لا أعرف كيف أحدد أهدافي

منذ 2018-10-19

أختي الفاضلة.. أتمنى أن تبدئي فوراً في استبدال كل مشاعرك السلبية تجاه قدراتك وذاتك، وانطلقي بثقة وثبات نحو صياغة واقع جديد تتقدمين فيه كل يوم خطوات ثابتة نحو تحقيق أهدافك وغاياتك في الحياة، ولا تنسي إطلاقاً في كل خطوة تخطينها نحو هدفك أن تستمدي العون والتوفيق من الكريم جل في علاه.

السؤال:

أنا عندي 27 سنة ولحد الساعة لم أستقر في شغل و لا أعرف كيف أحدد أهدافي و لا أعرف ماذا أريد, فأنا أريد أتعلم لكن أنسى كثيراً و التركيز الانتباه مشكلة كبيرة بالنسبة لي لهذا لست عارفة كيف أحدد هدفي و كيف اتقدم او اتوقف في الطريق فانا دائما ضائعة و تائهة و مشتتة.

الإجابة:

أختي الفاضلة وفقك الله.. حين قرأت في طيات رسالتك عدداً كبيراً من التصورات الذهنية السلبية التي تنظري بها إلى نفسك، داهمني من هذا إحساس أنك تعيشين قدراً من ضعف الثقة بالنفس؟!،

 

فمع تمتعك الواضح برغبة صادقة في تغيير واقعك إلا أن تصوراتك السلبية وقفت وتقف سداً منيعاً دون تقدمك نحو الأفضل، عليك أختي الكريمة أن تعيدي صياغة تصوراتك الذهنية حول ذاتك وعليك بالضرورة أن تنتبهي جيدا لأفكارك لأنها سوف تتحول إلى كلمات، وانتبهي إلى كلماتك لأنها سوف تتحول إلى أفعال، وانتبهي إلى أفعالك لأنها سوف تتحول إلى عادات، وانتبهي إلى عاداتك لأنها سوف تكون شخصيتك، وانتبهي جيدا إلى شخصيتك لأنها سوف تصنع قدرك، وقدرك سوف يصنع حياتك كلها.

 

لقد حرصت قبل أن أتحدث عما طرحتيه حول الأهداف وصياغتها وطرق تحديدها، حرصت على البدء بما أراه مدخلاً مهماً بل ومفتاحاً أساسياً من مفاتيح النجاح في الحياة وتحقيق أهدافنا فيها، إنها الثقة بالنفس واستشعار النعم التي وهبنا الله إياها، ومثلك وأنت في ريعان الشباب وعمر العطاء يجب أن تركزي على هذه الجوانب في حياتك، وأن تديري ظهرك لهذا الذي تجدينه والذي يطلق عليه الاعتقاد المقيد، وهو على أنواع كثيرة وأشهرها ثلاثة وهي:

 

1. الاستحالة: وهو اعتقاد الشخص أن ما يريد تحقيقه غير ممكن ومستحيل!!

2. العجز: وهو اعتقاد الشخص أن هذا الأمر أو هذا الشيء ليس بمقدوره أن يفعله!!

3. عدم الاستحقاق: وهو اعتقاد الشخص أنه غير مستحق أو غير جدير بهذا الشيء!!

 

وفيما يتعلق بتحديد الأهداف وصياغتها فاعلمي حفظك الله بأن الخالق جل وعلا لم يخلقنا عبثاً:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]، {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38]، وعليه دعيني فيما يأتي أتناول باختصار شديد بعض الأمور المهمة المتعلقة بهذا المطلب الأساسي في حياتنا.

 

مواصفات الهدف:

1- واضح، محدد وطموح.

2- يجمع بين الطموح والواقعية.

3- نافع لنا ولمجتمعاتنا.

4- أن نكون مؤمنين بالهدف إيمان لا ينقطع.

 

ما هي الصفات النفسية الواجب توافرها فيك حتى تستطيعي أن تحققي هدفك؟

1- الأمل والتفاؤل. 

2- الصبر.

3- بذل شديد للجهد.

4- قدرة على تخيل تفاصيل الهدف.

5- التوكل على الله.

 

كيف تحددي أهدافك؟

1- خذي ورقة وقلم واجلسي في مكان هادئ وابدئي في كتابة كل أحلامك وطموحاتك بدون قيود وضعي كل المعوقات جانباً حتى تستطيعي التفكير بحرية.

2- خذي ورقة أخرى واكتبي بها نقاط قوتك وكذلك نقاط ضعفك بكل صراحة.

3- صلي بينهم وابدئي في تحديد أهدافك ما بين نقاط قوتك ونقاط ضعفك بناءً على الأحلام التي تريدين تحقيقها.

4- خذي الورق الذي كتبتها واستشيري شخص تثقين بقدرته وخبرته في الحياة، حتى تستطيعي أن تأخذي رأيه في الأهداف التي وضعتها.

5- حولي الهدف الذي توصلت إليه إلى أهداف مرحلية، وبذلك تكوني قد وضعتي خطة كاملة لتحقيق الهدف.

6- دوماً قولي أنا أقدر بإذن الله وانسي كلمة لن أقدر أوصعب أومستحيل.

7- رافقي دوماً من يشجعكِ واذا تكاسلتِ يُعينكِ ودعكِ من الرفقة التي تزيد من كسلكِ.

8- قيمي أعمالكِ وكافئي نفسك على كل إنجاز تنجزيه، وعند حدوث العكس عاقبي نفسك.ِ

9- لا تقولي إطلاقاً لا يوجد لدي وقت ولن أفعل ما كتبته، لأني مشغولة الآن.

10- والأهم من هذا لا تؤجلي عمل اليوم إلى الغد، وإن تركتِ شيء للغد لا تنسى قول الله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23].

 

أختي الفاضلة.. أتمنى أن تبدئي فوراً في استبدال كل مشاعرك السلبية تجاه قدراتك وذاتك، وانطلقي بثقة وثبات نحو صياغة واقع جديد تتقدمين فيه كل يوم خطوات ثابتة نحو تحقيق أهدافك وغاياتك في الحياة، ولا تنسي إطلاقاً في كل خطوة تخطينها نحو هدفك أن تستمدي العون والتوفيق من الكريم جل في علاه.

المستشار: د.هاني التميمي

  • 105
  • 10
  • 62,393

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً