أحببته واكتشفت أنه من غير جنسيتي!
مشكلتي تتلخص في تعرفي على شاب مقارب لي في العمر تمامًا، أحببته منذ أول لقاء بيننا، وزاد تعلقي به أكثر مع تعمقي في شخصيته؛ فوجدت فيه كل الصفات التي أحب، ثم اكتشفت لاحقًا وبمحض الصدفة أنه ليس من جنسيتي كما أخبرني، كان الأمر قاسيًا علي، وقررت حينها تركه، لكني ونتيجة اعتذاراته المكررة عدت له، واستمرت علاقتي به لثلاث سنوات بلا أمل؛ فموضوع الزواج من رجل وافد مرفوض قطعًا من قبل أسرتي ومجتمعي أيضًا، هو نعم الرجل، ولا زلت أرى فيه رجل حياتي، لكني لا أرغب في الاستمرار بعلاقة حب من الصعب الوصول بها للزواج، وقد لمحت له في عدة مناسبات عن رغبتي في الانفصال، فكان يقول بأني حرة في حياتي، ولكنه لن يكف عن الدعاء علي ليبليني الله عز وجل بحب آخر يعذبني كما عذبته أنا؛ وهذا الأمر يخيفني بشدة، فلا أنا أرغب في ظلمه ولا ظلم نفسي، وليس لي حيلة في الأمر، ولم أكن أنا من بدأت في الإيقاع به في براثين حبي، ثم كشفت له عن مدى صعوبة ارتباطي به، بل هو من فعل هذا، وللأمانة هو رجل بمعنى الكلمة في كل تعاملاته معي، ولم أر منه سوءًا غير كذبته الأولى، والتي بررها برغبته في التمسك بي وإعطائي فرصة للتعرف عليه والنظر له كإنسان من غير حواجز الدول.
ماذا أفعل؟ هل أنفصل عنه وأتحمل الدعاء علي، أم أبقى في حب لا نور في آخره؟
شكرًا لكم.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يختار لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
أختنا الفاضلة: نتفهم تمامًا حديثك، ونتفهم كذلك الألم الواقع عليك، والمعاناة التي وضعت فيها نفسك بيدك، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.
أختنا: تعلمين قطعًا أن الحديث إلى الأجانب غير المحارم هو محرم شرعًا، والعاقل أختنا لا يبني الحلال على قواعد فاسدة، فالزواج حلال، لكن التعارف بين الفتاة والشاب محرم، وللأسف بعض أخواتنا نيتهن أحيانًا طيبة، تريد الستر والعفاف، فتسير خلف عاطفتها ظنًا منها أنها بذلك ستربح زوجًا، ولم تدر المسكينة أن الزواج قدر مقسوم، وأن من قدره الله لها سيأتيه في الوقت الذي حدده الله، لكن شتان بين من حافظت على تدينها فأتى الشاب ملتمسًا موافقة أهلها وهي عزيزة، وبين من لوثت هذا الصفاء بالكلام والتعارف.
أختنا الكريمة: من واقع دراسات علمية ميدانية: الشاب حين يتعارف على فتاة لا يتمنى الزواج منها، أكثر من 90% لا يتزوجون من تعارفوا عليهن، وال10% قامت الحياة الزوجة على الشك والحذر.
أختنا: الشاب أجنبي، والزواج منه محال كما أسلفت، وقد كذب عليك لأمر يعلمه الله، فنحن لا نصدق كلام الشباب هذا، وكثيرًا ما نسمعه، وقد كان الأولى لك أن تبتعدي فورًا حين علمت كذبه، فلا مبرر مطلقًا للكذب.
بل نقول لك أختنا: أغلب العلاقات المحرمة تقوم على الكذب، وتنخدع الفتاة وربما تضيع لجهلها، والحالات هذه أكثر من أن تحصى.
أختنا: نقول لك بلسان مطمئن: اقطعي علاقتك فورًا به؛ حفاظًا على دينك وأهلك وعرضك، ولا يضرك ما فعل وما قال، فأنت لم ترتكبي جرمًا، وهو لم يطلب حقًا، فاطمئني أختنا.
نريدك أن تغيري كل أرقام هواتفك؛ حتى لا يتواصل معك، وكذلك امسحي رقمه حتى لا تضعفي له، وجودي علاقتك بالله تسعدي.
نسال الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.
المستشار: د.أحمد المحمدي