هل هو حظي السيء؟

منذ 2018-10-08

عندما تبذل الجهد في تطوير ذاتك، والتركيز على نقاط قوتك - لا ضعفك - وتبني بها حياتك، وتخطط لمستقبلك؛ فستأتيكَ المنح الربانية والفرص النادرة، وعندها ستكون جاهزاً لاستقبالها.

السؤال:

أخي العزيز:

أنا معلِّمٌ، أدرِّس لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، وطوال حياتي وأنا حظي وسط أبناء جيلي وأصحابي قليلٌ جدّاً جدّاً جدّاً، بمعني أنهم - دائماً - ما يحصلون على المراكز المرموقة والأشياء التي يتمناها أيُّ فرد بسهولة جدّاً، أما أنا؛ فلا تأتي إليَّ، وإن أتت فإنها تأتي بصعوبة جدّاً، وبأقل ميزاتها، وبمعني آخر: دائماً ما أحصل علي أدنى الفرص أو أسوأها!!

 

أمثلةٌ على ذلك:

- حصلتُ على وظيفة مثل باقي زملائي، ولكن براتب أقل جدّاً جدّاً،  وبميزات أسوأ.

- أجدُ مَنْ هم أقل مني في الدرجة العلمية أو في السن وقد تفوقوا عليَّ في النواحي المادية، ولا أجد فارقاً بيني وبينهم.

والمهم: إني أريد أن أعرِّفك أني - والحمد لله - مؤمنٌ بالله - عزَّ وجلَّ - ومؤمنٌ بأنَّ الرزق بيد الله، ولكنني أرسل هذه الرسالة خوفاً من أن يكون هناك تقصيرٌ منِّي.

 

أرجو الإفادة - أكرمكم الله - لأنني مضطربٌ جدّاً جدّاً جدّاً بسبب هذا الموضوع.

الإجابة:

ما ذكرته لا ينافي - بمشيئة الله - سمةَ التوكل على الله – تعالى - وأنا أعلم كيف تخطر على عقل المرء مثل هذه الخواطر، عندما يُجري بعض المقارنات بين نفسه وبين مَنْ حوله.

 

وأريد أن أحدِّثك بشأن نقطتين هامتين:

النقطة الأولى: يجب أن تجعل من هذا الوضع أمراً محفِّزاً لك.

أريدُ أن أسألكَ: كم تصرف من الوقت كل يوم في تنمية نفسك؟ في تنمية مواهبك وقدراتك؟!

لدينا كل صباح فرصةً ذهبيةً لتطوير أنفسنا، والتحسين من أوضاع حياتنا! ولو حافظتَ على هذا المسار؛ فأنا أضمن لكَ - بمشيئة الله - أن تتغير أوضاعك تماماً.. هناك العديد من الكتب الجيدة في المكتبات الكبرى، التي تدل المرء على هذا الطريق.

من المقولات المُلْهِمَة التي أردِّدها دائماً: "عندما يجهز التلميذ، يظهر الأستاذ"!

عندما تبذل الجهد في تطوير ذاتك، والتركيز على نقاط قوتك - لا ضعفك - وتبني بها حياتك، وتخطط لمستقبلك؛ فستأتيكَ المنح الربانية والفرص النادرة، وعندها ستكون جاهزاً لاستقبالها.

 

النقطة الثانية: قم ببرمجة عقلك (اللاواعي) بصورة إيجابية، عبر إرسال الرسائل الإيجابية له؛ فهذه الرسائل تحفِّز العقل (اللاواعي)، وتدفعه لتوليد الأفكار، والمشاعر الإيجابية، والمواقف المحفزِّة.

 

يشيرُ الكثير من الكتَّاب إلى أن العقل (اللاواعي) لا يفرِّق بين الواقع وبين ما يُغذى به من كلمات؛ لذا أريدُكَ أن تخاطب نفسك في كل صباح ومساء بعبارات إيجابية: "أنا بخير.. أنعم الله عليَّ بنعم كثيرة.. أنا أتميَّز بكذا.. قمتُ بكذا في حين لم يقم الآخرون بذلك"؛ وهكذا. قد تستغرب من هذا العمل؛ لكن آثاره الجيدة أمرٌ متَّفقٌ عليه.

 

أخيراً:

انتبه أخي من الوقوع في شراك اليأس؛ فهو يحطم الإنسان، ويحرمه من أن يرى الفرص التي تمر أمامه، في حين ينظر أصحاب الأمل إلى المستقبل على أنه (الفرصة القادمة)، يتعاملون معه وكأنه تحت أطراف أصابعهم، ترسمه أعمالهم وأفعالهم! فهم لا ينشغلون بالباب المغلق عن البحث عن أبواب أخرى تُفتح هنا وهناك.

 

الكاتب: د. ياسر بكار.

  • 3
  • 1
  • 18,543

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً