زوجي يريد أن يتزوج علي

منذ 2014-10-20
السؤال:

أنا سيدة متزوِّجة منذ 13 عامًا ولديَّ أربعة أبناء، وزوجي مُلْتَزِمٌ -ولله الحمد- فاجأني بأنه يُريد الزواج، سألتُه: هل قصَّرْتُ في حقك؟ قال: لا، قلتُ: هل ينقصك شيءٌ؟ قال: لا.

قلت له: إذًا لماذا تتزوج؟ فأخبرني أن الفتاة التي يريد الزواج بها تريده زوجًا لها، وهي مَن عرضتْ نفسها عليه!

والله يشهد أني ما قَصَّرْتُ معه في شيءٍ؛ مِن تغنجٍ، وكلام حب، وغزلٍ، وأهلُه - واللهِ - فوق رأسي، فمنذ أن تزَوَّجْنا ما أغضبتهم، وكنت أقول: كلُّ شيءٍ مِن أجل زوجي يهون!

الآن في حيرةٍ مِن أمري؛ هل أترك لها الجَمَل بما حمل، أو أظل مِن أجل أولادي، أفيدوني ماذا أفعل؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فمما لا شك فيه -أيتها الأخت الكريمة- أنَّ الزواجَ الثاني شديدُ الوَقْعِ على قلب الزوجة، وعامة النساء تكره أن يُشاركها في زوجِها امرأةٌ أخرى، حتى لو كانتْ أختها؛ ولذلك حرَّم الشرعُ الحنيفُ أن يجمعَ الرجل بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها؛ حتى لا تتقطعَ الأرحامُ، فهذا ليس موقفًا خاصًّا بك وحدك، إنما هو شعور نساء الدنيا؛ ولهذا لا تطيق المرأة مجرد سماع كلمة التعدُّد، فنحن بلا - أدنى شك - نتصور الأزمة النفسية التي تمرين بها، ولكن إن لم تستسلم الزوجة العاقلة لتلك الغيرة الفطرية، فستدرك أن التعدُّد في صالحها، وتستفيد منه؛ كما أنه في صالح الرجل، وهذا أمرٌ يحتاج منك لتأملٍ، فالرفض قد فات أوانه؛ لما ذكرتِه لنا.

فدعي المعارَضة، وانتقلي لموقعٍ أسمى؛ يحفظ مكانتك في قلب زوجك، واحرصي على أن تظلي على رأس اهتمامات زوجك، وصاحبة النصيب الأوفر في سُلَّم أولوياته؛ لأنك الأصل، والحبيب الأول، وأم الأولاد، والعِشْرَةُ القديمة لا بد وأنها قد تأصَّلَتْ في نفس زوجك، ولا يمكن نسيانها بسهولةٍ؛ لذا أرى أن تقبلي هذا الواقع، ولك أن تشترطي عليه شُروطًا معقولةً ومَشْروعةً، وفي الوقت نفسه تُحافظين على مستوى اهتمامك بنفسك وبزوجك، بل وتزيدين في ذلك، ولا يدفعك الحزن أو الهمُّ إلى إهمال نفسك وترْك التزيُّن، والاستعداد لاستقبال زوجك، بل كونك - دائمًا - على مستوى عالٍ مِن الاستعداد والأناقة والنظافة وحُسن العشرة يجعلك فوق الكل وإن تَزَوَّجَ زوجُك كل يومٍ زوجةً، ولا تنسَيْ أنك صاحبة البيت، فلا يغلبك الوارد الغريب، وعليك بالدعاء.

وفي الختام لا تترُكي بيتك، ولا تهدمي حياتك، ولا تُضَيِّعي أولادك، وبقليلٍ مِن الصبر وكثيرٍ مِن حُسْن المعامَلة تعود الأمور إلى ما كانتْ عليه مِن وُدٍّ؛ فالقلوبُ بِيَد الله يُقَلِّبها كيف شاء.

وفَّقك الله، وأصْلَح لك زوجَك.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 5
  • 0
  • 44,047

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً