متزوجة ووقعت في حب زميلي!

منذ 2020-12-16

سيدة متزوجة ولديها أطفال، وقعتْ في حبِّ شاب زميل لها، وحاولتْ بكل السبُل قطعَ العلاقة معه، لكنها فشلتْ، وتخاف أن تقع في الإثم.

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أنا سيدة متزوجة ولديَّ أطفال، زوجي رجل فاضل وأحبه، لكن المصيبة أني وقعتُ في حب شابٍّ يصغرني بسنوات، وأحبَّ كلٌّ منَّا الآخر!

 

حاولنا الانقطاع لكن لم نستطعْ، وما زال الحال كما هو!

 

زوجي إنسان طيبُ القلب، ولا يستحقُّ مني هذا، مع أني واللهِ حاولتُ لكن دون جدوى، فهذا الأمر أقوى مني.

 

الحمد لله لم نتجاوز الخطوط الحمراء في كلامنا، ولكن مجرد أن نكونَ في هذا الوضع فهو خطأ.

 

مِن داخلي أشعر أن هذا الإنسان يُشبهني ويقاربني في التفكير، بل أشعر أنه جزءٌ مني! على عكس زوجي الذي أختلف معه في الذوق والتفكير وأمور أخرى.

 

لا أعرف ماذا أفعل؟ فقد حاولتُ أن أقاطعه ولم أُفلحْ، والآن سأعود إلى عملي معه وأراه يوميًّا، ولا يُمكننا تغيير مكان عملنا، ويعلم الله أني أخاف أنْ أرتكبَ إثمًا، فماذا أفعل؟!

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأختي الكريم، الأمر عظيم حقيقة، فلقد اجتمعتْ لديك المعصيةُ وخيانة زوج ذي أخلاق طيبة، وفعلُك هذا أشبه ما يكون بفعل أولئك النفر الذين أخبر عنهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الحديث بأنَّ الله لا يُكلمهم يوم القيامة؛ حيث قال:  «ثلاثة لا يُكلمهم الله، ولا يَنظُر إليهم يوم القيامة، ولا يُزكيهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، ومَلِك كذابٌ، وعائل مستكبر» ، ‏‫هل تعلمين لماذا؟!

 

لأنك امرأة متزوجة من رجلٍ طيبٍ ذي خُلُق كريم، ومع ذلك تساهلتِ في إقامة علاقة مُحرَّمة بشابٍّ؛ ظنًّا منك أنه هو الأنسب لك والأليق بك!

 

والحقيقةُ أن هذا مِن تزييف الشيطان وإغوائه، فإنه لا يألو أن يُزَيِّن القبيح، ويُقبِّح الحسن، حتى ينال حظه مِن ابن آدم فيوقعه في العصيان!

 

وإلا لو كان هذا الشابُّ زوجًا لك، فهل تظنين أنك ستسعدين معه أكثر مِن سعادتك مع زوجك الحالي؟! ألا يمكن أن تكونَ في شخصه صفاتٌ تختلفين معه فيها؟ هل تظنين أنه سيُكمل لك كل شيء معه؟!

 

استعيذي بالله مِن الشيطان، واستغفري الله وتوبي إليه، واقنعي بما رَزَقَك الله؛ فإنَّ القناعة كنزٌ، وإن الطمع ليذهب بالنِّعَم، فتَنَبَّهي.

 

وإنه ليَتَوَجَّب عليك تَرْك عملك، أو تغيير مجاله على الأقل، درءًا للوُقوع في الفتنة!

 

وكأني فهمتُ أنَّ مجال عملك يختلط فيه الرجال والنساء، وذلك محذورٌ شرعيٌّ ينبغي مراعاته والعمل بما يتوافق مع الشرع، ولو أدى ذلك إلى ترك العمل بالكلية، فهناك واجبٌ، وهناك الأوجب، وطاعة الله أولى مِن كل شيء.

 

أوصيك بتقوى الله جل جلاله، وحِفْظ نفسك، وذلك بالدعاء بالثبات، والإكثار مِن الطاعات والذِّكر، وقد أمر بذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذلك الصحابي الذي اشتكى نفسه حين أصاب مِن امرأةٍ، وأراد التوبة، فتلا عليه قولَ الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].

اعزمي أمرك، ولا تتواني فتقعي فيما لا يُحمد لا قدَّر الله، ووقتها ستندمين حين لا ينفع الندم.

 

غفَر الله لك، وأصلح حالك، ووفقك لهداه

 

  • 5
  • 1
  • 3,071

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً