أبنائي ضعاف الشخصية ولا أعرف كيف أربيهم!

منذ 2015-07-13

أنا أمٌّ لخمسة أبناء: (15 - 13 - 6) هم أولاد. و(11 - 2) هنَّ بنات. باختصار: أنا لا أعرف كيف أربيهم؛ فهم ضعاف الشخصية...!

السؤال:

أختي أم عبد الرحمن بارك الله فيكِ ونفع الله بكِ، لدي مشكلة جعلتني أبحث عن حلٍّ، وأرجو أن ييسِّر لي الله حلَّها على يدكِ:

أنا أمٌّ لخمسة أبناء:
(15 - 13 - 6) هم أولاد.
و(11 - 2) هنَّ بنات.

باختصار: أنا لا أعرف كيف أربيهم؛ فهم ضعاف الشخصية.

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وبارك الرحمن فيكِ يا أختاه.

صراحةً تحيَّرتُ جدًّا من استشارتكِ، فأنتِ سألتِ سؤالاً عظيمًا ولم تُعطيني أي معلومات تُعينني على اقتراح حلولٍ لكِ، وتعجبت كذلك من سؤالكِ عن كيفية تربيتهم وفيهم رجلان وفتاة في عمر الزهور، فهذا العمر ليس للتربية بل هو للتوجيه والإرشاد.

للأسف كثير من الآباء والأمهات يظنون أنهم رُزقوا بالأولاد ليُربوهم ويؤدبوهم في حين أن الله رزقكِ بهم لتعلميهم مما تعلمتِ، وتوجّهيهم، وليُعلموكِ كيفية التعامل معهم بالبحث المستمر عن وسائل لتعليمهم وتوجيههم.

والآن وقد أصبح اثنان من أولادكِ في بداية شبابهم، والفتاة في عمر الزهور، فقد فات أوان التربية معهم، وأصبح هذا وقت التوجيه والإرشاد وليس الفرض والسيطرة.

وتعجبتُ كذلك كيف صار أبناؤكِ الخمسة ضعاف الشخصية؟ أي معاملة أو تجربة تعرَّضوا لها ليكونوا جميعًا بهذا الشكل؟

صراحةً في ذهني تساؤلات كثيرة وتعجُّبات أكثر، ولا أملك غير قول: لا حول ولا قوة إلا بالله!

بخصوص تربيتكِ لأبنائكِ فليس لديَّ ما أنصح به؛ كوني لا أعرف ما هي شكواكِ بالتحديد فيما يخص تربيتهم، أما فيما يخص فقدان ثقتهم بأنفسهم والذي تختلف أسبابه من طفلٍ لآخر، فعادةً الأسباب هي:

♦ الحماية الزائدة للطفل؛ وتشمل أن تقومي بكل شؤونه بالنيابة عنه، ألا تسمَحي له بالابتعاد عنكم حينما تكونون بالخارج، عدم السماح له بتكوين علاقات والخروج مع رفاقه، عدم السماح له بالانتهاء من بعض المهام، بل تقومون بالمسارعة إلى فعلها نيابةً عنه.

♦ العنف: وهو يشمل العنف العاطفي أو الجسدي.

♦ الكمال الزائد: حيث تطلبون منه دومًا الكمال، ومهما فعل فهو في نظركم غير كافٍ.

♦ التعرُّض لصدمةٍ نفسيةٍ شديدة جعلته يتقوقع وينظر إلى نفسه بدونية.

♦ التقليل من شأنه دومًا والاستهزاء به.

أما العلاج فكل حالة تَختلف عن غيرها، معتمدةً على سبب ضعف الشخصية، وبصفةٍ عامة فهذه مقترحات للعلاج:

إشعاره بحبكِ وحنانكِ للنعمة التي وهبها الله لكِ (أولادكِ).

ترك حرية الاختيار له فيما يخصُّه ويخصُّ حياته، مع محاولة تعويده الاعتماد على النفس، ومحاولة إشراكه في قرارات الأسرة، واحترام قرارته وتقديرها حتى لو لم تَرُقْ لكم.

تعليمه مهارات اتخاذ القرار؛ مثل أن تعطيه مصروف شهر كامل وتترُكي له حرية التصرُّف فيه، وإنفاقه على متطلبات الشهر بما يراه مناسبًا له.

إشعاره بتقديركِ لذاته وثقتكِ فيه حتى ترتفع ثقتُه بذاته.

تعليمه الثقة بالله عز وجل واليقين به.

تعليم ابنكِ كيفية التعبير عن ذاته ومشاعره بوصف شعورِه بأنه غاضب مثلًا، ثم تعليمه كيف يشرَح سبب شعوره بالغضب، ثم تعليمه أن يُطالب الطرف الآخر بالتوقف عن مضايقته ليتعلّم كيف يدافع عن نفسه، كل هذا مع تعليمه الأسلوب المناسب للتعبير عن غضبه باحترام، وبدون فقدان السيطرة على مشاعره.

ممارسة هواية يَختارها ابنكِ ويشعر فيها بذاته وترتفع معنوياته مع كل إنجاز يُنجِزُه مع تحفيزه وتشجيعه دومًا، قد تكون قراءة كتاب أو رسم أو لعبة رياضية.

هذه نصائح عامة، وهي كل ما أستطيع تقديمه لكِ؛ نظرًا لانعدام المعلومات في استشارتكِ.

وأسأل الله أن ييسِّر لكِ أمركِ، وأن يحفظ أبناءكِ.

 

سوزان بنت مصطفى بخيت

كاتبة مصرية

  • 2
  • 1
  • 9,462

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً