معنى كلمة ايلياء
وفي معجم البلدان: "(إيلياء) بكسر أوله واللام وياء وألف ممدودة اسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت الله. وحكى الحفصي فيه القصر، وفيه لغة ثالثة: حذف الياء الأولى؛ فيقال: (إلياء). بسكون اللام والمد.
ما هو معنى كلمة إيلياء؟
أُطلق على مدينة بيت المقدس عبر تاريخها مجموعة من الأسماء، وأهم تلك الأسماء:
1-يبوس.
2- أورشليم.
3- شليم.
4- شالم.
5- أور – سالم.
6- قدس الأقداس.
7- إيليا كابيتولينا.
8- إيلياء.
9- القدس.
10- القدس الشريف.
11- بيت المقدس.
12- يورشاليم.
ولنبحث الآن في أصل كلمة (إيلياء) وتسمية بيت المقدس بها من الناحيتين؛ اللغوية والتاريخية:
كلمة (إيلياء) من الناحية اللغوية:
(إيلِياء) اسم أعجمي بوزن فِيعِلاء، ومنهم من يقصر فيقول: (إيليا)، وقد تشدَّد الياء الثانية[1].
وفي معجم البلدان: "(إيلياء) بكسر أوله واللام وياء وألف ممدودة اسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت الله. وحكى الحفصي فيه القصر، وفيه لغة ثالثة: حذف الياء الأولى؛ فيقال: (إلياء). بسكون اللام والمد... فإيلياء الهمزة في أولها فاء لتكون بمنزلة الجربياء والكبرياء، وتكون الكلمة مُلحَقة بطرمساء وجلخطاء وهي الأرض الحزن والياء التي بعد الهمزة لا تخلو من أن تكون منقلبة من الهمزة أو من الواو"[2].
اسم (إيلياء) من الناحية التاريخية:
(إيلياء) اسم أطلقه القائد الروماني (هادريان) على مدينة بيت المقدس عام 135م، وهو اسم جد عائلة الإمبراطور (إيلياء كابيتولينا).
ففي العام 64م ثار اليهود على الرومان، وبعد 6 سنوات حاصر (تيتوس) المدينة بجيش قوامه 60 ألف جندي، ثمَّ هاجمها وأحرق الهيكل، ودمّر المدينة تدميرًا كاملاً ونهائيًّا، وأباد معظم اليهود[3].
ثم جاء بعد (تيتوس) القائد (هادريان) فبنى على أنقاض المدينة مستعمرة لجنوده سمَّاها (إيلياء كابيتولينا)، أي (إيلياء الكبرى) و(إيلياء) من (إيليوس) لقب عائلة هادريان وكابيتولين (جوبيتر).
ولم يعد للمدينة القديمة وجود، فكما تغير اسمها، تغيّر العمران بها، وبنى معبدًا لـ"فينوس" و"جوبيتر"، وأخرج اليهود والنصارى منها، كما ترك منطقة الهيكل خارج البلدة الجديدة.
بيد أن هناك رواية أخرى عن سبب تسمية المدينة بهذا الاسم؛ فعن كعب أنه قال: "لا تُسَمُّوا بيت المقدس إيلياء ولكن سموه باسمه؛ فإن إيلياء امرأة بنت المدينة"[4].
وورد اللفظ في العديد من الأحاديث النبوية؛ منها – على سبيل المثال – ما رواه مسلم عن أبي هريرةَ – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَال: ((إنَّما يُسافَرُ إلى ثلاثةِ مساجدَ: مَسجدِ الكَعْبَةِ، ومسجدي، ومسجدِ إِيلِيَاءَ)).[5]
وجاء الفتح الإسلامي لبيت المقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة 15 للهجرة 638 من الميلاد، وكان سكانها الأصليون عربًا مسيحيين ووثنيين من الآراميين والعموريين والكنعانيين واليبوسيين، وكان لا يزال اسمها (إيلياء) حيث ورد في العُهدة العُمرية التي قدَّمها الخليفة لأهلها.
كما ورد هذا الاسم في شعر الفرزدق حينما قال:
وبَيتانِ بَيتُ اللَّهِ نَحْنُ وُلاتُهُ وبَيتٌ بِأَعْلَى إِيلِياءَ مُشَرَّفُ
وغيّر المسلمون العرب اسم المدينة من (إيلياء) إلى بيت المقدس - وهو المشهور - أو القدس أو دار السلام أو مدينة السلام، وامتاز المسلمون عن غيرهم من الفاتحين بأنَّهم لم يأخذوا المدينة عنوة بالحرب بل صلحًا، وحضر الخليفة بنفسه لتسلُّمها إكرامًا لأهلها وتأكيدًا على المكانة السامية التي تحتلها في الإسلام، وأمَّن أهلها على أنفسهم ومالهم وكنائسهم، ولم يهدم أماكن العبادة، وأعطى أهل المدينة عهدًا خطيًّا بذلك سمِّي"بالعهدة العمرية"، التي تُعتبر وثيقة مهمَّة تحترم حقوق الإنسان وتصلح أن تكون أساسًا لقواعد القانون الدولي.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر "تهذيب اللغة" 5/ 208 والمخصص 4/ 130 و لسان العرب 11/ 40.
[2] انظر "معجم البلدان" 1 / 293.
[3] من بقي من اليهود تشتّت باتجاه الجزيرة العربية وبابل، وقسم منهم وصل إلى أوروبا الشرقية وروسيا؛ فنشروا الديانة اليهودية بين قبائل (الخزر) الوثنية، وأسسوا مملكة فيها عُرِفت بمملكة الخزر شمالي بحر قزوين، إلى أن قضى عليهم السلاف.
[4] انظر "معجم البلدان" 5 / 167.
[5] صحيح مسلم؛ حديث رقم3452.
بقلم/ سليمان أبو عيسى.
- التصنيف:
- المصدر: