متخوفة من الزواج بهذا الشاب وأفكر في الطلاق!

منذ 2017-09-10
السؤال:

أنا موظفة بينما هو عاطل، ولديه بكالوريوس فقط، وعندما خطبني ترددت قليلاً، وبعد النظرة الشرعية استخرت ووافقت؛ لأنه لدي خوف أن لا يكون الشخص المناسب.

بعد عقد القران حدثت بيننا مكالمات ورسائل. هو شخص طيب، وأشعر أنه يحبني كما أخبرني، وأنه معجب بي منذ زمن، ولكن ما زال الخوف والقلق يزداد داخلي؛ وذلك بعد عدة أسباب، منها: أنه عاطل، ووعدني أنه سيبحث عن وظيفة بعد الزواج، رغم أني طلبت منه بطريقة هادئة وراقية أن يبحث عن عمل قبل الزواج؛ حتى لا يشعر بعد الزواج بثقل المسؤولية عليه، ولكن قال إن الأمور ستتيسر.

أنا لا أريد أن أكون الشخص المسؤول عن مسؤولية البيت، وأخشى أن يكون شخصًا اتكاليًا ويطمع فيما لدي، فأنا أشعر أنه ليس لديه أي إدراك للمسؤولية؛ حيث والده هو المتصرف بكل شيء، وهو ليس لديه رأي أمامه.

حتى عندما بدأ تجهيزات الشقة أخبرني أن والدته قامت بعمل اختيارات لديها، وأنه وكل لها هذه المهمة، وأنه اكتفى باختيار لغرفة واحدة فقط!

أخبرني أنه وجد وظيفة للتقديم عليها، وأوكل لي هذه المهمة للتقديم؛ لأنه انشغل ببعض مشاوير والدته، ووجدت أنه ليس حريصًا عليها، بعكس حبه للألعاب الإلكترونية، فقد يمضي 4 ساعات متواصلة لكي يشتريها، ورغم أنني كنت أحدثه بالهاتف، وقتها أحسست بانشغاله وتجاهله لي لأنه يرغب باقتنائها! بيني وبين نفسي أتمنى أن يكون لديه نفس الشغف لإيجاد عمل.

عندما يتحدث أشعر أنه طفل؛ فهو يحدثني عن ألعاب الفيديو، وكم هي مهمة له، وأنه من النوع الملول جدًا في كل شيء، ولديه هوس بالألعاب، ولكن مجرد أن يمتلكها يمل منها؛ حيث أخبرني أنه يمل من أصدقائه ومن أهله ومن نفسه أحيانًا، وأخشى أن يكون الحال معي كذلك.

أيضًا يتحدث كثيرًا بكل شيء ومع أي شخص، لا يقنن كلامه، بل يتحدث بكل حرية أمام الجميع، وأنا أرى هذا عيبًا، فأنا لا أريد أن تكون كل تفاصيل حياتي بالخارج.

عندما أخبرته عن رغبتي ببعض التغيرات في المنزل؛ أخبرني أن والده صعب المراس، وهو الذي يدفع، رغم أنه لا يعجبه ما يفعل والده، ولكن لا يستطيع إقناعه، ولا يرغب بالتحاور معه، فقط يرضى بما يريد، حتى موعد العقد أخبره قبله بيوم.

لا أعلم كيف سيكون رجلاً يتخذ قراراته، حيث إنه لم يشارك في أي شيء من البداية!

أيضًا: ليس لديه طموح، وأنا إنسانة طموحة، وأرغب بإكمال دراستي العليا في الخارج، وقد أخبرته هذا الأمر قبل العقد، ووافق عليه، ولكنه أخبرني بعد ذلك أنه يريد أن يتوظف ثم يسافر؛ وهذا زاد خوفي وقلقي أكثر أن يكون عائقًا أمام مستقبلي.

أيضًا هو شخص ليس ملتزمًا فعليًا، هو فقط يصلي في البيت، ويؤخر الصلاة، ويدخن.

أحيانًا يشعرني بحبه عن طريق كلام الغزل والمدح، وأنه لن يجد مثلي، وأحيانًا أشعر أنه بعيد عني وكأنني شخص عادي بالنسبة له، هل لأنه متقلب المزاج مشاعره متقلبة أيضًا؟!

أرجو نصيحتي، فأنا أفكر بالطلاق منه أحيانًا؛ ربما الآن أفضل من بعد الزواج، ولدي خوف كبير تجاه المستقبل معه، فأنا أرغب بشخص يكون سندًا لي في هذه الحياة، ويشاركني كل خطوة من خطواتي، ولا أرغب بالعيش مع شخص يريد رمي المسؤوليات علي ويرهقني في حياتي.

وإذا كان الانفصال هو الحل، كيف أنفذ هذا الموضوع، خصوصًا أننا أقارب، ولا أرغب بمشاكل بين العائلتين؟

الإجابة:

فمرحبًا بك أختنا الكريمة، وردًا على استشارتك أقول:

بدى لي من خلال استشارتك أنك تعجلت بالموافقة على الزواج من هذا الشاب، وكأنكم لم تكلفوا أنفسكم دراسة صفاته وحياته؛ بدليل أنك اكتشفت جميع تلك الصفات التي تتخوفين منها، والتي ذكرتها عنه في استشارتك بعد الخطوبة والعقد.

العجب من شاب مقدم على زواج وليس عنده مقومات القدرة على تحمل أعباء الزواج! فإلى متى سيبقى والده ينفق عليه؟! هذا إن استمر بالإنفاق أو أنه سترميه أسرته على كاهلك كونك موظفة؛ وهنا ستبدأ رحلة معاناتك معه ما لم تنشط همته في البحث عن عمل وتحمل المسئولية.

الكلمات الغزلية التي تصدر من الرجل بعد العقد طبيعية جدًا لو كانت على سبيل الدوام، أما إن كانت نادرة وعارضة؛ فهذا ينبئ عن أمر مخيف؛ إذ من العادة أن الزوج يكون شغوفًا بحب زوجته في هذه الفترة كثير التواصل معها وزيارتها.

الذي استشفيته من خلال استشارتك أن زوجك شخصية اتكالية، وأن أهله يتعاملون معه على أنه لا يعرف يدير حياته؛ بدليل أن تأثيث المنزل قامت به أمه، وأن موعد العقد حدده والده، وأنه أوكل إليك قضية التقديم للوظيفة.

من المخيف كذلك أنه في هذه السن ولا يزال شغوفًا بألعاب الفيديو ويوليها جل اهتمامه؛ وهذا ما قد يستمر عليه بعد الزواج، فلا يقوم بما تتمناه المرأة من الاهتمام بها وإشباع عاطفتها.

انفتاحه في الكلام عن حياته وعدم جعل حدود لما يبوح به أمر مقلق؛ إذ العاقل لا يتفوه بكل شيء؛ فهنالك خطوط حمراء لا بد من الوقوف عندها.

كونه سيعيقك عن تحصيل طموحاتك الدراسية أمر واضح؛ بدليل أنه علق سفرك للدراسة -إن وجدت فرصة- بحصوله على وظيفة، فإذا كان غير مستعد أن يبحث عنها في هذه المرحلة، فهل سينشط لها فيما بعد؟!

من الأمور التي كان ينبغي أن تركزوا عليها قبل العقد: كون التزامه ضعيفًا، وكونه يدخن؛ فإن هذه قضايا مزعجة للغاية.

بعد كل ما سبق، ومن باب المستشار مؤتمن: أرى أن تجلسي مع أسرتك وتتدارسي معهم جميع هذه المخاوف؛ فهي مخاوف حقيقية تجاهلها سيقودك إلى أعباء ومشاكل لا طاقة لك بها، فالابتعاد عنها من الآن خير من أن تكون بعد الزفاف؛ لأنك تعرفين نظرة المجتمع الخاطئة للمطلقة أيًا كان المبرر للطلاق، وأهلك هم أحرص الناس على راحتك وسعادتك.

على أهلك أن يوجدوا الصيغة المناسبة للاعتذار من أهل زوجك والمشاكل التي تتخوفين من وقوعها بين الأسرتين مظنونة، وإن حدثت فلن تكون بحجم المشاكل بعد الزواج؛ لأن الثانية ستحدث جروحًا كبيرة بينكم، فارتكاب أخف المفسدتين في هذه الحال ضرورة، وهي مقتضى القواعد الشرعية.

قبل التحدث مع أهلك صلي صلاة الاستخارة، وادعي بالدعاء المأثور، ومن ثم ابدئي الحديث مع أقرب أفراد أسرتك إلى قلبك ممن تشعرين أنه يراعي مصلحتك ويتفهم مخاوفك، وقد تكون أمك هي ذلك الشخص، ثم اجلسوا مع الأقرب فالأقرب، فإن اكتمل إقناع أفراد أسرتك التقيتم بوالدك للنقاش، فإن رأى والدك أن كلمة الأسرة واحدة فلن يخالفهم بإذن الله تعالى.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يجعل لك فرجًا ومخرجًا، وأكثري من دعاء ذي النون؛ فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيءٍ قط إلا استجاب الله له».

أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث الصحيح «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا»، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: «إذًا تكفى همك ويغفر ذنبك».

نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في قضيتك، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، إنه سميع مجيب.

المستشار: د.عقيل المقطري

  • 2
  • 0
  • 25,651

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً