مديري يجبرني على حضور حفل موسيقي
منذ 2013-04-14
السؤال: في مدارسنا المختلطةِ يقومون بفَعَاليَّات كثيرةٍ رغمًا عنَّا، يتخلَّلها فقرات موسيقيَّة؛ مثل: جوقة المدرسة، أو دبكة، وما شابه، ويأخذون الطلابَ لمشاهَدة مسرحيةٍ بمناسبةِ يوم الطفل العالمي المزعوم! والله أعلم ماذا سيُعْرَض في هذه المسرحية؟!
يقوم المديرُ بإجبار المربيات على وُجُودهنَّ مع الطلَّاب، والطلَّابُ في الصُّفوف الأولى، ولو فكَّرتُ في التنازُل عن التدريس لهم، فربما أجبرني على الحُضُور، أو الفصل مِن العمل.
الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالواجبُ عليكِ أيتُها الأختُ الكريمةُ، وعلى كلِّ مسلمٍ قادرٍ إنكارُ المنكر بِحَسَب ما يستطيعُ، وَفْق الضوابط والمَصَالِح الشرعيَّةِ؛ قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، وقال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79] ، وقال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140].
وأخرج الإمامُ مسلمٌ في "صحيحه" مرفوعًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن رأى منكم منكرًا فلْيُغيِّرْه بيدِه، فإنْ لم يستطِع فبلسانِه، فإن لم يستطِع فبقلبِه؛ وذلك أضْعفُ الإيمان".
والأمرُ بالمعْروف والنَّهيُ عن المنكَرِ فرْضُ كفاية، إذا قام به بعضُ النَّاس سقط الحرَجُ عن الباقين، وإذا ترَكَه الجميعُ أثِم كلُّ مَن تمكَّن منه بلا عذْرٍ، ولا خوفٍ، وقد وردتْ أحاديثُ تُحذِّر أشدَّ التَّحذير مِن التَّهاون في هذه الفريضة؛ منها ما رواه أحمدُ والتِّرْمذيُّ وصحَّحه مِن حديث حُذَيفة بن اليمانِ رضِي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيدِه، لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولتنهَوُنَّ عن المنكر، أو ليوشِكَنَّ اللُه أن يبعثَ عليْكُم عقابًا مِن عنده، ثم لتَدْعُنَّه فلا يستجيبُ لكم" [حسَّنه الألباني].
وعدمُ إنكار المنكَرِ مع القدرة عليْه دليلٌ على ضعْفِ الإيمانِ، وقلَّة الوازِع الدِّيني، وعدَم الخوْف منَ الله، وعدم استِشْعار مُراقبته، وعدم الشَّفقة على النَّاس، وانعدام الشُّعور بالمسؤوليَّة تُجاه الأمَّة، والحِرْص الشَّديد على تَحصيل الدُّنيا، والخوف عليها؛ لأننا إذا تَهاونَّا في الإنْكار، فسوف تعُمُّ الفواحشُ والمنكرات.
وحْرُمة استعمال آلات العَزْف والاستماعِ إليها ثابتةٌ بإجماع أهل العلم، وقد حكى الإجماعَ على التحريم غيرُ واحدٍ مِن أهل العلم؛ منهم الإمامُ القرطبيُّ، وأبو الطيِّب الطَّبريُّ، وابنُ الصَّلاح، وابنُ رجب الحنبليُّ، وابنُ القيِّم، وابنُ حجر الهَيْتَمِيُّ، كما يَحْرُمُ عليكِ وُجودكِ في مكان تلك المعازف؛ لأنَّ فيه إقرارًا للمنكر، فلا يجوز للمسلم الجلوسُ في مكانٍ مُشتملٍ على منكرٍ.
فأخبري إدارة المدرسة أنكِ لن تحضري، فإن أصرُّوا فقدِّمي على إجازة في ذلك اليوم، وسيجعلُ الله لكِ مخرجًا؛ كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3].
ومَنْ ترَك شيئًا لله؛ عوَّضه اللهُ خيرًا منه، وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
وصحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعِي أنَّ نفسًا لن تموتَ حتى تستكملَ أجلَها، وتستوعب رزقها؛ فاتقوا اللهَ، وأجملوا في الطَّلَب، ولا يحملنَّ أحدَكم استبطاء الرزق أن يطلبَه بمعصية الله؛ فإن اللهَ تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته} [رواه أبو نُعَيم في "الحلية"، مِن حديث أبي أُمامة، وصحَّحه الألباني].
فاصبري واحتسبي؛ فمما لا شكَّ فيه أن مُريدَ الآخرة لا بُدَّ أن يصبرَ على الصِّعاب، ويحرِصَ على ألا يبيعَ دينَه بدنياه، وما قَدَّره اللهُ لكِ في هذه الحياة الدنيا فسيأتيكِ لا محالةَ، فثقي بالله سبحانه وأحسني الطَّلب، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
فالواجبُ عليكِ أيتُها الأختُ الكريمةُ، وعلى كلِّ مسلمٍ قادرٍ إنكارُ المنكر بِحَسَب ما يستطيعُ، وَفْق الضوابط والمَصَالِح الشرعيَّةِ؛ قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، وقال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79] ، وقال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140].
وأخرج الإمامُ مسلمٌ في "صحيحه" مرفوعًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن رأى منكم منكرًا فلْيُغيِّرْه بيدِه، فإنْ لم يستطِع فبلسانِه، فإن لم يستطِع فبقلبِه؛ وذلك أضْعفُ الإيمان".
والأمرُ بالمعْروف والنَّهيُ عن المنكَرِ فرْضُ كفاية، إذا قام به بعضُ النَّاس سقط الحرَجُ عن الباقين، وإذا ترَكَه الجميعُ أثِم كلُّ مَن تمكَّن منه بلا عذْرٍ، ولا خوفٍ، وقد وردتْ أحاديثُ تُحذِّر أشدَّ التَّحذير مِن التَّهاون في هذه الفريضة؛ منها ما رواه أحمدُ والتِّرْمذيُّ وصحَّحه مِن حديث حُذَيفة بن اليمانِ رضِي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيدِه، لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولتنهَوُنَّ عن المنكر، أو ليوشِكَنَّ اللُه أن يبعثَ عليْكُم عقابًا مِن عنده، ثم لتَدْعُنَّه فلا يستجيبُ لكم" [حسَّنه الألباني].
وعدمُ إنكار المنكَرِ مع القدرة عليْه دليلٌ على ضعْفِ الإيمانِ، وقلَّة الوازِع الدِّيني، وعدَم الخوْف منَ الله، وعدم استِشْعار مُراقبته، وعدم الشَّفقة على النَّاس، وانعدام الشُّعور بالمسؤوليَّة تُجاه الأمَّة، والحِرْص الشَّديد على تَحصيل الدُّنيا، والخوف عليها؛ لأننا إذا تَهاونَّا في الإنْكار، فسوف تعُمُّ الفواحشُ والمنكرات.
وحْرُمة استعمال آلات العَزْف والاستماعِ إليها ثابتةٌ بإجماع أهل العلم، وقد حكى الإجماعَ على التحريم غيرُ واحدٍ مِن أهل العلم؛ منهم الإمامُ القرطبيُّ، وأبو الطيِّب الطَّبريُّ، وابنُ الصَّلاح، وابنُ رجب الحنبليُّ، وابنُ القيِّم، وابنُ حجر الهَيْتَمِيُّ، كما يَحْرُمُ عليكِ وُجودكِ في مكان تلك المعازف؛ لأنَّ فيه إقرارًا للمنكر، فلا يجوز للمسلم الجلوسُ في مكانٍ مُشتملٍ على منكرٍ.
فأخبري إدارة المدرسة أنكِ لن تحضري، فإن أصرُّوا فقدِّمي على إجازة في ذلك اليوم، وسيجعلُ الله لكِ مخرجًا؛ كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3].
ومَنْ ترَك شيئًا لله؛ عوَّضه اللهُ خيرًا منه، وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
وصحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعِي أنَّ نفسًا لن تموتَ حتى تستكملَ أجلَها، وتستوعب رزقها؛ فاتقوا اللهَ، وأجملوا في الطَّلَب، ولا يحملنَّ أحدَكم استبطاء الرزق أن يطلبَه بمعصية الله؛ فإن اللهَ تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته} [رواه أبو نُعَيم في "الحلية"، مِن حديث أبي أُمامة، وصحَّحه الألباني].
فاصبري واحتسبي؛ فمما لا شكَّ فيه أن مُريدَ الآخرة لا بُدَّ أن يصبرَ على الصِّعاب، ويحرِصَ على ألا يبيعَ دينَه بدنياه، وما قَدَّره اللهُ لكِ في هذه الحياة الدنيا فسيأتيكِ لا محالةَ، فثقي بالله سبحانه وأحسني الطَّلب، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
- التصنيف:
- المصدر: