تزوجته بدون معرفة أهلي

منذ 2014-04-06
السؤال:

أبلُغ مِن العمر 22 عامًا، تعرَّفتُ إلى شخصٍ يبلُغ مِن العمر 43 عامًا؛ لغرض الزواج، حصلتْ مشاكل، ولم يقبله أبي، ولم نستطعْ أن نتزوجَ قانونيًّا؛ بحكم أنه أجنبي.

طلَب مني أن نتزوجَ شرعيًّا مِن وراء أهلي؛ حتي يُسَوِّي وضْعَه القانوني، ويأخذني معه؛ فوافقْتُ، وتم الزواج، ونحن متزوجان منذ عامٍ!

ساعَدَني بعد الله -سبحانه وتعالى- على السير في الطريق المستقيم، وارتديتُ الحجاب، وبدأتُ في حفظ القرآن بعد إصراره على أن أبدأ في دراسة الشريعة الإسلامية؛ فهو إنسانٌ مُتدينٌ، لم يحرمني مِن أي حقٍّ مِن حُقوقي، غير أنَّ زواجنا ليس قانونيًّا، وفي السِّرِّ، ولا يعلمه إلا اثنتان مِن أخواتي!

لم أكن أطلُب منه شيئًا أو حقًّا مِن حقوقي مثلما تفعل البنات، بالعكس فأنا راضيةٌ بكلِّ ما يُقَدِّمه لي.

وبعد مرور 3 أشهر مِن زواجنا أخبرني أنه سيتزوج من بلاده؛ إرضاءً لرغبة والدِه، فهو لم يخبرْه بزواجنا، كما أخبرني بأنه يُريد أولادًا بحكم كِبَر سِنِّه، ولا يستطيع أن ينجبَ أولادًا مني، فنحن متزوجان في السرِّ.

لم أقبلْ فكرة زواجه، فقد ضحيتُ بكلِّ شيءٍ مِن أجله، وأجده أثناء كلامه يُفَرِّق بيني وبين خطيبته، وهذا يشعرني بنقصٍ.

الآن تأتيني وساوس كثيرة، ولا أعرف ما العمل؟ هل أستمِرُّ؟ أو أتوقف؟

وسؤالي الأكبر الذي أطرحه الآن: هل علاقتي به حلالٌ أو لا؟ هل من الممكن أن يكونَ استغل جهلي لمصلحته؟

وجزاكم الله خيرًا.

 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:

فلقد تأخرتِ كثيرًا -أيتها الابنة- في السؤال عن الحلال والحرام في علاقتك بالرجل الذي تدَّعينه زوجًا لك! وقد ذكرتِ أنَّ والدك رفَضَهُ لفارق 21 عامًا بينك وبينه، فما كان منك إلا أن تزوجته في السِّرِّ، ولا أدري أي شرعٍ هذا الذي تنسبين له ارتباطك المحرَّم برجلٍ أجنبي، فتقولين: تزوجتُ زواجًا شرعيًّا؟!

فالعقلُ الصريح والفطرةُ السليمة التي لم تفسد بالشهوات، ولا باتباع الهوى، يستقبحان ما فعلتِه، وتنفر مِن مُرتكبيه، وهذه قضايا معلومةٌ بداهةً مِن الدين، لا تحتاج إلى إقامة برهان عليها، فكيف إذا قام الدليلُ النقلي الموافق لفطرة الله، وللعقل الصريح، على بطلان الزواج بدون وليٍّ، وبطلان زواج السرِّ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا نكاح إلا بِوَلِيٍّ»؛ (رواه أحمد، وأبو داود)، وعن عائشة قالتْ: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيما امرأةٍ نكحت بغير إذْن وليها؛ فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ» (رواه رواه أحمد وأبو داود).

وأحقُّ الأولياء بتزويج المرأة: والدها، ثم الجد، والابن، والأخ.. إلى بقية العصبة.

أما بطلان زواج السِّرِّ -أيضًا- فلحديث: «لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدلٍ»؛ (رواه ابن حبَّان، والدارقطني، والبيهقي، مِن حديث عائشة، وابن عباس، وابن مسعود رضي الله عنهم).

ولا أدري -بعد هذا- أي تدينٍ عند الرجل المذكور؟! ولا أكاد أفهم مدْحك للرجل؛ وهو لم يفكرْ في مصلحتك، ولا في وضعك أمام الناس، وأمام أسرتك، وأنا على يقين بأنه استغل غفلتك وحبك له للتغرير بك.

فاطوي تلك الصفحة، ودعكِ مِن هذا الرجل، وتوبي إلى الله مما فعلتِ، واقطعي صلتك بهذا الرجل؛ فهو أجنبيٌّ عنك.

 

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 0
  • 23,573

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً