أرغب في الالتزام، ولكني ضعيف!!

منذ 2018-10-07

أنا رجل والحمد لله نوعا ما ملتزم فيما يبدو للناس وهم يعاملونني على ذلك الأساس وأحيانا كثيرة ندخل في نقاشات دينية مع محاولاتي الشديدة لتجنبها ولا أستطيع أن أدافع عن التزامي وتأتيني الاتهامات والاستهزاءات من ذلك لا أستطيع الرد، لا أعلم لماذا أو كيف الخروج من هذا الوضع المشين بخلاف غيري من الإخوان الملتزمين الأقوياء في دينهم اللهم اجعلنا منهم.

السؤال:

1. أنا ضعيف الصبر والتحمل والثبات على الطاعة، أحب أن أتعلم الأذكار الشرعية الصحيحة، وفضائل الأعمال، ولكني فاشل جدا في الالتزام بها، ولا أعلم لماذا؟

وقد حصل لي كثيرا أن أبدأ صوم يوم تطوع بدون أن يعلم أحد من الناس حولي أبدا، لا في العمل، ولا في البيت، رغبة في تطوع السر الذي أعلم فضله العظيم عند الله ثم أبدأ أحدث نفسي بالفطر مرة ومرتين وثلاثا ثم أفطر في النهاية وقت الظهر وأحيانا بعده بقليل ويكون أكثر من نصف النهار قد مضى لقلة نصيبي في الطاعة والخير وغالبا ما يكون ذلك ليس بسبب الحاجة للطعام أو الشراب بل لسبب آخر في نفسي لا أعلمه بصدق والله لا أعلمه أريد منكم المساعدة والمشورة فأنا غير راض أبدا عن نفسي في هذا الأمر بارك الله فيكم.

2.قلبي يعشق النفاق والمراءة خاصة أمام أهلي والعياذ بالله أحاول جاهدا أن أمنعه من هذه الصفة الذميمة المهلكة ولكني أظن والله أعلم أني لا أنجح في كل مرة، أريد وأتمنى أن أعمل كل شيء لله تعالى وحده ولكني فاشل في هذا. دلني على الخير بارك الله فيك.

3.أنا رجل والحمد لله نوعا ما ملتزم فيما يبدو للناس وهم يعاملونني على ذلك الأساس وأحيانا كثيرة ندخل في نقاشات دينية مع محاولاتي الشديدة لتجنبها ولا أستطيع أن أدافع عن التزامي وتأتيني الاتهامات والاستهزاءات من ذلك لا أستطيع الرد، لا أعلم لماذا أو كيف الخروج من هذا الوضع المشين بخلاف غيري من الإخوان الملتزمين الأقوياء في دينهم اللهم اجعلنا منهم.

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أخي وفقك الله لكل خير، اعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس متفاوتين في قدراتهم وتحملهم وصبرهم وجلدهم، ومن حكمته أن فرض الفرائض والواجبات وحرَم المحرمات بشكل متوازن يستطيعه كل الناس باختلاف قدراتهم ومستوياتهم، وحثنا الشارع الحكيم على المجاهدة والصبر والتحمل في سبيل نيل رضا الله عز وجل، فقال تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45] وقال ( {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69] وقال صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتعلم (حلية الأولياء: 5/198). ومع الاجتهاد في بذل الأسباب وطلب العون من الله فإن الإنسان يستطيع مجاهدة نفسه وتدريبها لفعل الأوامر والاجتهاد في الطاعات، واجتناب النواهي والمحرمات.

 

ومن الأشياء التي لابد أن تعلمها أخي وفقك الله، أن الله يفتح لبعض عباده من أبواب الخير والطاعات ما لا يحصل لآخرين، وهذا من حكمته عز وجل، فقد يفتح الله لأحد الناس في الصوم والصلاة، ولآخر في قراءة وحفظ القرآن، ولآخر في الصدقة والإحسان إلى الناس وهكذا، فلابد أن تنظر إلى ما هو أقرب إلى قلبك من أعمال الخير من النوافل وتجتهد فيه، وتحاول المحافظة على الحد الأدنى من النوافل والمستحبات الأخرى.

 

أخي الحبيب، كثرة التردد واللوم والعتاب للنفس، والنظرة لدونية لها، والاستسلام للمثبطات أياً كانت، يجعل من أمر الاجتهاد في الطاعات والعبادة والثبات على الالتزام أمراً صعباً وعسيراً، لذلك أوصيك بما يلي اعتني بالفرائض والواجبات كالصلوات الخمس مثلاً بشكل دائم ومستمر وابذل فيها جهدك.

 

بالنسبة للنوافل والمستحبات ابدأ بالعبادات والطاعات القريبة من نفسك والتي تفعلها دون مزيد مجاهدة، واستمر عليها حتى تشعر أنك اعتدتها وأصبحت تتلذذ بها، مثل ورد يومي لقراءة القرآن بعد صلاة الفجر أو العصر أو الوتر قبل النوم أو صدقة أسبوعية أو زيارة وصلة رحم.

 

 احرص على مصاحبة الصالحين الذين يعينونك على الخير ويشجعونك عليه، وابتعد عن المثبطين والمستهزئين، واجعل نصب عينيك دائماً ابتغاء الأجر من الله وحاول تجنب علم الناس بأعمالك الصالحة، واجعل بينك وبين الله عبادات لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى كصدقة السر أو قيام ليل وغيره، ومع المجاهدة ستجد لذة مناجاة العمل وإخفاءه.

 

 لابد ألا تتقمص شخصية غير حقيقية بحجة حبك للدين والالتزام، ولكن إذا لمزك شخص ما بأنك لأتعرف أمور الدين فلتكن واضحاً معه بأنك محب للخير والدين وملتزم، ولا يعيبك جهلك ببعض أمور الدين إلا إذا تصنعت دوراً ليس بدورك.

 

 بالنسبة لصيام النافلة بالذات أو غيره من العبادات التي تشعر بمشقة في فعلها فإنك تستطيع فعلها بالممارسة والمجاهدة، وأحرص على أن تدرب النفس عليها تدريجياً، مثلاً ألا تصوم إلا أيام الإجازات مبدأياً، وأن تحرص على تناول وجبة السحور، وأن تصوم في الأيام الباردة، وهكذا حتى تعتاد نفسك، وإذا بذلت هذه الأسباب فلا تستسلم إذا شعرت بالجوع والعطش اليسير، فإنها لحظات ثم تفطر ويزول كل هذا التعب، وتبقى لذة الأجر والطاعة.

 

 لاحظت في سؤالك بأن لديك شيء من الإحباط واليأس وضعف الثقة بالنفس، ولابد أن تعالج ذلك بتحفيز نفسك بوسائل منها عدم الإكثار من اللوم والعتاب وتجنب المثبطين والبدء بأعمال صغيرة وانجازها، وتأجيل الأعمال الصعبة والكبيرة، ومصاحبة من يشجعك على هذا الطريق ويعينك على الثبات عليه.

 

 كن على ثقة بأن الله عز وجل سيعينك فابذل الأسباب واجتهد في دعاء الله عز وجل، وتضرع له بأن يصلح حالك ويعينك على تجاوز ما تعاني منه.

وفقك الله لكل خير وسددك وأعانك.

 

المستشار: أ. هاشم الأهدل

  • 11
  • 0
  • 33,264

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً