هل للقدرات العقليَّة حدود زمنيَّة ثم تضمحل؟

منذ 2018-04-23

أريدكَ أن تسألَ نفسكَ بوضوحٍ: هل بالفعل أجِد المُتْعة فيما أدرس؟، هل ترى المستقبل بعيونكَ الآن؟ هل أنتَ مُسْتَمْتِعٌ بما تدرسه؟ هل تعتقد أنكَ قد اخترتَ التَّخصص الذي يساعدكَ على إظهار مهاراتكَ، ويحقق أهدافكَ ورضاكَ عن نفسك؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الحمد لله رب العالمين...

كنتُ في السَّابق منَ المتفوقين، وبعد دخولي الكليَّة أصبحتُ منَ الغارقين في بُحُور الكَسَل.

أحاول أن أُذاكر ولكني لا أستطيع... لا أستطيع، مع أنني كنتُ في السابق لا آكُل أو أشرب حتَّى أُتِمَّ مذاكرتي على أكمل وجه.

وأنا - والحمد لله - مُلْتَزِمٌ دينيًّا؛ ولكني أجد عند المذاكرة ضيقًا شديدًا.

أفيدوني بالله عليكم: هل للقُدرات العقليَّة حدود زمنيَّة ثم تضمحل؟ أم أنا محسُودٌ في مُذاكَرَتي؟

أفيدوني بالله عليكم فقد اقترب موعد الامتحانات

وجزاكم الله خيرًا

الإجابة:

الحقيقة أنَّكَ في عُمرٍ لا يمكن أن نتحدَّث فيه عنِ اضمحلالٍ في القدرات العقليَّة.. فهذا غير واردٍ إلاَّ في وجود بعض الأمراض التي تؤثِّر على التَّركيز من أمراضٍ عضويَّة؛ ككسل الغُدَّة الدَّرقيَّة، أو أمراض نفسيَّة كالاكتئاب وغيره.

 

تابع معي النقاط التَّالية:

أولاً: أمَّا ما أعْتَقِدُه أنا، فأظن أنَّ الأمر متعلِّقٌ برغبتكَ في الكليَّة التي تدرس فيها.. هل اخترتَها عن ميولٍ وحبٍّ، أم غير ذلك؟

 

أريدكَ أن تسألَ نفسكَ بوضوحٍ: هل بالفعل أجِد المُتْعة فيما أدرس؟، هل ترى المستقبل بعيونكَ الآن؟ هل أنتَ مُسْتَمْتِعٌ بما تدرسه؟ هل تعتقد أنكَ قد اخترتَ التَّخصص الذي يساعدكَ على إظهار مهاراتكَ، ويحقق أهدافكَ ورضاكَ عن نفسك؟

 

مثل هذه الأسئلة تكشف عنْ حَماسكَ واندفاعكَ ورغبتكَ في هذه الدراسة، وهذه عوامل مُهِمَّة للغاية في التَّركيز والإنجاز.

 

لابُدَّ أن نتذكَّر أنَّنا بحاجة إلى تحفيز أنفسنا بشكل مُتَكرّر؛ حتى لو بدأنا دراستنا الجامعيَّة بحماس، يجب أن نستكشف مناطق (الرَّوعة) في التَّخصصات التي ندرسها، يجب أن نجيبَ بوضوحٍ عن سبب وأهميَّة هذا التَّخصص وتأثيره على حياة الناس من حولنا، فنجاحنا واستمتاعنا مرتبطٌ بشكل أو بآخر بما نضيفه إلى حياة الآخرين. 

 

ثانيًا: ما هو نمطكَ في التَّعلم؟ هذا سؤالٌ مهم، إنَّ التَّعرف على النَّمط التَّعليمي سوف يحقق لك نتائجَ أكبر في المذاكرة، ومللاً أقلَّ.

 

• هل أنت ذو نمطٍ سَمْعِيٍّ؛ أي ممَّن يستمعون ويتعلَّمون منَ الاستماع إلى المحاضرات والبرامج الإذاعيَّة والخطابات, وهنا ستستفيد من كتابة الملخّصات وشرح المادة لنفسكَ أو لغيركَ.

 

• هل أنت منَ النَّوع البصري الذي يتعلَّم بشكل أفضل عبر وضع المعلومة على شكل صور ورسومات بيانيَّة، وهنا ستستفيدُ من فكرة الخرائط الذهنيَّة؛ (أي أن تضع الموضوع في وسط الصَّفحة، ثم تأخذ منه تفرعات تغطي أبواب الموضوع وتفاصيله)، وبالتَّالي ستحفظ المادة بهذه الطَّريقة بشكل أفضل.

 

• هل أنت منَ النَّوع الحركي الذي يُحب أداء الأشياء وتجربتها بيده بدل مجرد القراءة عنها، وهنا ستستفيد من وضع المعلومة في قصَّة أو مسرحيَّة تقوم بأدائها.

 

قم باستكشاف هذه الأنماط لديكَ وحدِّدِ النَّمط المناسب، واسْلُك الأسلوب الأنسب له.

 

ثالثاً: استخدم تقنيات للتَّعلم والتَّذكر مختلفة عن تلكَ التي كنتَ تستخدمها سابقًا، فأنت في مرحلة جديدة، وتحتاج إلى تقنيات جديدة؛ كتقسيم المواد إلى أقسام أصغر... وغير ذلك.

 

 

خـتامًا: أرجو لك التَّوفيق، وأتمنَّى أن أكونَ قد أفدتكَ

د. ياسر بكار

  • 3
  • 0
  • 26,693

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً