هل أترك الدعوة بسبب عادة نفسية؟!
عندما أقرأ، أو أفَكِّرُ، أو أشاهد شيئًا ... أفاجَأُ بأنني قد قَطَّعْتُ شعرات وجهي، أو أحيانًا شعرات رأسي .. وكأنني قاصِدٌ لها .. بل إنني أحيانًا إذا سَهَوْتُ في الصلاة ثُمَّ رجعت لنفسي، أجد يدي عند لحيتي تنتف منها دون شعور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نسأل الله لنا ولكم دوام التوفيق والنجاح.
أما عن مشكلتي فهي باختصار شديد جدًّا: أني عندما أقرأ، أو أفَكِّرُ، أو أشاهد شيئًا ... أفاجَأُ بأنني قد قَطَّعْتُ شعرات وجهي، أو أحيانًا شعرات رأسي .. وكأنني قاصِدٌ لها .. بل إنني أحيانًا إذا سَهَوْتُ في الصلاة ثُمَّ رجعت لنفسي، أجد يدي عند لحيتي تنتف منها دون شعور.
وهكذا مشكلتي التي أتعبتني نفسيًّا؛ لمكانتي الدعوية الحسَّاسة في المجتمع، ولحرصي كل الحرص على اتِّباع سنة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم.
وكثيرًا ما أُحَدِّثُ نفسي بأن أترك العمل الدعوي من أجل هذا المرض؛ بل وأصبحت لا أُوَاجِهُ الناس كما كنت أواجههم من قبلُ، وزاد الطين بِلَّة أن بعض أصحابي من الدُّعاة الذين لا يعرفونني من قُرْب، يظنُّون أني أُقَصِّرُ من لحيتي .. وبدأوا يحذرون مني .. سامحهم الله.
وأنا بين نارين .. لا أدري هل أترك كل ما بيدي من عمل دعوي على حساب هذه العِلَّة، أم أجد علاجًا لهذه العويصة التي أزعجتني نفسيًّا، وأرهقتني جسديًّا. وجعلت مني رجلاً ضعيفًا في الدعوة؛ لأنني أحس أني أُشَوِّهُ الدَّعوة بشكلي المُخَالف لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم.
أنتظر ردكم بفارغ الصبر
في الواقع نتف الشعر هي مشكلة معروفة في الطب النفسي، ولها علاجٌ دوائي معروف، وهو علاج آمنٌ لا يسبب أي تعود أو إدمان، وليس له أعراضٌ جانبية مهمة، وسيخفف من هذه الحالة إلى أبعد حدٍّ. فأرجو مُراجعة أي طبيب نفسي، وستجد الحل بمشيئة الله.
في بعض الأحيان تدل مشكلة نتف الشعر على القلق الذي نعيشه؛ أي حمل الهمِّ الزائد حول أمور الحياة عامة أو خاصة، وعند وجود هذه الحالة فلابد أن نتعامل معها أولاً ونجد لها حلاً.
من الوسائل العلاجية المُهِمَّة العلاج السلوكي؛ أي وضع جدول لمُراقبة هذا السلوك بطريقة واضحة ومُسْتَمِرّة، فكل يوم سَجِّل كم دقيقة أو كم مرة انشغلت بالنتف، ومِنْ ثَمَّ حدد هدفًا أن تُقَلِّلَ هذا السلوك قليلاً كل أربعة أيام، وبالتدريج للتقليل من هذا السلوك – أي أن تُقَلِّلَ من الساعات أو المرات التي تلجأ فيها إلى النتف- ومن ثَمَّ عندما تحقق الهدف لمدة أربعة أيام كَافِئ نفسك بشئ تُحِبُّه، وهكذا حتى تتخلص من هذه العادة. لو قمت بهذه الطريقة مع تناول العلاج فستحقق نتيجة جيدة بمشيئة الله..
ختاماً: غنيٌّ عَنِ القول أنَّ تَوَقُّفَكَ عن الدعوة بسبب هذه المشكلة هروبٌ من المشكلة وليس حلاً لها.. اعلم أن الأمر مُقْلِقٌ لك؛ لكن لن يكون الحل يومًا أن تقلع عن عمل كريم وشريف؛ كالعمل في الدعوة..
أسأل الله العظيم لك التوفيق والسداد والمعونة، ومرحبًا بك في كل حين
- التصنيف:
- المصدر: