ليس لدي ثقة في الخطاب

منذ 2020-07-20

زوجة طلبت الطلاق وتم بعد أن تبين لها أن زوجها كان مريضًا ولم يكن قد أخبرها بذلك؛ مما أفقدها الثقةَ في كل مَن يتقدَّم لها، وتخاف أن تتعرض للكذب مرةً أخرى.

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

كنتُ متزوجةً مِن شابٍّ انفصلٍ عن زوجته بعد زواجٍ دام سنوات، وقد انفصل عن زوجته - كما أخبرني - لأنَّها لم تكنْ تُريد الإنجاب! لكنه لم يكن صادقًا؛ إذ تبين أنه مريض بالوسواس القهري، ولديه عجز جنسي، وليستْ لديه قدرة على اتخاذ القرارات؛ حيث إن كلَّ أمور حياته تكون بقيادة مَن حوله!

 

أرهقني التفكير، والتزمتُ الصمت، وعشنا متباعدين في منزل واحدٍ، ليس بيننا أدنى علاقة، وكلُّ تبريره أنه مصدوم ومرهق، ولا يعرف ماذا أصابه؟

 

زادت الفجوةُ بيننا لأني أريد أطفالًا، وأريد أن أعيشَ حياة الأمومة، وأصررتُ على الطلاق بعدما ذهبتُ لأهلي.

 

بعد الطلاق تَقَدَّم لخطبتي أكثرُ مِن شابٍّ؛ منهم المُطلق، ومنهم المُتَزَوِّج ويريد التعدُّد، فرفضتُهم لخوفٍ عميق داخلي أنني لن أُوَفَّق في الزواج، وفقدتُ الثقة في كل مَن حولي، واخترتُ الاستمرارَ بلا زواجٍ لانعدام ثقتي بمن يتقدم لخطبتي، لكن حلم الأمومة مُسَيْطِر على عقلي.

 

أريد الزواج، لكني أخاف الكذب، وأخاف أن تتحطَّم أحلامي مرةً أخرى.

 

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقد قلت: إنَّ الثقةَ في الخُطَّاب مَعدومة، ولكني أسأل وأقول: وهل الثقة بالله كذلك؟ تعالى الله عن ذلك.

 

نعم قد تكون تجربة أولى، ولم يتم لك ما أردتِ، ولكن هل هذا يعني: أن الحال لن يَتَبَدَّل؟

 

أين حُسْنُ الظن بالله، وقد جاء في الحديث القدسي قولُ الله جل جلاله: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظنَّ عبدي بي ما يشاء))، وقال في مُحكم تنزيله: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}  [فصلت: 23].

 

وحاشاكِ أن تُسيئي الظن بالله، ولكن لعله فات عليك فَهْم ذلك والتنبه له!

 

لا تَتَرَدَّدي في قبول الخاطب إذا ما اقتنعتِ بالأسباب المذكورة، وذلك بعد أنْ تستخيري، ولك أن تسألي وتبحثي في الأمر قبلَ الإقدام والموافَقة، وهناك اقتراحٌ آخر وهو: عدم الاستعجال في الزواج بعد العقد، فلعلك تَتَعَرَّفين على الخاطب عن قربٍ، وتَظْهَر لك الأمور جَليَّة.

 

المهم ألا تُوَحِّدي الحكم على الأشخاص، وقد يكون مِن الأفضل لك أن تقبلي المعدِّد؛ لكونه صاحب تجربة زواج، وقد يكون الدافعُ له مجرد التعدُّد، وإلا فهو رجل سَوِيٌّ لا يُعاب، كما قد تجتمع لك فيه مِن الصفات ما ليس في الشابِّ المطلق أو الأعزب.

 

استعيني بالله، ولا تَحْرمي نفسَك حقها الطبيعي في الاستمتاع بالذُّرية بسبب الظنون.

 

وفَّقك الله لما يُحبُّ ويرضى، ورزقك مِن حيث لا تحتسبين

 

  • 4
  • 0
  • 897

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً