كيف أنظم وقتي في المنزل؟
سيدة متزوجة وزوجها ضعيفٌ أمام أهله، ووالدةُ زوجها مِن النوع المتسلِّط، تجرحها وتنعتُها بألفاظ سيئة، كما أنَّ أعمال البيت ثقيلة عليها، وتسأل كيف تتعامَل مع متطلبات البيت ومع أهل زوجها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبتُ قصتي بعد أن يَئِسْتُ مِن حياتي، ولم أستطعْ أن أجدَ حلًّا، رغم محاولاتي الكبيرة!
أنا سيدة متزوجة منذ 11 عامًا، وكان عمري وقتها 19 عامًا، ووالدة زوجي من النوع المتسلِّط، حتى إنها مِن تسلُّطِها عليَّ جرحتْني بسبب دورتي غير المُنْتَظِمَة، وقالت: لو أعلم ذلك لفسختُ العقد! وكان لهذه البداية أثرٌ سيئٌ جدًّا على نفسيتي، بالإضافة للتوتُّر الذي كنتُ أعاني منه كأي عروسٍ جديدة!
بدأت الخلافات مع والدة زوجي بعد الزواج، وكل مرة يخطئني زوجي ويقول: أنت مريضةٌ نفسيةٌ، أنت تحتاجين إلى طبيبٍ نفسيٍّ؛ وكان هذا منذ الشهر الأول مِن زواجي.
كل ذلك لأني كنتُ خَجُولًا، وقليلة الكلام مع مَن حولي، وخاصَّة أهله.
الْتَحقتُ بالجامعة، وكان الدوامُ صعبًا، وبدأ يشكوني لأهلِه، وبناءً عليه بدأ كلُّ واحد يُعطيني محاضرات، وكلُّ هذا أثَّر على نفسيتي، فقررتُ الرجوع لأهلي بعد شهر من الزواج!
ثم اضطررتُ للرجوع لزوجي مرةً أخرى؛ لأني اكتشفتُ أني حامل، وهنا بدأت المعاناة من جديد؛ فالحملُ، والجامعةُ، ومشكلاتُ أهل زوجي، والبيت - كلُّ ذلك أتعبني جدًّا، ولم أستَطِع التوفيق بين الدراسة وأعمال المنزل؛ فزادت المشكلات بيني وبين زوجي، وكل مرة يصرُخ ويتلفَّظ بألفاظٍ سيئةٍ جدًّا، حتى تكوَّنتْ لديَّ عُقَد نفسيَّة مِن أعمال المنزل، وكلما حاولتُ أن أعملَ أعمال البيت أجد ما يَصُدني عنها.
مرَّت الأيام، وزادت المشاكل والضغوطات النفسيَّةُ عليَّ، ولم أستَطِع القيام بكلِّ ما عليَّ مِن أعمال، وأقوم بعمل الضروريات فقط؛ من غسيل وطبخٍ.
بدأ زوجي يشتمني ويشتم أهلي بأبشع الألفاظ والشتائم، ويلعنني، ويدعو عليَّ بالموت، ووصل به الأمر إلى أنه مدَّ يده عليَّ وضربني ضربًا شديدًا!
أُصِبْتُ بالاكتئاب، وأعاني مِن الصداع كثيرًا، وأبكي بشكلٍ هستيريٍّ، وأعاني من الكوابيس بشكل صعبٍ جدًّا.
تبَلَّدتْ مشاعري، ولم أعدْ أُحبه، وهو يُهددني بالطلاق، ويمنعني مِن زيارة أهلي، حتى إنني لم أرَهم منذ 4 سنوات!
هددتُه بأنني سأقوم برفْع دعوى ضده بسبب العُنف الأسري، لأني لم أعدْ قادرةً على التحمُّل!
أما أمُّه فأنا أكرهها لأنها السببُ في المشكلات التي أعيش فيها، خاصة وأنه يُقاطعني بسببها إذا لم أُنَفِّذ ما تريد، تتدخَّل في حياتي بشكل كبير، وتُحَرِّض زوجي عليَّ!
فأشيروا عليَّ ماذا أفعل تُجاه زوجي وحماتي؟ وماذا أفعل في الأعمال المنزلية؟
أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدنيا لا تسير على وتيرةٍ واحدةٍ، هي الحياةُ وتقلُّباتها، علينا الصبر ومحاولة التغيير قدْر الإمكان.
حماتُك قليلة المعرفة والدراية، والجاهل يُعْذَر بجَهْلِه.
مشكلةُ الدورة غير المنتظمة تُعالج، ولا تُؤَثِّر على سير الحياة الزوجية، وانتظام الدورة مهم لعملية الإنجاب، وها أنت أنجبتِ ما شاء الله، فلا تسترجعي الماضي وتتوقَّفي عند كلامها وتُفَكِّري فيه؛ لأنها قليلة المعرفة والدِّراية.
العروسُ تحتاج إلى فترة حتى تتكيَّف مع حياتها الجديدة، وتحتاج إلى مساعدة المحيطين بها، والخجلُ المبالَغ فيه يضيع حقوقك، فعليك أن تُقيمي علاقةً طيبةً مع أهل زوجك بدل أن تخسريهم، وأن تكسبيهم إلى جانبك؛ حينها صدِّقيني ستكسبين زوجك، وسوف تتحوَّل معاملته مِن الإساءة إلى الإحسان.
يحتاج زوجُك إلى ثقافةٍ تربويةٍ وزوجيةٍ، أنصحك بأن تحضري معه دورات تربويَّة وزوجية، وحاولي أن تبحثي عن هذه الدورات، وأن تُسَجِّلي فيها، واجعلي أحدًا مِن مَعارفك يقوم بإهداء زوجك بطاقة الحضور على أنها منه؛ حتى لا تكونَ منك فيرفضها.
استعيني بالله على كلِّ عملٍ تقومين به، وتصوري السعادة بعد انتهائك مِن كل أعمالك المنزلية؛ فالفوضى تُتعب الأعصاب، وتجعل الحليمَ يثور غاضبًا منها.
أعدِّي جدولًا للعمل المنزلي، وابدئي بالاستيقاظ المبكِّر، ورتِّبي ونظِّفي غرفة غرفة، ثم طيِّبي البيت وعطريه، وراقبي ردة فِعْل زوجك حين يعودَ إلى منزله ويجده بهذه الصورة.
داوِمي على ذلك شهرًا وستعتادين، ولن تشكي مجددًا مِن صعوبة العمل المنزلي، وزِّعي بعض المهام على أبنائك، وسيخفف عنك هذا بعض العبْء.
المشاكل تصغُر حين نُفَكِّر فيها بعقلانيةٍ، وتكبر حين نكبرها
أسأل الله أن يُوَفِّقك ويُصْلِح حالك
- التصنيف:
- المصدر: