رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (18)- سلطان الكنائس المسيحية

كان سلطان الكنائس المسيحية مبسوطًا عل الشام ومصر وشمال إفريقية وأرض الأندلس منذ قرون طويلة سبقت. وفي طرفة عين، في أقل من 80 سنة، تقوض فجأة سلطان المسيحية على هذه الرقعة الواسعة المتراحبة وزال زولًا سهلًا، وتقوض أيضًا سلطانها عى نفوس الجماهير الغفيرة من رعاياها، ودخلوا دخولًا سهلًا يسيرًا في الإسلام طوعًا بلا إكراه، بل أعجب من ذلك صاروا هم جند الإسلام وحماة ثغوره وعواصمه، وقارعوا النصرانية وحصروها في الشمال الأوربي، بل أوعجب من ذلك أيضًا أن دخلوا في العربية دخولًا غريبًا وصار لسانهم لسانها. وصارت دار الإسلام كلها ديار ثقافة وعلم وخلق وحضارة تبهر الأنظار والعقول، في المشرق حيث مقر الخلافة في دمشق وبغداد وفي المغرب حيث ديار الأندلس. كيف حدث هذا؟ كان سؤالًا يتردد في ضمير المسيحية كلها! 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (17)- المأزق الضنك!

قارن بين إصرار مستميت على دفع هذا الخزي، وإماطة هذا الخوف والرعب، وإشعال نيران الغضب والحقد، بحمية تأنف من الاستكانة لذل وقهر أحدثه محمد الفاتح ورجاله من المسلمين الظافرين. ومن يومئذ بدأت أوربة تتغير، لتخرج من هذا المأزق الضنك، وبهمة لا تفتر ولا تعرف الكلل، بدأ الرهبان وتلاميذهم معركة آخرى أقسى معارك الحرب، معركة العلم والمعرفة الذي هيأ للمسلمين ما هيأ من أسباب الظفر والغلبة. لقد علموا الآن أن معركة السلاح لن تغني عنهم شيئًا، وهذه أمواج المسلمين تتدفق في قلب أوربة غربًا، ويدخل الإسلام سلمًا بلا إكراه جماهير غفيرة، كانوا بالأمس نصارى متحمسين في قتال المسلمين، الوثنين، كما أوهمهم الرهبان، فلم يغن هذا الإيمان عنهم شيًا.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (16)- واهتز العالم الأوربي

بطل عمل السلاح بالإخفاق واليأس، وخمدت الحروب تقريبًا بين الإسلام والصليبية نحو قرن ونصف قرن، ثم وقعت الواقعة! اكتسحت الأرض المسيحية في آسية في شمال الشام، ودخلت برمتها في حوزة الإسلام. وفي يوم الثلاثاء 20 من جمادي الأولى سنة 857هـ سقطت القسطنطينية عاصمة المسيحية، ودخلها محمد الفاتح بالتكبير والتهليل، وارتفع الآذان في طرف أوربة الشرقي. إذن، فقد وقعت الواقعة!! واهتز العالم الأوربي كله هزة عنيفة ممزوجة بالخزي والخوف والرعب والغضب والحقد. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (15)- الحروب الصليبية (2)

وجاءت سنة 1096م، وجيشت الجيوش من هذا الهمج الهامج من النرمنديين والصقالبة والسكسون، بقيادة الرهبان وملوك الإقطاع، وبدأت الحروب الصليبية، واكتسحت في طريقها أهل النصرانية وسفحت دمائهم بفظاظة، وبدأت تكتسح ثغور الإسلام وعواصمه الشمالية وتسفح الدماء المسلمة، واستمرت قائمة قرنين كاملين. كانت فرحة رائعة، ولكنها انتهت بالإخفاق وباليأس من حرب السلاح سنة 1291م بعد أن تركت في أنفس المقاتلين الهمج البصيص من اليقظة والتنبه، باحتكاكهم المستمر بحضارة راقية كانت تفتنهم وتبث في نفوسهم الشك فيما سمعوه.

 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (13)- الحروب الصليبية

الحروب الصليبية التي بدأت سنة 1096م ، إي بعد 6 قرون من سقوط الإمبراطورية الرومانية، في خلالها كان الإسلام قد ظهر بدينه وثقافته وغلب على رقعة ممتدة من حدود الصين إلى الهند، ومن أقصى الأندلس إلى قلب أفريقية، وأنشأ حضارة نبيلة متماسكة كاملة، بعد أن رد النصرانية وأخرجها من الأرض، وحصرها في الرقعة الشمالية التي فيها هذا الهمج الهامج الذي كان يعيش فيما يعرف اليوم باسم أوربة. وظل الصراع مشتعلًا مدة 5 قرون، بين النصرانية المحصورة في الشمال وبين الإسلام الذي يتاخمها جنوبًا. ولكن جيوش النصرانية لم تستطع أن تفعل شيء يذكر، مع تطاول الأمر. فرأوا أن يتجهوا إلى الشمال، ليدخلوا في النصرانية هذا الهمج الهامج الذي لا دين له يجمعه، ليكون بعد قليل مددًا لجيوش جرارة تطبق على ثغور الإسلام وعواصمه في الشام ومصر. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (14)- الرهبان يجوبون شمال أوربة!

انطلق الرهبان يجوبون شمال أوربة ليدخلوا الهمج الهامج في النصرانية، ويعدوهم إعدادًا عظيمًا لخوض المعركة العظمى بين الإسلام والنصرانية، وكان جزءًا من هذا الإعداد تبشيع الإسلام في عيونهم وأن أهل الإسلام وثنيون، وأن رسول الإسلام كان وكان، فلم يتركوا بابًا من الكذب والتمويه والبشاعة إلا دخلوه، ليقروا معانيه في قرارة نفوس أتباعهم من الهمج الهامج، ليكون حقًا محضًا، قد انطلق به راهب أو ناسك أو قسيس، فهو منزه لا ينطلق إلا بالحق. فهذا الحق إذن، هو عندهم قسيم الدين الذي آمنوا به واعتنقوه. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (12)- سراب مهلك

هذا الفساد لم يدخل على ثقافتنا دخولًا يوشك أن يطمس معالمها ويطفئ أنوارها، إلا بعد التصادم الصامت المخيف الذي حدث بيننا وبين الثقافة الأوربية الحاضرة. وإذا نحن أغفلنا هذا التاريخ ولم نتبينه تبينًا واضحًا، فكأننا أغفلنا القضية كلها، وأسقطناها أسقاطًا من عقولنا، وخالفنا سنة العقلاء المميزين في التبصر والتبين وترك التساهل عند مواطن الخطر، وصار كلامنا في الثقافة سدى كله وهدرًا، ثم عبثًا وثرثرة وتغريرًا، كما هو حادث الآن في حياتنا الأدبية هذه الفاسدة، وصار الأمر كله جنبًا عن طلب الحق، واستنامة لخداع الباطل وتسويله الخفي، واستدراجه إيانا إلى سراب مهلك. 

من يقف خلف تشويه تاريخنا؟

إن المتتبع لما ينشر هذه الأيام في بعض الصحف والمجلات أو في المواقع (الإلكترونية) وكذلك ما يقال ويتحدث به في الندوات الثقافية. سيلاحظ ظهور فئة من الناس تدعي التجديد في التراث والثقافة، والتجديد عندها هو تحطيم الماضي، وخاصة التاريخ السياسي والحضاري للأمة(1) فتجدهم يلمزون ويغمزون من قريب أو بعيد في الدولة الأموية خاصة ، وأنها دولة استبدادية، ثم يرجعون قليلا إلى الوراء ليقولوا: إن الإسلام لم يطبق إلا في عهد الخلفاء الراشدين بل في عهد أبي بكر وعمر فقط. ... المزيد

الثورة في سياق إسلامي؛ ثورة أم فتنة؟!

اكتسب لفظ "الثورة" في السیاق التاریخي الإسلامي دلالةً سیئة السمعة ترتبط بالفتنة والفوضى والخروج على الحكام وغیر ذلك، والحقیقة أن سبب ھذا الأمر مرتبط بأولئك البغاة الذین ثاروا على الخلیفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى قتلوه في داره وتم سحب اللفظ (عمدًا) على جمیع الأحداث التي تلت ذلك وتسمیتھا بالفتنة في أكثر الأحیان، وبالتالي اكتسب لفظ "الثورة" في السیاق الإسلامي دلالةً سیئة السمعة! ... المزيد

القيم الحضارية في رسالة خير البشرية

هذا الكتاب يثبت أن الإسلام جاء بكل خير، وأن ما من قيمة أو مبدأ تحتاج إليه البشرية إلا وقد جاء به الإسلام. ... المزيد

عِمارة المسجد الأقصى

تطور عمارة المسجد الأقصى منذ أن فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس وإلى يومنا هذا ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً