُها، وفَعَلوا معي مشاكل، وأخبروا أهلي وزوجتي، وكاد أن يخرب بيتي، وانفصلتُ من عملي، فطلبتُ منها أن تبتعد عني، ولكن دون جدوى، وفضحتني أمام الناس، وأمام زملائي بالعمل، وقالت على السر الذى بيننا لكل الناس دون أهلها، حتى حرضت ناسًا لكي يهددوني تليفونيًّا بالزواج منها، وبدأت تشوه سمعتي أمام زملائي.

وعلمت بعد ذلك أنها على علاقة غير محترمة بشباب كثيرين، ولها علاقات كثيرة، وهي تقسم على كتاب الله بالكذب، وأنا -الآن- تبت إلى الله، ماذا أفعل لكي أبعدها عني؟ وهل عليَّ ذنب وقد حلفت على كتاب الله أنني لم أفعل معها أي شيء خوفًا من ضياع أسرتي وعملي وسمعتي بين الناس؟

وأحمد الله أننى أتمتع بسمعة طيبة بين كل من يعرفني، وهي لا تريد أن تتركني في حالي، وأنا لا أريد إلا أن تبتعد عني، وقد طلبت مني -أكثر من مرة- أن أمارس معها الجنس، وأكلمها فى التليفون؛ أي: أعمل معها علاقة محرمة، ولكنى لا أريد أن أغضب الله، فأنا أصلى وأتقرب إلى الله -عز وجل- حتى يغفر لي ما سبق، وهي تلاحقني في كل مكان، وتقول لي: لا تتزوجني، اعمل معي علاقة، ولا يهم الزواج، وللعلم هي عانس، وعمرها 40 عامًا.

أرجوا إفادتي بأسرع وقت؛ حيث إنني مهموم جدًّا، وأحب أن أعرفكم أن هذه الفتاة تعالج نفسيًّا، والسلام عليكم ورحمة الله.

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فما أقدمْتَ عليه من علاقة آثِمة مع تلك الْمُنحرفة، تطورت لفاحشة الزِّنا -عياذًا بالله- جريمةٌ نكراءُ، وتفريط شديد في حقّ الله -تعالى- وإسراف وإساءةٌ بالغة على نفسك، وتفريط في حقِّ زوجِتك وأبنائك ... أكمل القراءة

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً