مشكلة أثناء المذاكرة!!

منذ 2018-03-21

الأجوبة عمياء والأسئلة هي وحدها التي تبصر.. إنني أؤمن بقوة تأثير الأسئلة على تحفيز عقولنا من أجل اكتساب المعرفة.. ليكن همك دائما هو توليد الأسئلة، ومن ثم امتلاك الفضول لإيجاد حل لها.

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم..

مشكلتي في أثناء المذاكرة.. هي أني أبدأ في فتح الصفحة في الصباح الباكر وأعزم أن أنهي قسماً كاملاً، أو وحدة كاملة، ولكن؛ أُفاجأ أن الوقت يمضي دون أن أتم المذاكرة؛ لأني أشعر بأني أفكر كثيراً، وبالي مشغول بأمور كثيرة، وأحياناً أطيل في أحلام اليقظة.

هل هناك طريقة مُعَيَّنَة أو نصيحة أو منهجية توصيني باتباعها أثناء المذاكرة؟

جزاكم الله خيراً..

الإجابة:

هناك مجموعة من الأمور التي أود أن أشدَّ انتباهك إليها..

• أولاً: ما تعانيه في أمر الدراسة هو عرض لمشكلة وليس المشكلة نفسها؛ فأنت مشغول البال بأمور كثيرة - كما ذكرت- وبحاجة إلى وضع النقاط على الحروف فيما يشغل بالك.. لعلها الغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء، أو أي انشغال بما يهم الشباب في مثل سنك، المهم أنك بحاجة إلى مراجعة أمورك وترتيبها من جديد.

 

• ثانياً: ذكرت لي في رسالتك عن أحلام اليقظة.. والحقيقة أن أحلام اليقظة في حد ذاتها ليست بالأمر السيئ – كما كانوا يعلموننا من قبل- فهي تمنحنا الكثير من الثراء في حياتنا وأفكارنا وبناء مستقبلنا، لكن المشكلة - وهو ما تعانيه أنت- هو كثرتها المُفرِطة, وفي هذه الحالة تكون دليلاً على عدم ترتيب أمورك وعدم وضوح هدفك ومُبْتَغَاك.

 

• ثالثاً: هناك وسائل عديدة لتقوية رغبة المذاكرة لديك، ولكن أجد أهمها هو أن تضع هدفاً واضحاً من مذاكرتك، هدفاً يُبَرِّر أن تفتح الكتاب وتجلس عليه الساعات الطويلة.. يجب أن لا يكون تجاوز الامتحان هو الهدف، فهذا هدف غير مُحَفِّز - وإن كنا نلجأ إليه أحياناً في الجامعة – لكن؛ يجب أن تتضح أمامك الصورة الكبيرة والهدف الأكبر لدراستك، يجب أن يكون واضحاً كيف ستكون الأمور بعد خمس سنوات.. عشر سنوات.. عشرين سنة.. ومن ثَمَّ يجب أن يكون كل نشاط لك خلال يومك يصب في رسم هذه الصورة الكبيرة وتحقيق الهدف الأسمى.. وأن يكون هناك علاقة مباشرة وواضحة بين دراستك الآن وما تتمنى أن تكون عليه بعد عشرين سنة.. عندها ستتذوَّق حلاوة المذاكرة وستستمتع بها أشد استمتاع.

 

• رابعاً: قال أحدهم: الأجوبة عمياء والأسئلة هي وحدها التي تبصر.. إنني أؤمن بقوة تأثير الأسئلة على تحفيز عقولنا من أجل اكتساب المعرفة.. ليكن همك دائما هو توليد الأسئلة، ومن ثم امتلاك الفضول لإيجاد حل لها.

 

د. ياسر بكار

  • 3
  • 1
  • 20,180

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً